- تدعيم النقل البحري بين تونس والقارة الإفريقية و مبادلات تجارية في الأفق - نحو تصدير الملح البلوري والفسفاط وإستيراد اللوح والقهوة والإختصاصات البحرية ستوفر 50 ألف موطن شغل
نظمت الجمعية المتوسطية للاستثمار و التشغيل أمس المؤتمر الإفريقي الأول حول الفرص الاقتصادية بالقارة الإفريقية في نزل تاج مرحبا بسوسة' تحت إشراف رياض بالطيب وزير الإستثمار والتعاون الدولي وبحضور ممثلي عدة سفراء وملحقين إقتصاديين من الدول الإفريقية ك"مالي" و"الكوديفوار" و"جنوب إفريقيا" و"ساحل العاج" ويهدف هذا المؤتمر إلى تدعيم التعاون الإقتصادي بين تونس والبلدان الإفريقية وخلق فرص جديدة للإستثمار وستكون الفرصة سانحة لرجال الأعمال للإستثمار في عدة مجالات تجارية وإقتصادية وتمت الدعوة على ضرورة تدعيم النقل البري والبحري والجوي ودعم المبادلات التجارية بين تونس والقارة الإفريقية... وقال السيد عز الدين قاسم وهو خبير في الشؤون البحرية ونائب رئيس المنظمة العالمية للخبراء في الشؤون البحرية بباريس وربان أعالي البحار ل"التونسية" أنه تم في هذا المؤتمر وعلى خلاف مؤتمرات سابقة الخروج بحلول ففي السابق كان يتم طرح عديد المشاكل لكن تبقى دون حلول تذكر. واضاف :"كان هناك العديد من الأفكار لكنها لم توظف فالبلدان الإفريقية غنية جدا بالثروات الطبيعية على عكس البلدان الأوروبية والتي تعيش في الوقت الراهن بعض الأزمات ويمكن الإستفادة من المبادلات التجارية بين تونس والدول الإفريقية ويمكن تصدير ما يسمى ب"ملح البلور "والذي يتواجد بكثرة في تونس وكذلك الفسفاط وبالإمكان إستيراد اللوح خاصة وأن هذه البلدان غنية جدا بهذه المنتوجات وكذلك "القهوة"ومختلف المنتوجات الإستهلاكية الأخرى . ويرى السيد عز الدين أن الإستثمار ممكن لو توفرت البنية التحية ودعم النقل البحري وذكرّ هنا بضرورة تفعيل دور ميناء "النفيضة" خاصة وأن هناك دراسة جهزت في الغرض وأعدها في الغرض لكن مضى على وجودها في رفوف الوزارة المعنية أكثر من 20 سنة وللأسف لم ترى النور وهي تتعلق بإحداث ميناء ذو مياه عميقة وسيربط تونس والبلدان الإفريقية وقال:" هذا الميناء واجب وطني وحان الوقت لتجسيد هذه الدراسة على أرض الواقع" هذا بالإضافة إلى تجهيز البنية التحتية مع البلدان الإفريقية لإيصال البضائع وتدعيم المبادلات التجارية". وإلى جانب ذلك تطرّق السيد عز الدين إلى ضرورة إحداث "محاكم تجارية" مختصة تكون منفصلة على محاكم الإدعاء العام وهو مقترح قدم في 2008 لوزارة العدل وتم تجاهله ودورها تسهيل المبادلات التجارية البحرية والجوية والبرية وإستخراج الرخص وتسهيل الإجراءات ويمكن تكوين طلبة في هذا المجال هذا بالإضافة إلى تدعيم إختصاص الهندسة البحرية وصناعة مراكب الصيد والمراكب التجارية وتصديرها إلى الخارج وهذا ممكن بإحياء ميناء منزل بورقيبة وإنشاء مرّكب لإصلاح وصيانة البواخر وهو إختصاص نفتقر إليه حاليا حيث يمكن توجيه الطلبة مباشرة بعد "الباكالوريا" وتكوينهم في عدة إختصاصات بحرية مما يوفرّ أكثر من 50 ألف موطن شغل . وقالت السيدة هيلة بن عربية رئيسة الجمعية المتوسطية للإستثمار ل"التونسية" أن هذا المؤتمر يأتي في إطار نشاط الجمعية والذي يهدف إلى إيجاد أسواق جديدة للمستثمرين ورجال الأعمال فالسوق الإفريقية تعتبرواعدة وللأسف الميزان التجاري ضعيف إذ لا يتجاوز 7 و8 بالمائة ولذلك إرتأت الجمعية إيجاد جسر للتواصل والتعاون مع هذه البلدان مما سيخلق فرصا للتشغيل والتبادل الفلاحي والصناعي . وأضافت :"وجدنا ترحيب كبير من عدة بلدان إفريقية وخاصة مع الكوديفوار وساحل العاج وعدة بلدان أخرى والأفاق متاحة حاليا للتعاون والإنفتاح على عديد الأسواق ." هذا المؤتمر يعتبر فرصة أولى في إنتظار إنعقاد المؤتمر المتوسطي الإفريقي للتنمية والمزمع تنظيمه في بداية جانفي 2013 والذي سيكون بدعم من الإتحاد التونسي للصناعة والتجارة. وتم التأكيد في إختتام هذا المؤتمر على ضرورة توفر الإرادة السياسية للإنفتاح على هذه الأسواق الواعدة وتمت دعوة البنك الإفريقي للتنمية وعدة بنوك أخرى للتدخل وتدعيم الشراكة خاصة وأن مختلف هذه المشاريع ستعود بالفائدة على تونس وعلى عدة بلدان إفريقية .