شكل تدارس واقع وأفاق التعاون التجاري والاقتصادي بين تونس وإفريقيا محور ورشة عمل انتظمت يوم الخميس بتونس في إطار أشغال الندوة الوطنية حول تونس في فضائها الإفريقي تواصل حضاري وشراكة من اجل تنمية متضامنة بإشراف السيد عبد الحميد التريكي كاتب الدولة المكلف بالتعاون الدولي والاستثمار الخارجي. وتعرف المشاركون في هذه الورشة على وضع التعاون التجاري بين تونس وإفريقيا لا سيما وان تونس قد وضعت منذ مارس 2007 خطة عمل خماسية تهدف إلى تكثيف التحركات والأنشطة الترويجية وتنويعها باتجاه البلدان الافريقية للرفع من حجم الصادرات التونسية نحو افريقيا والارتقاء بها من 1.4لمائة سنة 2006 الى 2.4 بالمائة في افق 2011 . ويتم العمل في إطار هذه الخطة على تطوير الإطار لقانوني المنظم للعلاقات التونسية والافريقية من خلال مواصلة المساعي لإبرام اتفاقيات تفاضلية مع التجمعات الاقتصادية وانتقاء بلدان مستهدفة قصد تنويع البرامج والانشطة التعريفية والترويجية باتجاهها. ويتضمن البرنامج التعريفي والترويجي لسنة 2009 بالخصوص تنظيم زيارات عمل لرجال الاعمال التونسييبن الى كل من تنزانيا والكنغو وبرازفيل واثيوبيا فضلا عن تنظيم الدورة الثالثة للصالون الدولي للخدمات بتونس خلال شهر نوفمبر 2009 . وتشهد المبادلات التجارية مع بلدان افريقيا تطورا ملحوظا حيث بلغ حجم الصادرات 355 مليون دينار سنة 2008 مقابل 213 مليون دينار سنة 2006 اى بارتفاع بنسبة 66 بالمائة فيما بلغت قيمة الواردات 106 مليون دينار سنة 2008 مقابل 73 مليون دينار سنة 2006 اى بزيادة بنسبة 45 بالمائة . وتصدر تونس الى افريقيا منتجات الاسلاك الكهربائية والمارغارين والعجين الغذائي والمشتقات الفسفاطية والورق الصحي وفليورير والجبس والمياه المعدنية وحفاظات الرضع. وتورد تونس من هذه البلدان القطن والكاكاو والقهوة والخشب والموز والتبغ. ولا تتجاوز مجموع الصادرات التونسية نحو البلدان الافريقية نسبة 2 بالمائة من اجمالي الصادرات نحو الخارج وتعتبر اثيوبيا اول حريف لتونس منذ سنة 2007 تليها السينيغال ثم الكوت ديفوار والغابون. وتحتل الكوت ديفوار منذ سنوات المرتبة الاولى من بين المزودين الافارقة لتونس تليها جنوب افريقيا والكامرون. وتم خلال هذه الورشة التذكير بالقرارات الرئاسية الهادفة الى تنمية التعاون مع البلدان الافريقية لا سيما المتعلقة منها بالترفيع في سقف تغطية مخاطر عدم الرفع ومخاطر عدم الدفع وايقاف الصفقات في نطاق صندوق ضمان مخاطر التصدير الذى تديره الشركة التونسية لتامين التجارة الخارجية. وتمثل السوق الافريقية حسب المتدخلين مجالا واسعا للترويج للمنتوجات التونسية الباحثة في ظل الازمة الاقتصادية والتكتلات الاقليمية على منافذ جديدة واسواق واعدة. وتعد القطاعات ذات القيمة المضافة العالية التي تمثل حاليا 80 بالمائة من الصادرات التونسية الموجهة نحو البلدان جنوب الصحراء مجالا واسعا لتنمية التبادل التجارى مع القارة السمراء. كما يمكن تطوير التعاون التونسي الافريقي في مجالت اخرى كالكهرباء والغاز والمواد الفسفاطية والاسمدة الى جانب التعاون الصناعي والذى يشمل خاصة الطاقة والمناجم فضلا عن المجال المصرفي والنقل والجباية. وتم خلال هذه الورشة طرح العديد من الاشكاليات التي تعيق التعاون التجارى والاقتصادى التونسي والافريقي من ذلك غياب الاطار القانوني التفاضلي وضعف التمثيل الديبلوماسي الى جانب انعدام الربط الجوى خاصة المباشر فضلا عن عدم وجود ممثلين للبنوك التونسية في البلدان الافريقية علاوة على عدم توفر معطيات حينية تهم الاسواق الافريقية.