وزارة الفلاحة تدعو البحّارة إلى عدم المجازفة والإبحار الى غاية إستقرار الأحوال الجويّة    خطير/ تدليس تواريخ صلاحية منتجات لبيعها بمناسبة رأس السنة..!    الأحوال الجوية: وضع ولايات تونس الكبرى ونابل وزغوان وسوسة تحت اليقظة البرتقالية    عاجل : شركة التونسية للملاحة تفتح مناظرة لانتداب 61 إطار وعون إداري    صادم/ كهل يحتجز فتاتين ويغتصب احداهما..وهذه التفاصيل..    النادي الإفريقي: مهدي ميلاد تحت الضغط    رئيس جامعة البنوك: تم تاجيل إضراب القطاع إلى ما بعد رأس السنة    السعودية.. الكشف عن اسم وصورة رجل الأمن الذي أنقذ معتمرا من الموت    كأس إفريقيا للأمم : تعادل أنغولا وزيمبابوي (1-1)    موضة ألوان 2026 مناسبة لكل الفصول..اعرفي أبرز 5 تريندات    وزارة التربية تنظّم يوما مفتوحا احتفاء بالخط العربي    أيام القنطاوي السينمائية: ندوة بعنوان "مالذي تستطيعه السينما العربية أمام العولمة؟"    توزر: تنشيط المدينة بكرنفالات احتفالية في افتتاح الدورة 46 من المهرجان الدولي للواحات    قائمة أضخم حفلات رأس السنة 2026    4 أعراض ما تتجاهلهمش! الي تتطلب استشارة طبية فورية    صادم : أم تركية ترمي رضيعتها من الطابق الرابع    الكاف : عودة الروح إلى مهرجان صليحة للموسيقى التونسية    القصرين: تدعيم المستشفى الجامعي بدر الدين العلوي والمستشفى الجهوي بسبيطلة بآلتي مفراس حديثتين    جريمة مزلزلة: أم ترمي رضيعتها من الطابق الرابع..!    ممثلون وصناع المحتوى نجوم مسلسل الاسيدون    مقتل شخصين في عملية دهس وطعن شمالي إسرائيل    بداية من شهر جانفي 2026.. اعتماد منظومة E-FOPPRODEX    عاجل-مُنتصر الطالبي: ''نحبوا نكملو لولالين في المجموعة''    نجم المتلوي: لاعب الترجي الرياضي يعزز المجموعة .. والمعد البدني يتراجع عن قراره    تونس والاردن تبحثان على مزيد تطوير التعاون الثنائي بما يخدم الأمن الغذائي    خبير تونسي: هاو علاش لازمك تستعمل الذكاء الإصطناعي    سيدي بوزيد: "رفاهك في توازنك لحياة أفضل" مشروع تحسيسي لفائدة 25 شابا وشابة    بُشرى للجميع: رمزية 2026 في علم الأرقام    عاجل/ انفجار داخل مسجد بهذه المنطقة..    مارك زوكربيرغ يوزّع سماعات عازلة للحس على الجيران و السبب صادم    محكمة الاستئناف : تأجيل النظر في قضية "انستالينغو" ليوم 09 جانفي القادم    جندوبة: انطلاق اشغال المسلك السياحي الموصل الى الحصن الجنوي بطبرقة    إهمال تنظيف هذا الجزء من الغسالة الأوتوماتيك قد يكلفك الكثير    أفضل دعاء يقال اخر يوم جمعة لسنة 2025    عاجل: دار الإفتاء المصرية ''الاحتفال برأس السنة جائز شرعًا''    عاجل: المعهد الوطني للرصد الجوي يعلن إنذار برتقالي اليوم!    سليانة: ضبط برنامج عمل مشترك إستعدادا للاحتفال برأس السنة الإدارية    تونس: مواطنة أوروبية تختار الإسلام رسميًا!    من الهريسة العائلية إلى رفوف العالم : الملحمة الاستثنائية لسام لميري    رئيس غرفة تجار المصوغ: أسعار الذهب مرشّحة للارتفاع إلى 500 دينار للغرام في 2026    تونس : آخر أجل للعفو الجبائي على العقارات المبنية    عاجل/ مع اقتراب عاصفة جوية: الغاء مئات الرحلات بهذه المطارات..    هام/ كأس أمم افريقيا: موعد مباراة تونس ونيجيريا..    أمطار غزيرة متوقعة آخر النهار في هذه المناطق    استدرجها ثم اغتصبها وانهى حياتها/ جريمة مقتل طالبة برواد: القضاء يصدر حكمه..#خبر_عاجل    البحث عن الذات والإيمان.. اللغة بوابة الحقيقة    كأس أمم إفريقيا "المغرب 2025": برنامج مقابلات اليوم من الجولة الثانية    عاجل : لاعب لريال مدريد يسافر إلى المغرب لدعم منتخب عربي في كأس الأمم الإفريقية    مصر ضد جنوب إفريقيا اليوم: وقتاش و القنوات الناقلة    عاجل: هكا باش يكون طقس ''فاس المغربية'' في ماتش تونس ونيجريا غدوة    عاجل/ قتلى وجرحى في اطلاق نار بهذه المنطقة..    أبرز ما جاء لقاء سعيد برئيسي البرلمان ومجلس الجهات..#خبر_عاجل    روسيا تبدأ أولى التجارب للقاح مضادّ للسّرطان    افتتاح الدورة 57 للمهرجان الدولي للصحراء بدوز... التفاصيل    ترامب يعلن شن ضربة عسكرية على "داعش" في نيجيريا    تظاهرة «طفل فاعل طفل سليم»    أولا وأخيرا .. رأس العام بلا مخ ؟    يتميّز بسرعة الانتشار والعدوى/ رياض دغفوس يحذر من المتحور "k" ويدعو..    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



" أحمد منصور" ل "التونسية": لا يمكن لأحد أن ينكر مشاركة الدساترة في الثورة و أصحاب مبادرة السبسي.. "لا خطبونا ولا عطيناهم"
نشر في التونسية يوم 06 - 06 - 2012


- مقتضيات المرحلة تتطلب المصالحة وطي صفحة الماضي
هو خبير ومحاسب وعميد سابق لهيئة الخبراء المحاسبين وعميد شرفي لذات الهيئة... كما أنه عميد سابق لاتحاد المراجعين العرب ورئيس اللجنة الاقتصادية والمالية للمجلس الاقتصادي والاجتماعي ويترأس منذ مدة المؤسسة التونسية للحوكمة والرقابة...زاول ضيفنا تعليمه الابتدائي بالمدرسة الابتدائية بالصادقية ومن ثم بمعهد خزندار ثم المعهد العلوي ليتحول بعد تحصله على الباكالوريا إلى فرنسا حيث درس الفلسفة قبل أن ينقطع عنها ليدرس الاقتصاد السياسي والخبرة في المحاسبة ويكون من أول التونسيين المحرزين على شهادة الخبرة في المحاسبة.
اشتغل ضيفنا إطارا بمجمع الشركة التونسية للبنك ثم بديوان وزير النقل والمواصلات ثم بدائرة المحاسبات وتولى منذ نهاية السبعينات مهمة التدريس بالمعهد الأعلى للدراسات التجارية والمعهد الأعلى للتصرف والمعهد الأعلى للإدارة والمعهد الأعلى للدراسات التجارية بقرطاج...
الضيف الذي ارتأت «التونسية» أن تصافحه في هذا الحوار المستفيض هو رئيس الحزب الدستوري الجديد السيد «احمد منصور».
ما حقيقة التهم التي كانت قد وجهت لك خلال الآونة الأخيرة من استغلال شبه موظف لصفته لاستخلاص فائدة لا وجه لها لنفسه أو لغيره للإضرار بالإدارة أو بمخالفة التراتيب المنطبقة على تلك العمليات؟
إن الموضوع ابسط مما يبدو عليه...إني احترم موقف القضاء ولكن في رأيي كان من المفروض أن يتم استدعائي كشاهد لا أكثر لأن الموضوع يتعلق باختبار كنا قد قمنا به.
وما هو هذا الاختبار؟
انه اختبار تناول التدقيق المحاسبي والمالي والقانوني لإحدى الشركات التي كان احد أصهار الرئيس ينوي شراءها...وما يمكنني قوله أن هذا الاختبار لو كلفت بإعداده في هذه الساعة لأعددته بنفس المنوال الذي أعددته به سابقا وبكل تجرد واستقلالية..وان ثقتي في القضاء تجعلني مرتاح البال من مآل هذا الموضوع.
يتردد أنك قلت: «أنا من قال الدساترة هم اللي عملوا الثورة والشهداء الكل دساترة وعندهم بطاقاتهم» ! ما الذي كنت ترمي إليه من مثل هذه التصريحات وكيف كانت ردود الأفعال التي تلقيتموها آنذاك؟
إني أتذكر جيدا ما قلت، قلت إن بن علي خذله الدساترة وأن الدساترة كانوا من ضمن الثوار ولم اقل قاموا بالثورة لوحدهم ..لا يمكن لأحد أن ينكر أن الدساترة شاركوا في الثورة وفي تقديري ما من عيب في مثل هذه التصريحات.
ما جديد حزبكم؟
حاليا يتركز اهتمامنا وشغلنا الشاغل على العمل الميداني وتعزيز هياكل حزبنا في جميع أنحاء الجمهورية والتحضير للمؤتمر الذي من المتوقع أن ينعقد في شهر سبتمبر المقبل.
هل يعتبر حزبكم امتدادا للحزب الدستوري التونسي كما يدعي البعض؟
إن الحزب الدستوري الجديد الذي أنشئ في 2 مارس بقيادة المجاهد الأكبر الحبيب بورقيبة مع رفاق بررة ألحق تونس بمصاف المجتمعات الحداثية وبوأها مكانة مرموقة بين الأمم، انه حقا لأمر يدعو إلى الفخر والاعتزاز...والحزب الدستوري الجديد اقتدى بهذا الفكر النيّر واستلهم من الوعي النضالي والحداثي المتجذّر في الثقافة العربية الإسلامية قصد النهوض بوطننا العزيز، سلاحنا في ذلك التضامن والتكافل بين جميع المؤسسات والجمعيات والمنظمات الوطنية ونخص منها بالذكر أهمية الدور الذي يلعبه الاتحاد العام التونسي للشغل والاتحاد التونسي للصناعة والتجارة والصناعات التقليدية واتحاد الفلاحين واتحاد المرأة...كما استلهمنا من الدراسات التي كان قد أعدها الاتحاد العام التونسي للشغل...حزبنا هو امتداد لكل هذا وليس للحزب الدستوري التونسي فحسب.
ما مرد الاتهامات الموجهة لحزبكم باعتبار انه امتداد لتشكيلة الرئيس الهارب؟
تعود مرجعية حزبنا إلى سنة 1964 ولكننا لا نتنكر لما تجاوز هذا التاريخ ...اعتقادا منا بأن هذا الحزب يظل في جميع مراحله حزبا وطنيا أنجز الكثير لفائدة البلاد، كما أن تبنينا لايجابيات الحزب من الناحية الفكرية لا يمنع وجود سلبيات يجب أن نقر بها ونستكنفها في ذات الآن...إن الحزب الدستوري الجديد يستلهم من الأفكار النيرة والتجارب السابقة طريقة لعمله ولنضاله ويعتمد في ذلك على العديد من الإطارات السياسية والكفاءات التي عملت صلبه متحملة مختلف المسؤوليات وكانت حقا وفيّة للمبادئ والقيم التي تأسس هذا الحزب على أساسها منذ ما يناهز ال80 سنة...من يقول أن حزبنا يعد امتدادا لتشكيلة الرئيس الفار دعه يقل ما يحلو له ولكن وجب تذكيره بأن بورقيبة ولد فقيرا ومات فقيرا وأن الوطنية تعني محبة الوطن أرضا وشعبا وأن حب العمل والتفاني فيه يعد قيمة إنسانية لا يمكن لأحد أن ينكر تأثيرها على التنمية والنهوض والرقي بالبلاد.
ما رأيك في «التجمع» المحلّ؟
كثيرا ما يربط البعض بين «بن علي» وبين الحركة الدستورية ، لذلك يجب التأكيد والتذكير بالكثير من المعطيات التي يتحاشى البعض ذكرها والبوح بها ومنها أن وصول بن علي إلى السلطة لم يكن بطريقة تسلسلية طبيعية وإنما كان في ظروف أحاطت بها عديد الأحداث التي جعلت من الهاجس الأمني العامل الأبرز والأهم في سياسته. وإزاحة بورقيبة من قبل بن علي كانت والكل يشهد حدثا باركه الجميع بما في ذلك الأطياف السياسية التي كانت حاضرة على الساحة، هذه الأطياف السياسية والحركات لم تكتف بمباركة توليه السلطة فحسب وإنما الكثير منها بلغ حد الاطناب والمبالغة في شكره ومن ذلك نذكر البعض من الذين شركوا ثقتهم في الله بثقتهم في بن علي ، لا يمكن محو حدث توقيع جميع الأطياف السياسية آنذاك باستثناء حركة الوحدة الشعبية على الميثاق الوطني سنة 1988 وترشيح بن علي على أساس انه المرشح الأوحد والوحيد وهو الأمر الذي مكنه من وضع يده على جميع المؤسسات الوطنية وتركيز نظام غير ديمقراطي كان الحزب الاشتراكي من ضحاياه بعد ان اغتصبه وفتح أبوابه لمختلف الأطياف السياسية ومكن العديد منهم من احتلال مناصب قيادية داخله انتهت بجعل بن علي اداة فاقدة للروح..اما الدستوريون فإن اغلبهم واصل العمل داخل هذا الحزب عن مضض حتى ان ابناء بعضهم واحفادهم كانوا منخرطين في الحزب بالفطرة وهو الامر الذي استغله بن علي حيث لم تكن له مجموعة او فريق يمكّنه من انشاء حزب جديد مما جعله يضع يده على الحزب الدستوري الجديد وهذا الامر كان فيه شيء من التجني ، فضلا عن ان بن علي لما وصل الى سدة الحكم وجد في الادارة العديد من الكفاءات التونسية التي تكونت وتتلمذت على يدي بورقيبة، فانتقى عددا كبيرا منهم واستعملهم لتسيير شؤون الدولة اداريا واقتصاديا وقد نجحت هذه الكفاءات في تحقيق نسب تنمية مشرّفة مقارنة بالنتائج التي كانت تحققها البلدان المجاورة وهذا لا يعني ان في ذلك تبريرا لتجاوزات بن علي وعائلته في سوق المال وارتكاب المخالفات التي يجرّمها القانون...
ولهذا كله ، اعتقد انه لا يمكن تعميم الفساد أو كيل الاتهامات جزافا لكل من عمل صلب «التجمع» اذ ان منهم العديد من الثقات والوطنيين الاحرار..فقد كان هناك في «التجمع» كما في جميع الاحزاب بسائر انحاء المعمورة من يتعاطى السياسة لغاية انتهازية، ولا يمكن لي ان انفي وجود البعض منهم داخل «التجمع» أو في غيره من الاحزاب.
ما رأيك في القضايا التي رفعها بعضهم على عدد من رموز البورقيبية كما كان الشأن مع السيد «الباجي قائد السبسي» بتهمة تعذيب اليوسفيين؟
نحن نفتخر بزعامة بورقيبة وبن يوسف ونعتبرهما من اهم رموز الحركة الوطنية والحزب الدستوري بلا منازع، ونعتقد ان كل تدخل في هذا الشأن هو تدخل في شأننا الداخلي يريد البعض ان يجعل منه مطية لتحقيق أغراض سياسوية لا أكثر، فالمصير الذي آل اليه الخلاف بين الزعيمين نأسف له ونتألم من اجله ولن نسمح لغيرنا باستعماله لخلق فرقة بين الدستوريين الذين تصالحوا منذ زمن بعيد وعملوا جنبا الى جنب في بناء الدولة.
ما تقييمكم للوضع السياسي الراهن؟
تمر تونس اليوم بصعوبات جمة اولها عدم التوافق على الشروط الدنيا لادارة الشأن العام، فكيل الاتهامات جزافا من هذا الطرف أو ذاك خلق حالة من العنف اللفظي ترجمها الشارع الى عنف مادي،في اعتقادي ان الحكومة تهاونت في معالجة ظاهرة العنف المتفشي بصرامة القانون مما خلق نوعا من عدم الاطمئنان لدى الجميع وقلّص في ثقة المواطن بجميع الاطياف السياسية والتشكيك في مصداقيتها خاصة مع استفحال البطالة وغلاء المعيشة امام عدم الوفاء بالوعود التي قدمتها حركة «النهضة» ، زد على ذلك التقديرات الاخيرة التي قامت بها مؤسسات الائتمان العالمية والتي قررت احداها تنزيل تصنيف تونس بدرجتين مضفية بذلك على اقتصادنا صفة اقتصاد مضاربة بعد ان كان اقتصادنا مثالا للاقتصاد الاستثماري وهو ما من شأنه ان يزيد الطين بلة وان يقلص في امكانيات الدولة وفي توفير الموارد اللازمة والاستثمارات الضرورية لتقليص النواحي الاجتماعية السلبية.
ان خروج بن علي المبكر لم يفسح المجال للثورة التونسية لبناء قيادة ذاتية وهذا الفراغ مكن اطرافا سياسية لم تكن فاعلة في الثورة من الركوب عليها أو التكلم باسمها دون صفة لا بل وحتى باسم الشعب ككل.
ما هو رأيكم في أداء الحكومة الحالية وتقييمكم لمدى نجاحها وكيفية تعاملها مع متطلبات المرحلة بعد مضي 5 اشهر من توليها الحكم؟
إن اداء الحكومة في الوقت الراهن يبدو انه يشكو من عديد العوائق ومنها بالاساس صعوبة التوافق بين الاطراف المكونة ل «الترويكا» وانعدام التجربة لدى العديد من مسؤوليها بالاضافة الى صعوبة التعامل مع ظاهرة العنف والاسراع بتطويقها مع عدم سعي الاطراف السياسية الاخرى بمختلف توجهاتها الى ايجاد القواسم المشتركة والتي تستوجب من البعض شيئا من التواضع والقدرة على الاصغاء للآخر، فضلا عن بعض التدخلات الأجنبية التي قد تكون لها اجندات لا تنسجم مع الشأن التونسي وطموحات شعبنا العزيز.
ما هو تقييمكم لأداء رئيس الجمهورية خاصة وانك كنت من اوائل رؤساء الاحزاب الذين استقبلهم السيد «المنصف المرزوقي» ساعة توليه المنصب؟
اعتقد ان الصلاحيات المفوضة لرئيس الجمهورية تضفي على وظيفته صبغة شرفية يحاول التحرك في اطارها، ومن ادائه ثمة ما نستسيغه وما نعيبه عليه. من ذلك مثلا انه يواصل وصف نفسه بانه اول رئيس منتخب بصفة حرة ونزيهة وشفافة، علما وان مثل هذه التصريحات تتناقض بالحجة والبرهان الثابتين مع ما عاشته البلاد منذ استقلالها.
ما هو تقييمك لتعاطي الحكومة مع السياسة الخارجية؟
من الحري ان تكون علاقات صداقة وتعاون ولا تكون علاقات ولاء وانصياع مهما كانت الجهة لان تونس اتخذت في الماضي موقعها المتميز على الصعيد العالمي ونريد لها ان تحافظ على اشعاعها واستقلاليتها بعيدا عن كل تبعية.
كثيرا ما اتسمت مواقفك بالوفاء لدولة الجزائر التي تعتبرها مثال الحليف الاستراتيجي الامثل، فلماذا ترتئي حسب احدى تصريحاتك ان التجربة الجزائرية في الممارسة الديمقراطية هي التجربة المثلى التي يجب ان يحتذى بها لاتمام مسارات الاصلاح في تونس؟
أبارك بكل موضوعية ما توصلت إليه الجزائر بعد سنوات الجمر التي عاش فيها افراد الشعب في تصادم فيما بينهم ولم يكن ذلك برأيي الا من خلال تغليب العقل على العاطفة واعتماد المصالحة كوسيلة مثلى لطي صفحة الماضي ووأد الجراح والآلام والانطلاق في العمل الجماعي وتحقيق ما فيه خير البلاد والعباد.
بما انكم ذكرتم المصالحة، ما هو موقفكم من المصالحة ومن محاسبة رجال الاعمال المتهمين؟
من الناحية العملية والموضوعية فإن جميع الانحرافات والزيغ عن القيم والمبادئ المدنية لأي مجتمع بسبب ظروف معينة قد تجعل التدقيق فيها وفي مسبباتها والمتسبب فيها ذا انعكاسات أخطر ممن اتى هذه التصرفات، لذلك وتجنبا للخوض في هذه المسائل والنقاشات البيزنطية التي قد تترتب عنها فإني ادعو إلى أن يترك الموضوع للمؤرخين وان تولى الاولوية والعناية الاكبر لمعالجة المسائل الآنية والمستقبلية ، لأن تضامن الشعب يتمثل في ابراز اشراقه المستقبلي مهما كان الحاضر مقيتا. وفي رأيي فإن أقرب السبل لاعادة التضامن والتآخي والتحابب بين افراد الشعب يفرض التسامح والمصالحة وطي صفحة الماضي بأتراحها وأحزانها..وهذا لا يعني طبعا التخلي عن المال العام، الذي استولى عليه البعض دون وجه حق فهذه الاموال هي ملك للشعب ويجب العمل على استردادها وارجاعها الى صناديق الدولة في اقرب الآجال ولا يكون ذلك برأيي الا من خلال الاعتماد على اذكى السبل واسهلها اذ لا اعتقد ان المحاكمات بهذا الشأن يمكن ان تعيد الاموال المنهوبة مما يدعو الحكومة والمعارضة لاستنباط طرق جربت فنجحت في بلدان اخرى بغاية الاستئناس بها وتحقيق ما نصبو إليه.
وكيف تنظرون الى اداء المعارضة؟
في اعتقادي ان مسؤولية البناء المشترك ملقاة بنفس الثقل على السلطة وعلى المعارضة وان البحث عن نقاط الالتقاء بينها والتفاعل معها بالمرونة المسؤولة السبيل الاسلم لايجاد الصيغ والحلول الكفيلة بفض النزاعات ..وهنا أتوجه باللوم الى كل من يتحمل مسؤولية سياسية من الحكومة أو المعارضة على حد السواء.
وفي رأيي على المعارضة اليوم ان تعزز صفوفها بالتقليص من تشتتها وترتيب الأمور بما يحد من الظواهر السلبية التي نلحظها على الساحة ولعل من أخطرها ظاهرة العنف المتفشية بكثرة خلال الآونة الاخيرة.
ما رأيكم في التحالفات القائمة على الساحة السياسية؟ وأين انتم منها؟
ان التحالفات السياسية تعتبر في اعتقادي أمرا ايجابيا لانها ستقلص من عدد السياسيين الفاعلين على الساحة والاهم من ذلك ان تؤسس تلك التحالفات على برامج ونوايا صادقة بعيدا عن منطق الزعامات لان ذلك يؤدي حتما الى تشتتها والى الاضرار بهذه الحركات.
ان النجاح النسبي الذي نلحظه اليوم في هذه التحالفات يجعلني اعتقد انه من المبكر الحكم عليها وان نعدها تجارب، واملي ان يتم الالتفاف حولها وتغليب العقل على العاطفة في كل الامور والمسائل.
لكنك لم تجبني عن سؤالي، أين انتم من هذه التحالفات؟
لا يخفى عنك ان موقفنا المطرد منذ انبعاث الحزب هو اننا نمد أيدينا لكل الفئات السياسية التي تتفق معنا في المرجعية الاصلاحية وفي النظرية الانسانية التي تميز افكار الآباء المؤسسين للدولة الحديثة...وعلى هذا الأساس فإن استعدادنا للتحالف بهذه الشروط دائم ونحن في اطار التشاور وتبادل الآراء مع عديد الاطراف وتحالفنا مع بعضها يظل امرا واردا.
وماذا بشأن مبادرة «نداء الوطن» التي كان قد توجه بها الوزير الاول السابق السيد «الباجي قائد السبسي»، كون كليكما بورقيبيا اعتقد أنها نقطة مشتركة توحدكم وتجعل منكم شريكا فاعلا في هذه المبادرة ان لم اكن مخطئا طبعا ؟
(مكتفيا بالقول) «لا خطبونا ولا عطيناهم»
برأيك، هل لأحداث العنف الاخيرة من مبررات؟ ومن المسؤول عنها بتقديرك؟
ان التجني على شخص او على فئة معينة انما هو حكم بالجملة يتناقض مع شروط المواطنة وحقوق الانسان بمختلف مواضيعها فضلا عن كونه عنفا لفظيا يستوجب العقاب الجزائي فلا احد يعلو على سلطة القانون لا السلفيون ولا غيرهم.
نحن نسعى كحزب لدعوة كل الاطراف السياسية التي تنادي بالعنف الى مراجعة موقفها واتخاذ الاقناع والحوار منهجا للتنافس يكون الاحترام اطاره الاوحد، ندعوها الى ضرورة اعتبار تونس امانة في رقاب الجميع وخوفي الشديد ألا يحكّم البعض العقل في هذا الموضوع مما يجعل قدرتنا في السيطرة على الوضع محدودة وقد يؤدي ذلك الى انفلاتات ومظالم لا يمكن درؤها، والجميع يعلم ان الظلم والقهر وعدم الأخذ بحقوق الآخر وخيمة العواقب على المتسبب فيها وعلى الوطن ككل
فؤاد فراحتية
صور:شرف الدين


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.