أصبح من الضحك على الذقون أن تطالعنا إطلالة رئيس جمعية بأحد البرامج الرياضية يقرئنا فيها حبه للجمعية واستماتته في الذود عن مصالحها بما ملكت يمينه، والحال أنه حال مغادرته لحضيرة الفريق يتحول إلى مجرد اسم لازم مكانه في محاضر تاريخ من تسلموا يوما مقاليد الرئاسة. النادي البنزرتي لم يشذ عن هذه القاعدة، وبات مسؤولوه القائمون حاليا على الشأن الإداري للفريق برئاسة مهدي بن غربية رفقة الوجه الأبرز سمير بن يعقوب وبدرجة أقل أمير الجزيري، وحدهم يكابدون رحلة البحث عن المال والدعم في غياب معين يترجم حبه للمارد الأصفر بعيدا عن الأضواء وحسابات البيع والشراء، حتى لجنة الدعم باتت أصلا في حاجة إلى دعم، ولم تقدم مليما أحمر إلى هيئة بن غربية خلافا لما كانت عليه في السابق زمن التعيينات والتزكية بنظام الولاء والطاعة، والحال ان البطولة قد شارفت على الدخول في منعرجها الأخير، وأصبح «الدق فعلا في الدربالة» كما يقولون. ما حققه قرش الشمال هذا الموسم، يحيلنا غصبا على إعادة قراءتنا لمعادلة اليد الواحدة التي لا تستطيع بمفردها التصفيق، ولكن الثبات على نهج الدرب إلى آخر المشوار، والذي يحسم عادة بغير ما يمليه قانون السير، قد يسقط حساباتنا ويجبرنا مكرهين على العودة إلى المربع الأول حيث استحالة تصفيق اليد الواحدة، وعليه.. فإن السؤال الذي طالما يطرحه الأحباء في سرهم وجهرهم حول ملازمة الرؤساء القدامى رفقة ميسوري الجهة لصمتهم المدوي، واختيارهم النظر من أعلى الربوة كمن يترصد عثرة، بات أكثر من شرعي، خصوصا وأن «الويكلو» زاد في تأزيم الأوضاع وعمق أزمة الخزائن المثخنة بالجراح، والتي باتت خاوية الوفاض إلا من اجتهادات رؤسائها الذين تحملوا وزر المسؤولية في ظروف بات يعلمها القاصي والداني وتحسب لمن ارتضاها وهو أعلم الناس بأن زمن الإنقاذ السلطوي والجهوي قد ولى وانقضى. لذلك فالضرورة أصبحت ملحة لمن يدعي حب الجمعية من الرؤساء القدامى، أن يهب لتقديم العون إلى خزينة النادي حتى تتواصل مسيرة إبحار القرش الأصفر، وتزداد أسنانه حدة في آخر منعرجات البطولة حسما، بعيدا عن عقلية الثورة المضادة وثقافة «من بعدي الطوفان».