اختار محمد علي بن جمعة «Dali « أن يفنّد المثل الشعبي «مخزن مسكّر ولا كرية مشومة(حاشاكم)»، إذ أعاد فتح الفضاء الثقافي» لمخزن» بالحي الشعبي باب سويقة . المخزن كان مبرر حوارنا لمحمد علي بن جمعة الراقص والممثل والمخرج و«الرابور» والناشط المجتمعي... ما قصتك مع «المخزن»؟ أنت تعلم أني جربي وأول أجدادي جاء إلى العاصمة سنة 1930 ليفتح مخزنا للزيت في نهج باب سويقة، في تلك الفترة من تاريخ تونس ان تكون في باب سويقة فأنت قريب من الحياة الأدبية (جماعة تحت السور) والحياة السياسية ، فالمخزن يحمل ذاكرة بين جدرانه حتى وإن تغيرت باب سويقة عمرانيا واجتماعيا. حين أعطاني والدي مفتاح المخزن وجدته خرابا، كان هذا قبل عشر سنوات، كانت خطواتي لإصلاحه وترميمه بطيئة ولكنها ثابتة، بقيت ثلاث سنوات في أشغال الترميم وسنة 2005 افتتح المخزن ونظمنا عدة معارض في أيام قرطاج المسرحية والسينمائية ومهرجان المدينة ومهرجان الموسيقى، كان التحدي في تلك الفترة هو التعريف بالفضاء. ما الذي تغير الآن؟ لقد شرعت في توسعة الفضاء وسيفتتح في شكله الجديد في شهر رمضان إن شاء الله ببرنامج ثقافي ومكتبة ومقهى ثقافي وعروض تلائم أجواء الشهر الكريم وحي باب سويقة كيف تعاملت معك وزارة الثقافة؟ أنا أعمل بعيدا عن الغاية الربحية والتظاهرات التي نظمتها أكدت مصداقيتي ولذلك تفاعلت وزارة الثقافة معنا بإسناد منحة سنوية للمخزن، كما أني وجدت في سي حمدي المؤدب داعما لمشروعي الثقافي. حمدي المؤدب متاع الكورة (رئيس الترجي الرياضي التونسي)؟ نعم، وأين الغرابة في ذلك؟ لا تنس أنه ابن باب سويقة وبصراحة دعمه جنّبني الاقتراض من البنوك . لا أخفي عليك... أحلامي كبيرة، أفكر في بعث جمعية «المخزن الثقافي» لتكون أداة للمساهمة في التهيئة العمرانية لباب سويقة بالتعاون مع الجهات المختصة من بلدية وجمعية صيانة مدينة تونس. وكأنك لم تكتف بصفتك ممثلا؟ ولماذا أظل أنتظر دورا قد يأتي أو لا يأتي؟ أنا منشط ثقافي وصانع مشاريع. قد يراها البعض ركوبا على المشاريع وانتهازية؟ ما يقوله الآخرون ليس مشكلتي، أنا أقترح وأجتهد وأوفر فضاء ملائما لموهبتي ومواهب الآخرين، أليس أفضل من أن يلف النسيان والإهمال هذه المواهب؟ «إذا ما تحبنيش، ما تسمعنيش»، حين قدم الفاضل الجزيري «النوبة» سنة 1991 وبعدها «الحضرة»، حافظ على الموروث وحرّك عدة مهن في الصناعات التقليدية، أي أن الفن له دور اقتصادي ومجتمعي أيضا، أنا حاولت في سياق مختلف أن أقدم «الراب»Rap كثقافة تعتمد الصورة والفرجة والمشهدية المسرحية وآمل أن أكون وفقت، لأن الراب كان النمط الموسيقي المعبر عن ثورة 14 جانفي هل مازالت تجربتك مع موسيقى «الراب» متواصلة؟ نعم ولكن ليس بالضرورة كمغنّ، كما قلت لك أنا منتج ومنشط ثقافي وصانع مشاريع. لماذا غبت إعلاميا؟ كان قرارا إراديا واعيا، كما أني انشغلت بالعمل، أنجزت فيلم 27 / 556 عن هيثم عبيد وألبوم من 16 أغنية «راب» وقدمت 25 عرضا في صيف 2011 Hip hop show ودعيت ضيف شرف في مهرجان الدوحة وعضو لجنة تحكيم في مهرجان روتردام وأنتجت معارض للصور الفوتوغرافية والغرافيتي لعدد من الشبان وآخر مسلسل شاركت فيه هو «نجوم الليل 3» وأعتقد أني حققت نجاحا لا بأس به. تردد أن بعض الصحفيين انزعجوا من أغنيتك عن الصحافة؟ أغلب الصحفيين أصدقائي او على الأقل يجمعنا الاحترام المتبادل ولكن أن تكون صحفيا لا يعطيك حصانة ضد النقد. ما الذي تغير في المشهد الثقافي بعد 14 جانفي؟ حدث انفجار ثقافي «فيه الباهي وفيه الخايب»، في السينما هناك كتابة جديدة مسرحيا «برشة ضمار» المساحة أصبحت أكبر والجمهور هو الفيصل، تعددت الإذاعات والتلفزيونات، هناك بداية كسر للاحتكار والصورة النمطية الواحدة. هل تشعر بممارسة تعتيم عليك؟ لا أعاني من هذه العقدة، ولكن هل يجب أن أكون في مسلسل «مكتوب» سامي الفهري لتكتبوا عني؟ لماذا غبت عن السينما التونسية في السنوات الأخيرة بعد أن كنت الفتى المدلل للشاشة الكبيرة؟ لأنه يوجد ممثلون غيري وعليّ أن أقبل اللعبة، هناك مقترحات تراجع أصحابها وهناك من لا يراني في أفلامه ، تلفزيا كانت لي مساهمة مهمة في «هدوء نسبي» لشوقي الماجري، مع الأسف المسلسل لم يحظ بما يستحق في تونس. هل صحيح أن حمادي عرافة اعترض على ترشيحك لمسلسله الجديد لتلفزيون «نسمة»؟ وقع اقتراحي هذا صحيح، وقيل لي إن حمادي قال «لا» وأنا أود أن أعرف لماذا اعترض؟ كيف هي علاقتكما؟ طيبة تردد أنك أخطأت في حقه في «كمنجة سلاّمة»؟ لا، لم يحدث ما يعكر صفو الاحترام بيننا ، ليس مشكلة ألاّ أعمل في مسلسل ما ، حمادي عرافة صرح سابقا بأنه لا يعمل مع فتحي الهداوي وها هما معا ، لا تعط المسألة حجما أكبر مما تستحق. كيف هي علاقتك بوزير الثقافة الحالي؟ «ما قابلتوش»، ولكن هو من الذين يعطيك إحساسا بأنه صادق ، آمل أن يجد الوقت والقوة ليغير من حال الوزارة. هل وزارة الثقافة في حاجة إلى تغيير؟ في العقلية والذوق وبطء الأمور الإدارية وتعقدها أحيانا. سياسيا هل انتميت إلى حزب ما؟ ... لا أنا وسطي الوسطية تعني أنك تجمّعي؟ زعمة نجّم نكون تجمعي؟ «أنا مستقل قبل وتوة ولكن غدوة ما نعرفش». ما تعليقك على بروز التيار المتشدد؟ أنا قلق من العنف والجهل والظلام. لماذا لا تبرز كبعض زملائك في المظاهرات في الشارع؟ شاركت وأشارك في بعض المظاهرات للدفاع عن قيم الحرية والكرامة والشغل ولكني لا أظهر في صور المظاهرات. هل يخطط الآخرون للظهور؟ اسألهم .لا تهمني الصور الآن ، في 7نوفمبر 2008 صدر لي حوار بجريدة «الموقف» لسان الحزب الديمقراطي التقدمي آنذاك. أنت ابن جربة فما موقفك من دعوات البعض ضد اليهود؟ يجب أن ندرك أن الدين لا يعطينا علوية على القانون، أن تكون مسلما أو يهوديا أو مسيحيا القانون يجب أن يكون فوق الجميع ونحن توانسة قبل كل شيء واليهود أبناء هذه الأرض منذ آلاف السنين، لا يمكن لبعض المتنطعين أن يغيروا من حقائق التاريخ.