نظمت عشية أمس الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الانسان اجتماعا كبيرا بنزل «غولدن توليب» (المشتل) احتفاء بالذكرى الخامسة والثلاثين لتأسيسها. وتم خلال الاجتماع التعريف بالرابطة واعطاء لمحة تاريخية حول نشأتها، واستعراض أهم الازمات التي مرت بها . وحضر الاجتماع السيد «المنصف المرزوقي» رئيس الجمهورية والرئيس الشرفي للرابطة صحبة السيد «مصطفى بن جعفر» رئيس المجلس الوطني التأسيسي واعضاء من الحكومة وممثلين عن الاتحاد العام التونسي للشغل وأعضاء من الهيئة العليا المستقلة للانتخابات اضافة الى قادة احزاب سياسية وشخصيات وطنية واجنبية على غرار سفير فرنسابتونس «بوريس بويون» و«برنارد دولانوي» عمدة باريس... وكذلك هيئات ومنظمات دولية وعدد من سفراء بعض الدول بمشاركة مجموعة من المحامين على رأسهم السيد «شوقي الطبيب» وعدد من القضاة ... وأكد السيد رئيس الجمهورية خلال كلمته بعد ان ترحم على شهداء الثورة، انها المرة الاولى التي يشارك فيها في ذكرى تأسيس الرابطة تحت حماية رجال الامن الذين قالوا عنهم انهم كانوا يمنعونه من دخول القاعات لحضور المناسبة في سنوات الجمر . وأبرز المرزوقي أن «عبد الله القلال» أصدر امرا يقضي بإغلاق مقر الرابطة في 13 جوان 1992 عندما كان وزيرا للداخلية بعد ان رفضت الرابطة الاندماج مع التجمع الدستوري الديمقراطي قائلا: «أخذنا حقائبنا بعد ان صدر قرار اغلاق الرابطة وعدنا الى بيوتنا مرفوعي الرأس، ورفضنا الانضمام الى نظام دكتاتوري...». وبين المرزوقي ان الرابطة استأنفت نشاطها وفتحت ابوابها سنة 2000 ودخلت في معركة مع الدكتاتورية التي جثمت على صدور التونسيين سنوات قائلا: «تغلبنا على الدكتاتورية رغم ان حظوظ انتصارنا كانت شبه معدومة...». وجود نظام ديمقراطي لا يعني اختفاء التعذيب وأوضح المرزوقي في كلمته التي كانت تارة باللغة العربية وطورا بالفرنسية نظرا لوجود فرنسيين وأجانب في الاجتماع ان قيام ووجود نظام ديمقراطي لا يعنيان اختفاء التعذيب والتجاوزات والانتهاكات قائلا: « لأن البشر هم البشر وعندما اسمع ان هناك تعذيبا أو تجاوزات لا استغرب، لكن المهم ان نكون مستعدين لتحطيم الدكتاتوريات وايقاف ماكينة التعذيب...». وأفاد المرزوقي ان الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان لعبت دورا كبيرا في مناهضة التعذيب والانتصار للحقوق والحريات الإنسانية بالتعاون مع عدد من الجمعيات والمنظمات التي تسهر على صون حقوق الانسان . «الترويكا» معتدلة وأعلن المرزوقي ان الثلاثي الحاكم (الترويكا) يتكون من إسلاميين معتدلين وعلمانيين معتدلين مشيرا الى ان الحكومة الحالية جاءت في اطار مناخ حواري وتشاركي بين جميع الكتل. ودعا رئيس الجمهورية الى ضرورة الالتزام بالحوار للوصول الى الغايات والاهداف المرجوة واكد ان الحكومة التزمت بالتفاوض مع جميع الجهات على غرار الاتحاد العام التونسي للشغل . الرئيس فخور بانتمائه إلى الرابطة أعرب الرئيس عن اعتزازه وفخره بالانتماء الى الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الانسان التي كانت تدافع عن التونسيين وتحميهم من التعذيب والتنكيل زمن بن علي والتي اصبحت تدافع عن التونسيين لحمايتهم من الفقر والخصاصة والجهل، مضيفا ان الرابطة لن تدخر اي جهد للدفاع عن حقوق الانسان ولن يهدأ لها بال الا عندما تتحول تونس الى بلد يطيب فيه العيش . وقد تسلم المرزوقي انخراطا جديدا في الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الانسان من طرف السيد عبد الستار بن موسى رئيس الرابطة . الرابطة ليست خصما للسلطة أكد السيد عبد الستار بن موسى ان الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الانسان ليست خصما للسلطة وانما هي سلطة مضادة تقف حاجزا امام كل انواع التجاوزات والانتهاكات مهما كان مصدرها ونوعيتها. كما استنكر بن موسى الاعتداء على الصحفيين والفنانين وكافة مكونات المجتمع المدني وأدان الاعتداءات على المسيرات السلمية التي يقوم بها العاطلون عن العمل او جرحى الثورة... ورفض أيضا ظاهرة التكفير التي لم يألفها المجتمع التونسي، كما ابدى رفضه القاطع لسياسة التعيين على أساس الولاء الحزبي، وانتقد في نفس الوقت الانتهاكات التي يتعرض لها رجال الامن اضافة الى الاعتداء على المقرات الامنية والمحاكم... و طالب عبد الستار بن موسى بضرورة تمكين الرابطة من مقر جديد يليق بمستوى وقيمة الرابطة كما طلب من الفحكومة الاصغاء الى مطالب المحتجين من معطلين وعملة وجرحى ونادى بضرورة تحقيق اهداف الثورة وعدم الالتفاف على حق الشعب. الرابطة كانت صوتا فاضحا وأبرزت الهيئة الوطنية لاصلاح الاعلام والاتصال في بيان لها وزعته على الصحفيين ان الرابطة كانت صوتا جريئا وفاضحا للانتهاكات التي تطال الحريات الاساسية ومن بينها حرية التعبير وحق الصحفيين في الوصول الى مصادر الخبر وممارسة دورهم الرقابي المستقل وفق قواعد المهنة الصحفية واخلاقياتها. تصوير شرف الدين