كشف محمد بنور الناطق الرسمي باسم «حزب التكتل من أجل العمل والحريات» أن ما طرأ مؤخرا من انشقاق صلب الحزب، لا دخل للقائمين عليه فيه وبأنهم ليسوا من تسبب في هذا الانشقاق وقال إن استحداث «حركة الخيار الثالث» من قبل المنسحبين من «التكتل» يتزامن مع تحرّكات التجمعيين «للرجوع الى السطح وإرباك الترويكا». وقال محمد بنور إن حركة «الخيار الثالث» المنشقة عن «حزب التكتل من أجل العمل والحريات» تفتقد الى «الانسجام» بين مختلف الأطراف، وإن ما صرّح به «صالح شعيب» (وهو أحد أعضاء الحركة) من أنه يعتزم ترشيح نفسه للانتخابات القادمة دون العودة بالنظر واستشارة بقية أعضاء الحركة، خير دليل على عدم التنسيق. وأكد محمد بنور على أن استحداث «حركة الخيار الثالث» في الوقت الحالي تحديدا يتزامن مع تحركات ومساعي التجمعيين للرجوع الى السطح وإرباك «الترويكا». وأفاد بأن الأيام القادمة ستثبت العديد من الحقائق وستتضح الأمور أكثر. وللإشارة فقد أفاد الناطق الرسمي باسم حزب «التكتل من أجل العمل والحريات» أن كلا من صالح شعيب ومحمد علّوش كانا ينتميان في عهد المخلوع لحركة الاشتراكيين الديمقراطيين قبل انخراطهما في حزب «التكتل» وأفاد بأن عبد العزيز درغوث لم يعرف بماض نضالي سياسي قبل الثورة، أما طارق الشعبوني فقد انضوى سابقا تحت لواء حزب التجديد، وقال «بنّور» إن كل هؤلاء قرّروا الانشقاق عن «التكتل» وإنشاء «حركة الخيار الثالث» وأنه بالرجوع الى انتماءاتهم الحزبية السالف ذكرها بالإمكان تبيّن العديد من المعطيات! ولدى اتصالنا بعبد العزيز درغوث الذي أكد أن صفة الناطق الرسمي باسم «حركة الخيار الثالث» ستُوكل إليه في الأيام القليلة المقبلة قال إن أسباب الانشقاق عن «التكتل» عديدة وأولاها انخراط القياديين في الأحزاب الحاكمة الثلاثة في اقتسام «الكعكة»! ثانيا ما حزّ في نفوس المنشقين أن قيادة «التكتل» لم تسع للدفاع عن أحقية الأطراف الفاعلة في الحزب في أن تكون «جزءا» من الحكومة وبيّن «درغوث» أن من بين دواعي الانشقاق عدم اعتماد مبدأ التشاور عند اتخاذ القرارات المهمة وهو ما حدث كذلك بالنسبة للحزب الديمقراطي التقدمي وحزب المؤتمر من أجل الجمهورية مما أدى الى الانقسام والتشرذم. وأضاف المتحدث بأنه من الضروري على قيادة حزب «التكتل» التساؤل «لماذا لم تتعرض حركة «النهضة» الى مشاكل الانقسام» وأوضح المتحدث أن الإجابة تتمثل في كون «النهضة تعتمد التشاور مع قواعدها». وقال «درغوث» إن نقص الديمقراطية والشفافية، من النقائص التي أصبحت تشوب أجواء الحزب، كما أن «الجري» وراء «الكراسي» شغل أعضاءه عن الاهتمام بالمشاغل الأساسية والسعي لتحقيق مطالب وأهداف الثورة، وأكد المتحدث أن «التكتل» قد حاد عن مساره وبذلك يكون «نظام بن علي قد خلّف دكتاتوريات صغيرة». وعمّا تم تداوله من اعتزام «صالح شعيب» الترشح الى «الرئاسية» القادمة اعتبر «درغوث» ذلك «أمرا عاديا» وقال إنه لا داعي لتضخيم الأمور وبأن لكل شخص كامل الحرية في الانتخابات. وعن إمكانيات انخراط بعض المنشقين عن حزب المؤتمر من أجل الجمهورية وعن الحزب الديمقراطي التقدمي فقد نفى أي انخراط رسمي من الطرفين وأكد بأن النقاشات لم تتمحور حول هذا الموضوع بصفة واضحة ومباشرة. وبخصوص من سيترأس «حركة الخيار الثالث» قال «درغوث» إنه لن يتم تحديد رئيس الحزب إلا بعد الانتهاء من الأمور التنظيمية وضبط البرنامج وتحديد الأهداف وقال «إن الزعامة في الوقت الحاضر ليست من محاور الاهتمام الرئيسية». وبأنه ليس بالإمكان «فرشان الحصيرة قبل الجامع».