في ظل ظروف اقتصادية صعبة تمر بها البلاد تقابلها ظروف اجتماعية صعبة جدا يعيشها المعطلون عن العمل من أصحاب الشهائد العليا انعقد مؤخرا المؤتمر الاقليمي للتشغيل الذي ضم ولايات صفاقسوسيدي بوزيدوالقصرين. وفي الوقت الذي انتظر فيه المعطلون أن يجيب هذا المؤتمر على عديد التساؤلات وأن يستجيب لطموحاتهم وتطلعاتهم ضاعف حيرتهم وزاد أسئلتهم بسبب استمرار الوعود الوردية وغياب فرص العمل الحقيقية مما ولد حالة من الغضب والاحتقان في صفوف المعطلين تحولت الى مقاطعة البعض لهذا المؤتمر ومن هؤلاء الشاب المعطل إبراهيم بالحاج علي (منسق عام محلي لاتحاد المعطلين عن العمل بعقارب) الذي التقيناه ليحدثنا عن أسباب مقاطعة المؤتمر وواقع المعطلين وانتظاراتهم من وزارة التشغيل والمؤسسات الصناعية المنتصبة بالجهة.
المتحدث تعرض في البداية إلى ظروفه الاجتماعية الصعبة جدا بحكم انتظاره لفرصة عمل عاجلة بعد حصوله على الأستاذية في الجغرافيا وتكفله بعائلته وعائلة أخيه خصوصا وأن والدته مريضة وهو يتيم الأب ومتزوج وحالته الاجتماعية تزداد سوءا يوما بعد يوم متوقفا عند المظلمة التي تعرض لها يوم 17 ديسمبر 2010 فبعد ان تم إعلامه بانتدابه كموظف ببلدية عقارب راوغوه وتحولت الوظيفة إلى شخص آخر بقدرة قادر فتقدم بعرائض إلى منظمات حقوق الإنسان ووزارة الداخلية والمدير العام للجماعات المحلية ولا يزال ينتظر الرد الشافي حتى الآن.
وعن المؤتمر الاقليمي للتشغيل الذي انعقد مؤخرا بصفاقس، أشار ابراهيم بالحاج علي أن المؤتمر لم يأت بالجديد وأنه جاء ليكرس الجهويات والموالات حيث أشار محدثنا الى أن العديد من المعطلين غادروا قاعة المؤتمر رافعين شعارات من قبيل «مؤتمر تشغيل = كذبة أفريل» بعد أن عبر العديد من زملائه المعطلين عن عدم ثقتهم في وعود الحكومة الحالية التي لم تتخذ بعد الخطوات العملية خصوصا لأصحاب الحالات الاجتماعية التي تلامس خط الفقر على حد قوله.
وقد أصدر المقاطعون بيانا تحصلت «الشروق» على نسخة منه ضم عديد الجمعيات مثل الهيئة الجهوية لحماية الثورة واتحاد أصحاب الشهائد المعطلين عن العمل (سيدي بوزيد – صفاقس – القصرين) وجمعية المستقبل لطالبي الشغل وغيرها.