في إطار الحراك والسعي المتواصلين لخلق مواطن التشغيل للمعطلين عن العمل وخاصة من أصحاب الشهائد العليا وبناء على محضر جلسة أبرمه المعطلون عن العمل بعقارب إلي جانب مكونات المجتمع المدني مع السيد والي صفاقس فتحي الدربالي يوم 23 ماي الماضي بمركز الولاية وتم خلاله تبني مجموعة من المطالب أهمها تنظيم اجتماعات رسمية ودورية مع أصحاب المؤسسات ودفعهم إلي فتح باب التشغيل أمام أبناء المنطقة والمساهمة في إدماج أصحاب الشهائد العليا العاطلين عن العمل وانتدابهم عبر الآليات المطروحة وتبعا لذلك تم يوم امس الثلاثاء اجتماع باشراف والي صفاقس جمعه بأصحاب المؤسسات الصناعية المنتصبة بعقارب بحضور ممثلين عن المعطلين ومكونات عن المجتمع المدني ورئيس مكتب التشغيل بالمحرس وقد افتتح الوالي الجلسة مشيرا إلي ضرورة مساهمة المنطقة الصناعية في خلق مواطن شغل نظرا إلي ثقلها في النسيج الاقتصادي والاجتماعي بالمنطقة باعتبارها تعد أكثر من 32 مؤسسة صناعية ثم أشار إلي الغياب الملحوظ لأكثر من 26 مؤسسة صناعية منتصبة بعقارب رغم توجيه الدعوة لاصحابها مؤكدا أن غيابهم يعمق المشاكل ويزيد من حدتها والجدية وحدها هي الكفيلة بتجاوز هذه المرحلة والتركة الثقيلة للسياسات الاقتصادية السابقة في جميع المجالات خاصة مع تزايد عدد العاطلين عن العمل من خريجي التعليم العالي ومراكز التكوين المهني وفشل آليات التشغيل الهش التي اثقلت ميزانية الدولة وكلفتها أكثر من 360 مليار كانت مخصصة للتنمية كما أشار الوالي إلي أن التشغيل ليس مهمة الدولة وحدها بل يجب علي جميع الأطراف المشاركة وتحمل مسؤوليتها ومن ضمنهم المعطلون عن العمل أنفسهم من خلال البحث عن بعض الحلول كالانتصاب للحساب الخاص خاصة في ظل التشجيعات والحوافز الجديدة المتاحة. الإدارة الحالية... عرقلة مجهودات التشغيل في مداخلة له أشار الهاشمي بوزيان مدير عام شركة هيكوم أن من اهم المشاكل الحالية التي يعاني منها رجال الأعمال وأصحاب المؤسسات هي البيروقراطية والتعطيلات الإدارية والمالية مما أدي إلي هدر الوقت ومن ضمنها عمليات تحويل الأراضي من صبغتها الفلاحية إلي الصبغة الصناعية وهو ما حال دون بعث مؤسسات صناعية جديدة جاهزة علي الورق وقادرة علي توفير مواطن شغل واستعاب عدد هائل من المعطلين. هاجس الأمن وراء توقف عجلة التشغيل من جهته عبر توفيق محمدي مدير الموارد البشرية بمخازف قرطاج عن استعداد مؤسسته في الأيام القريبة القادمة لانتداب مجموعة من المعطلين عن العمل للتخفيف من وطأة البطالة عن هذه المنطقة خاصة بعد نجاح التجربة السابقة في مناظرات الانتداب بالجهة وتقبل نتائجها من المتناظرين وقد أعرب عن تحسن الأوضاع الأمنية وهو ما ييسر عملية الانتداب مقارنة بالأشهر السالفة دون أن يخفي تخوفه من بعض مظاهر الفوضى مشيرا إلي ضرورة إيجاد آليات أنجع وأكثر حكمة وفي هذا الإطار اقترح ممثل المعطلين عن العمل بعقارب عماد بالعيد المتحصل علي الماجستير في علم الاجتماع ضرورة بعث مكتب محلي للتشغيل يلعب دور الوسيط بين المؤسسات الصناعية واليد العاملة المختصة والعادية لتجاوز الانقسامية المجتمعية والمحاصصة العروشية الموجودة بالمنطقة حسب قوله . وقد كانت هذه الاجتماعات الرسمية بادرة ستتبعها جلسات أخري كما أشار إلي ذلك الوالي فتحي الدربالي في محاولة جادة لحل أزمة البطالة وزحزحة وضعية البطالة التي يتخبط فيها المعطلون عن العمل من أصحاب الشهادات العليا ودونها.