يبدو ان معاناة المواطن مع الفضلات لن تعرف طريقها الى الحل في ظل الوضع الراهن الذي تعيشه عديد البلديات ، وضع زاد في عمق المعاناة وباعد في «علاقة» المواطن بالبلدية .والسبب في كل ذلك أكداس الفضلات «المنسية» التي نغصت حياة المتساكنين. جهة الوطن القبلي ليست خارج تاثيرات هذه المعضلة التي طال أمدها وصارت تشكل مصدر قلق في نفوس المتساكنين وباتت تهدد بكوارث بيئية ، فضلا عما يمكن ان تسببه هذه الظاهرة من مشاكل صحية وتؤثر في محيطه وبيئته . إن ما تشهده عدة بلديات في الجهة من صعوبات جاء نتيجة افتقارها لعديد التجهيزات منها بالخصوص معدات الرفع من شاحنات ثقيلة وجرارت وهو ما إثر سلبا في المردود الذي تبذله في مجال النظافة والعناية بالبيئة ، واذا كان من البديهي ان يطالب المواطن بحقه في العيش الكريم انطلاقا من المحيط الذي يعيش فيه، فان البلدية التي تدرك هذا الحق تبقى غير قادرة على الخروج بحلول تضع حدا لانتقادات المواطن التي عبر عنها بشتى الأشكال الرافضة لتدني مستوى الخدمات ومن أهمها النظافة . فبلديات كتاكلسة وسليمان والهوارية وقربص لا تملك الامكانيات اللوجستية والمادية للقيام بدورها كما يجب على مستوى النظافة خاصة مع تدنى مواردها الذاتية التى تراجعت كثيرا بعد الثورة بسبب تلكؤ المواطن في استخلاص معاليم الأداء البلدي الموظفة على العقارات المبنية .كما ان بعض هذه البلديات و كغيرها كانت تعرضت الى النهب والحرق على اثر الاضطرابات التي شهدتها البلاد ابان ثورة 14 جانفي ، فتم اتلاف الكثير من معدات النظافة وبخاصة وسائل الرفع الشيء الذي مازال يؤثر إلى اليوم في دورها للقيام بدوريات النظافة الضرورية. ان ما يمكن ملاحظته على سبيل الذكر ولا الحصر تلك المعاناة المتجددة والتي يعيشها سكان منطقة «الشريفات» التابعة لمعتمدية سليمان ، معاناة زادت في بؤس الاهالي وخلقت حالة من الاحباط في نفوسهم ، كيف لا والجرار الوحيد المخصص لرفع الفضلات تعطب منذ مارس المنقضي فادخل حالة من الارباك لدى البلدية التي وجدت نفسها في وضعية حرجة للغاية باعتبارها لم تعد قادرة على تخليص الاهالي من فضلات صارت ترمى بطرق عشوائية مما فاقم من ظاهرة النقاط السوداء. رغم المجهودات المبذولة على مستوى النظافة والتي تكاد لا تتوقف فان حجم الفضلات المنتجة يوميا يفوق بكثير حجم المجهودات المبذولة في ظل الامكانيات المتوفرة لان الوضع الحالي لا تنتظره الا حلول اعمق بكثير من حلول وقتية خاصة وأن حالة الحر تستوجب التكثيف من عمليات النظافة .