عقد النادي الصفاقسي مساء السبت 2 جوان 2012 اشغال جلسته العامة الخارقة للعادة المخصصة لاستفتاء الانصار بخصوص نية رهن المركب القديم للفريق او بيعه واستغلال عائدات ذلك لخلاص الديون المستوجبة والمستعجلة والتي لم تعد تحتمل اي تأخير في الدفع. "التونسية" واكبت اشغال هذه الجلسة وسننقلها الى قرائنا بكامل التفاصيل مع الاشارة الى انها كانت طويلة جدا في التوقيت حيث انها انطلقت في البداية في الرابعة مساء غير انه بسبب عدم توفر النصاب القانوني الذي يشترطه القانون تم تأجيلها بساعة وانطلقت بالتالي بشكل فعلي في الخامسة والربع مساء ولم تنته الاشغال الا بعد العاشرة ليلا بقليل. بشرى من "منذر بن عياد" رئيس اللجنة العليا للدعم منذر بن عياد هو الذي ترأس أشغال الجلسة باعتبار ان لجنته هي التي دعت الى هذه الجلسة وفي بداية كلمته قال ان رئاسة الحكومة قامت يوم الجمعة بتدخل لدى الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي من اجل ايجاد تسوية لمسالة مستحقات هذا الصندوق من دون الاضرار بالنادي الصفاقسي ذلك ان الضمان الاجتماعي الذي يطالب النادي الصفاقسي بمستحقات تصل الى حدود 380 ألف دينار وتضاف اليها خطايا التأخير بقرابة 100 ألف دينار كان فرض عقلة على المركب القديم للفريق من اجل ضمان مستحقاته وينتهي اجل الدفع يوم 12 جوان وان لم يحصل ذلك يقوم الصندوق باجراءات بيع المركب القديم وتبعا لهذه العقلة فان النادي الصفاقسي لم يكن متاحا لرئيسه التفويت في المركب او رهنه قبل خلاص مستحقات ال«سي ان اس اس» وهو ما زاد الطين بلة وزاد من أزمات الفريق ومن تخبطه وبالتالي فإن تدخل رئاسة الحكومة لدى الصندوق من اجل ايجاد صيغة تكفل رفع العقلة المضروبة على المركب وتكفل ايضا مستحقات الصندوق ودفعها على اقساط الى جانب النظر في طرح خطايا التأخير وهي ليست هينة في القيمة علما أنّ هذا المشكل لا يعاني منه النادي الصفاقسي لوحده وانما هو مشكل عديد الاندية الاخرى وجاء كلام منذر بن عياد بمثابة البشرى للانصار. عرض موضوع الجلسة العامة الخارقة للعادة إثر ذلك استعرض منذر بن عياد موضوع الجلسة العامة الخارقة للعادة وهو استفتاء رأي الانصار بخصوص مشروع رهن المركب كضمان للحصول على قرض للفريق بقيمة مليارين يخول له دفع ديونه المتراكمة والمستعجلة الدفع وقدم فكرة عن مشروع القرار الذي جاء فيه ان هذه الجلسة العامة الخارقة للعادة ترخص لرئيس الهيئة المديرة للنادي بالتصرف في المركب القديم وهو العقار موضوع الرسم العقاري عدد 111306 صفاقس الراجع بالملك للنادي على النحو التالي: 1 تخول الجلسة العامة الخارقة للعادة لرئيس الهيئة المديرة للنادي رهن العقار المذكور كضمان للحصول على قرض قيمته ملياران يخصص لخلاص الديون الحالة المتخلدة بذمة النادي والواجب خلاصها قبل موفى جوان 2012 والمتمثلة أساسا في: دين قدره 1.550 ألف دينار متخلد لفائدة نادي اشانتي غولد الغاني. دين قدره 150 الف دينار لفائدة نادي اينيمبا النيجيري دين قدره 97 الف دينار لفائدة المدرب الفرنسي بيار لوشانتر. دين قدره 244 ألف دينار لفائدة نادي اورلندو بيراتس الجنوب افريقي. دين متخلد لفائدة الصندوق الوطني للضمان الاجتاماعي. وأشار الى ان المبلغ المتبقي من قيمة القرض المذكور يخصص للمصاريف المتعلقة بالموسم الرياضي الحالي. 2 تخول الجلسة الخارقة للعادة لرئيس الهيئة المديرة وبعد اجراء طلب عروض ابرام عقد وعد بيع في اطار مشروع استثمار للعقار موضوع الرسم العقاري عدد 111306 صفاقس مصادق عليه من طرف اللجنة العليا للدعم مقابل حصول النادي على مليوني دينار لخلاص مبلغ القرض المشار اليه وفي صورة تعذر ذلك ترخص الجلسة العامة الخارقة للعادة لرئيس الهيئة المديرة انطلاقا من اخر ديسمبر 2012 ببيع جزء من العقار بعد اجراء مناقصة ويخصص ثمن البيع خلاص لخلاص معين القرض المذكور اصلا ومصروفا وفائضا اما باقي الثمن فلا يمكن ان يستعمل الا في مصاريف تقرها اللجنة العليا للدعم. مشروع توافقي هذا المشروع الذي قدمته اللجنة العليا للدعم هو مشروع توافقي اي حظي بموافقة وتأييد كل الاطراف والهياكل بالنادي بمن فيها السوسيوس ولذلك تم تقديمه بغية معرفة موقف الانصار منه وذلك بالتصويت بنعم أو بلا ويمر المشروع حينما يوافق عليه ثلثا الاعضاء الحاضرين المنخرطين. تدخلات لكشف المعاناة خلال الجلسة العامة الخارقة للعادة تم تسجيل عديد المداخلات بما فيها مداخلات لرئيس النادي منصف السلامي ونائبه الاول عماد المسدي ورئيس فرع كرة القدم زهير الخراط وكلهم تحدثوا عن الوضعية الحرجة للفريق جراء تراكم الديون ضرورة خلاصها بشكل عاجل في غضون الشهر الحالي والا يتعرض الفريق الى سيل من العقوبات التي ستصل في صورة عدم الدفع الى الانزال الى الرابطة الاسفل. تعيين لجنة مستقلة للانتخابات تم تشكيل لجنة مستقلة للاشراف على عملية الانتخابات او استفتاء الانصار بخصوص رهن المركب وتكونت من القاضي رياض الجمل والاساتذة صفوان الشابي وعبد السلام طاجينة وحمودة المزغني كما تواجد العدل المنفذ شفيق العجيلي لمراقبة سير العملية. مفاجأة مشروع جديد كان منتظرا في التصويت ان يتم تقديم مشروع واحد هو المشروع التوافقي الذي تم إعداداه والذي تمت تسميته لكن المفاجأة كانت بوجود مشروع جديد على الطاولة ايضا هو مشروع الهيئة المديرة ومن هنا لم يعد الامر يتعلق باستفتاء راي الانصار بنعم او لا بخصوص رهن المركب وانما بالاستفتاء بين المشروع الاول الذي تمت تسميته بمشروع اللجنة العليا للدعم وبين المشروع الثاني الذي تمت تسميته بالمشروع الثاني وهذا المشروع الاخير فاجأ الجميع واعدته الهيئة بمفردها ومن دون التنسيق مع اللجنة العليا ورئيسها منذر بن عياد وهو مشروع لا يختلف عن المشروع الاول الا في النقطة الثانية وقد ورد به: تخول الجلسة العامة الخارقة للعادة لرئيس الهيئة المديرة بيع جزء من المركب القديم اي العقار موضوع الرسم العقاري عدد 111306 صفاقس عن طريق المزايدة والتصرف في ثمن البيع في حدود مليارين ونصف لخلاص الديون المذكورة والبقية تخصص للمصاريف المتعلقة بالموسم الرياضي الحالي اما ما تجاوز ذلك المبلغ المتأتي من ثمن البيع فلا يمكن التصرف فيه الا طبق برنامج يضبط من طرف لجنة مستقلة عن الهيئة المديرة تتكون من رئيس النادي ورئيس اللجنة العليا للدعم. غضب بن عياد تبعا لوضع هذا المشروع الثاني على استفتاء الانصار غضب رئيس اللجنة العليا للدعم منذر بن عياد والذي هدد بالمقاطعة ان لم يتم تدارك الامر خصوصا وانه قدم مشروعا توافقيا من الجميع وفي صورة قبول المشروع الثاني ايضا فان مصداقيته ستكون على المحك وتبعا لذلك توقفت عملية التصويت منذ الساعة السابعة و20 دقيقة تقريبا مع كثير من اللغط وان الجلسة تم التوقف عنها لثاني مرة وهذا ما دفع بعدد كبير من المنخرطين الى الخروج قبل القيام بعملية التصويت بعد ان ذهب في ظنهم ان الجلسة العامة الخارقة للعادة توقفت بدليل توقف عملية التصويت وارتفاع الجدال. جلسة إعادة الأمور في خضم ذلك اللغط والانقسام اجتمع رئيس النادي منصف السلامي ورئيس اللجنة العليا للدعم منذر بن عياد. وأمكن التطرق الى الموضوع بعيدا عن التشنج وهو اجتماع تبينت نتائجه لاحقا عند القيام بعملية الفرز ذلك انه في حدود الساعة الثامنة و5 دقائق ليلا تم استئناف عملية التصويت وتواصل الامر لمدة نصف ساعة ثم أغلق باب التصويت. عملية الفرز بأبواب مغلقة وغياب الاعلام إثر انتهاء التصويت صعدت اللجنة المستقلة للانتخابات ومعها صندوقا الاقتراع لتقوم بعملية الفرز وكان ذلك في مكتب رئيس النادي منصف السلامي الذي كان حاضرا مثلما كان حاضرا ايضا رئيس اللجنة العليا منذر بن عياد والملفت انه تم منع الإعلاميين من حضور عملية الفرز مما طرح شكوكا كبيرة بخصوص ما يدور خلف الجدران. وكان قرار المنع اتخذه رئيس اللجنة المستقلة رياض الجمل لاسباب نجهلها أغضبت الاعلاميين الحاضرين. عدم توفر أغلبية الثلثين قبل العاشرة ليلا بقليل انتصبت الجلسة مجددا للاعلان عن النتائج وقال رئيس اللجنة المستقلة للانتخابات ان عدد الاحباء المنخرطين الذين قاموا بالتصويت هم 251 منخرطا وان عدد الاوراق البيضاء 3 عدد الأوراق الملغاة 22 وعدد الاوراق الصحيحة 104| وقد صوت لمشروع الهيئة المديرة 78 منخرطا ولمشروع اللجنة العليا للدعم 26 منخرطا وهذا يعني انه لم يحصل اي من المشروعين على الاغلبية المطلوبة وهي ثلثا المصوتين. الهيئة تسحب مشروعها ما دار خلف الجدران كان واضحا وهو ان منصف السلامي قرر سحب مشروع الهيئة المديرة من اجل الحفاظ على سلامة الأجواء والعلاقة بين أبناء النادي وتفاديا لمزيد التصدع وتبعا لذلك فان ما اعلنه رئيس اللجنة المستقلة للانتخابات كان مفهوما لنا حينما قال ان لجنته قررت قبول سحب هيئة النادي الصفاقسي لمشروعها المعد للتصويت وايضا قرارها اعتبار الجلسة العامة الخارقة للعادة مازالت بحالة انعقاد بما يدعو اللجنة الى اعادة الانتخابات برفع الأيدي وتم الاتفاق على ان يضع الاحباء الموافقون على تخويل رئيس الجمعية رهن المركب انخراطاتهم على يمين المنصة والاحباء الرافضون انخراطاتهم على يسار المنصة وتمت المناداة اسميا على اصحاب الانخراطات حتى يتم تسجيل الاصوات واستعادة الانخراطات وما لاحظناه ان ما يزيد عن 10 انخراطات تم تقديمها من دون ان يكون اصحابها حاضرين حينها وتبعا لذلك لم يتم احتسابها وفي النهاية كانت النتائج 45 صوت لفائدة مشروع تخوّل لرئيس الجمعية رهن المركب القديم و3 اصوات رافضة. قبل بين السلامي وبن عياد في نهاية الجلسة التي استغرقت الكثير من الوقت واستنزفت الكثير من الجهد كان العناق طويلا بين رئيس النادي منصف السلامي ورئيس اللجنة العليا للدعم منذر بن عياد ممّا اعطى الانطباع بان سوء التفاهم تم تجاوزه وقال لنا منصف السلامي انه يكن التقدير والاحترام لبن عياد وانه قام بسحب مشروع الهيئة من اجل صالح النادي الصفاقسي.