في حوار تلفزي بثته القناتان الاولى والثانية وقناة حنبعل ونسمة صرح رئيس الحكومة حمادي الجبالي بان الشعب ذكي يعلم جيدا من يعمل ومن يمارس البطالة السياسية مؤكدا على الالتزام التام بتاريخ مارس كآخر اجل للانتخابات من قبل الحكومة مشيرا الى ان هذه الاخيرة تسعى لانشاء هيئة مستقلة للإنتخابات وهيئة مستقلة للسمعي البصري وللقضاء..وبخصوص دور المعارضة قال الجبالي ان وظيفة المعارضة في المشهد السياسي هي وظيفة اجتماعية تتجسم في اشراكها بشكل فاعل هو ما تجسد داخل المجلس التاسيسي وفي منابر الحوار ملاحظا ان الحكومة والاحزاب الحاكمة مفتوحين على كل المنابر.. واضاف رئيس الحكومة ان اشراك المعارضة يتطلب استعدادا من قبل هذه الاخيرة للحوار بكل جدية واضاف ان الحكومة الشرعية ستواصل عملها وهي مفتوحة على الحوار الوطني للبحث في القضايا المحورية التي سيكون الشعب شاهدا عليها.. وحول العمل بين الرئاسات الثلاث والتنسيق فيما بينها قال الجبالي:" هناك آراء مختلفة بين الرؤساء الثلاث وهذا طبيعي إذا لم تتجاوز الابجديات حيث يكونون في خدمة الدولة ومصلحة الشعب ولا نتعدى ذلك إلى أجندات أخرى وعلى هذا أقسمنا حين تسلمنا الحكومة .. هناك ارضية توافقية حول الهوية وفصل السلطات وانفتاح تونس على الاخر والايمان بالقيم الانسانية" وصرح بان جميع اعضاء الحكم اقسموا القرآن للعمل لمصلحة البلاد لا مصلحة حزب ولا شخص وفيما يتعلق بالوضع الاقتصادي والاجتماعي والسياسي اعترف رئيس الحكومة بوجود نواقص كبيرة على المستوى الاقتصادي اهمها المنظومة البنكية والقطاع السياحي مذكرا بان مؤشر النمو وصل في الرباعية الاولى لسنة 2012 نسبة نمو لم يصلها سنة 2010 زمن حكم بن علي،في حين وصف الاحتجاجات والاعتصامات بالوضع العادي الذي يعقب الثورة مشددا على ان الحكومة لن ترم الكرة مقرا بحساسية الوضع مطالبا بضرورة اعطاء الوقت والثقة في الحكومة التي قال عنها انها لم تنفك عن العمل الميداني والاصطفاف الى جانب البطال والمسكين. وواصل الجبالي حديثه حول الزيادات والحراك الاجتماعي حيث اكد ان الحكومة ليست ضد العمال والموظفين وبالتالي لا يجب للاتجاد ان يزايد بالمسالة الاجتماعية مبينا ان الحكومة حين ستقر الزيادات لن يكون ذلك نتيجة ضغط الاتحاد بل هو نتاج التزام بمبدا تواصل الدولة والوفاء بالالتزامات وبين الجبالي ان الاتحاد ينوي تعجيز وترضيخ الحكومة من خلال المطالبة بالزيادات من جهة ومن جهة اخرى رفض التداين والاقتراض من الخارج مع علمهم ان الوضع الاقتصادي في تونس هش دون ان ينفي دور الاتحاد كطرف استراتيجي ولا يجب ان يكون هناك صراع بينه وبين الحكومة.وختم الجبالي هذه النقطة بالتشديد على انه سيبادر بنفسه في التخفيض في الاجر وسيدعوا بقية الوزراء الى ذلك من غير دعاية ولا رياء ، اما عن زيادة رواتب نواب المجلس التاسيسي ...فقال :" لم تقع المصادقة عليها لان النواب رفضوا الزيادة وبالنسبة لكتلة النهضة كان موقفها واضح من هذا"
..وفي رد على الدعوات الرامية للاطاحة بالحكومة صرح الجبالي بان من يرى في الاطاحة بها شيء ايجابي فهو مخطئ معتبرا ان اسقاط الحكومة هو افشال للمسار والتجربة الديمقراطية ككل مفندا كل المزاعم التي تقول بتدهور الوضع السياسي متهما من يروجون لذلك بمحاولات ضرب الديمقراطية ..في سياق متصل وحول نظرية المؤامرة واسقاط النظام، استبعد الجبالي نظرية اسقاط الحكومة والمؤامرة لان اسقاط الحكومة في ظل الديمقراطيات لا يتم الا بالصندوق حسب ما صرح به، ودعا رئيس الحكومة الى ضرورة ان يحترم كل شخص نفسه وخطابه ومواقفه وان لا يعطي اوامر متعالية مفيدا بان الحكومة الشرعية لا يستضعفها احد ومذكرا بان هذه الحكومة شرعية بشرعيتها وشعبيتها ولن ترضخ الا لارادة الشعب. وبخصوص المنظومة القضائية وواجب اصلاحها افاد الجبالي ان الحكومة تلقت من جمعية القضاة وعودا بتسليم ملفات القضاة الفاسدين ولازلت تننتظر ملاحظا بان القضاة لا يردون للحكومة ان تتدخل في اصلاح المنظومة القضائية معتبرا عدم تدخلها في الاصلاح القضائي هو مغالطة كبرى حيث صرح:" هناك صد وردة ورجعية في ملف الاصلاح.. الحكومة طلبت من جمعية ونقابة القضاة التعاون على الاصلاح فكان الجواب اضراب مفتوح من نقابة القضاة". اما الملف الامني اشار الجبالي الى ان الحكومة وجدت منظومة امنية منهارة وهي التي كانت مستهدفة مصرحا بمواجهة صعوبات في المنظومة الامنية خصوصا بعد ان اصبح رجل الامن الان مستهدفا قائلا:" اجرم حقيقة لا يزال حرا طليقا" ولاحظ الجبالي الى جود نقابات امن تقوم بدور سلبي جدا وحان الوقت ان توضع حدود لهذه التجاوزات.. وعن استرجاع المخلوع قال "الجبالي: من واجب الحكومة مطالبة السلطات السعودية بتسليم المجرم بن علي وقد طلبنا ذلك من السعودية لكن هناك مهمة مبدئية واستراتيجية وهي علاقتنا بالسعودية يعني لا يجب ان تقتصر علاقاتنا الاستراتيجية مع السعودية على ملف تسليم بن علي .الجدية في المطالبة بتسليم بن علي لها عدة اوجه غير العلنية فالديبلوماسية لها عدة اوجه وليس كل شيء يعلم به الراي العام...ولو كانت لنا خشية من رجوع بن علي لخشيناه وهو في السلطة .." وصرح الجبالي بوجود اتفاق بين اطراف الترويكا في قضية البغدادي وليس هناك اختلاف بين الرئاسات الثلاث في مبدأ التسليم مع اخذ ضمانات من الحكومة الليبية لمحتكمة عادلة للبغدادي.. وختم الجبالي حديثه بالتاكيد على ان الحكومة قالت لنواب الشعب "اتقوا الله في الشعب التونسي"