نظمت مجموعة من أصحاب الشهائد المعطلين عن أمس اعتصاما مفتوحا بساحة الحكومة بالقصبة، اتهموا فيه الحكومة بنقض وعودها، وعدم جديتها في معالجة ملف البطالة. وعبر المُعتصمون عن استيائهم الشديد من تجاهل الحكومة لمطالبهم وعدم طرحها لحلول جذرية وحقيقية، ورفعوا لافتات كتب عليها «يا حكومة عار.. عار.. وينو وعدك للبطّال» و«التشغيل موش مزيّة، لا رشوة ولا محسوبيّة». وأجمع الحاضرون على أن الإنجازات الوحيدة التي حقّقتها الحكومة هي إلغاء منحة «أمل» وتعويضها بمنحة يصعب الحصول عليها، كما ندّدوا بالانتدابات «المشبوهة» و«العشوائية» التي لا تعتمد على أيّة مقاييس واضحة سوى الولاءات السياسية والمحسوبية، حسب تعبيرهم، مشيرين إلى أنّ التشغيل في تونس يعيش سباتا عميقا أو يمرّ ب«سنة بيضاء». وأبرزوا تشبثهم بدخول الوزارة الأولى للتفاوض مع الحكومة، مهدّدين بالتصعيد والانتقال إلى أشكال نضالية أخرى، إذا ما قامت وحدات الأمن بالاعتداء عليهم. مطالب مشروعة من جهته، قال السيد بلقاسم بن عبد الله، عضو التنسيقية الوطنية لاتحاد أصحاب الشهائد المعطّلين عن العمل أنّ هذا الاعتصام يعتبر ثالث تحرك لهم وأنّ الحكومة قد فشلت في حل أزمة البطالة حيث أكّدت لهم الميزانية التكميلية لسنة 2012، بما رصدته من ميزانية للتنمية والتشغيل، على عدم نية الحكومة الحالية في الخروج من الأزمة المستفحلة لبطالة حاملي الشهائد، حسب تعبيره. وأضاف بن عبد الله، أنّ مشروع قانون الانتداب في الوظيفة العمومية كشف عن مواصلة الحكومة في نفس السياسات التشغيلية للنظام البائد المرتكزة أساسا على المحسوبية والزبونية والرشوة والولاءات، وهو ما تؤكده، حسب قوله قرارات التعيين الأخيرة في عدة وزارات دون اللجوء إلى مناظرات. من جهته بين السيد سالم العياري المنسق الوطني لاتحاد أصحاب الشهائد المعطلين عن العمل، أنّ مطالبهم مشروعة وتكمن أساسا في ضرورة اعتماد مقاييس عادلة وشفافة للانتدابات في الوظيفة العمومية والتسريع بإعلان نتائج مناظرات 2011، إضافة إلى ضرورة إقرار منحة بطالة قارة لأصحاب الشهائد المعطلين عن العمل والإسراع بفتح مناظرات الانتداب لهذه السنة في أقرب وقت وطالب سالم العياري الحكومة بضرورة إلغاء آليات الانتداب المهيمنة والهشة والانتداب النهائي لكل العاملين تحت هذه الآليات، مناديا في نفس الإطار بأهمية تسوية وضعية زملائهم المتعاقدين في مراكز التكوين وإنصاف أبناء الحوض المنجمي وتسوية وضعية المعتصمين. حضور أمني مكثف وقد شهدت ساحة الحكومة بالقصبة، حضورا أمنيا مكثفا، تميّز بالهدوء وبضبط النفس وأفادنا رئيس منطقة تونسالمدينة الذي كان حاضرا أنّ هذه الوقفة غير مشروعة وغير مرخّص لها ورغم ذلك فإن وحدات الأمن بادرت بالتجاوب مع المعتصمين في محاولة للتواصل إلى حلّ دون الالتجاء إلى العنف.