أرست حافلة الحكومة مساء اليوم الأربعاء في محطة جديد حملتها هذه المرة إلى ولاية باجة وعلى متنها وفد يتكوّن من ثلاثة وزراء هم سمير ديلو وزير حقوق الإنسان والعدالة الإنتقالية ورضا السعيدي الوزير المكلّف بالملف الإقتصادي ورياض بالطيب وزير الإستثمار والتعاون الدولي بالإضافة إلى كاتب الدولة للفلاحة حبيب الجملي والمستشار لدى رئيس الحكومة خالد المكني وذلك لتقديم المشاريع المدرجة بالميزانية التكميلية الخاصة بالجهة والتي بلغ عددها 195 مشروعا بكلفة إستثمار حكومي بلغت 288 مليون دينار... البداية بلقاءين في مقر الولاية وقد كانت أولى لقاءات وفد الحكومة بمقر الولاية مع والي الجهة في إجتماع مضيّق خصّص للإطلاع على الوضع العام بالجهة قبل أن يكون لممثلي الحكومة لقاء مفتوح مع ممثلي منظمات المعطلين عن العمل حيث كان النقاش بين الوزير سمير ديلو وبعض المتدخلين ساخنا أحيانا في ظلّ مطالبة البعض من الحاضرين بحلول ملموسة ومستعجلة وطالبوا بمتابعة أكثر نجاعة لملف التشغيل والتصدي لبعض المظاهر السلبية التي لا تزال تسري من محسوبية وغياب للشفافية في التعيينات والإنتدابات في حين السيد ديلو تحدث بنبرة فيها بعض التشنّج وطالب الجميع بالإنصات إلى تدخّله بعيدا عن المقاطعة وأضاف أنه لن يغالط أحدا ولن يرمي الوعود وأشار إلى صعوبة الوضع بما يتطلبه من صبر خاصة وأن الحكومة تعمل بكل جهد من أجل الرفع في الطاقة التشغيلية في القطاع العام وخاصة في القطاع الخاص... إجتماع عام لتقديم المشاريع بعد لقاءي مقر الولاية تحوّل وفد الحكومة إلى مقر المركب الثقافي بباجة أين وجد في إنتظاره جمع من المواطنين يمثلون مختلف ألوان الطيف السياسي ومكونات المجتمع المدني وقد ترأس الإجتماع الوزير سمير ديلو وقدم فكرة موجزة عن دوافع الزيارة مشيرا إلى أنها ترتكز على هدفين أولهما تقديم المشاريع التي خصصت للجهة في إطار ميزانية سنة 2012 والإنصات إلى مقترحات مشاريع جديدة يمكن إدراجها ضمن ممزانية سنة 2013...ثمّ تحدث بعد ذلك وزير الإستثمار والتعاون الدولي رياض بالطيب الذي قدم بالأرقام نصيب باجة من المشاريع والتمويلات فأشار إلى 195 مشروعا بكلفة 288 مليون دينار ستنفق منها 129 مليون دينار فيما تبقى من سنة 2012 وسرد أهم القطاعات التي فازت بالمشاريع بداية بقطاع الصحة الذي نال 73 مليون دينار منها 11 مليون دينار لسنة 2012 ستخصص لبعث مستشفى جهوي متعدد الإختصاصات بمدينة باجة في حين خصص مبلغ 31 مليون دينار لإحداث بعض المناطق الصناعية ستصرف منها 7،7 مليون دينار في هذه السنة في حين خصص لقطاع الجسور والطرقات 41 مليون دينار ستنفق كلها في سنة 2012 أما في التعليم العالي فقد وفرت ميزانية الدولة 9 مليون دينار تنفق منها خلال الأشهر المتبقية من السنة الحالية 300 ألف دينار وفي مجال البيئة والتطهير تم توفير 17،5 مليون دينار منها إعتمادات ب 3،8 مليون دينار لهذه السنة وفي قطاع الرياضة تم تخصيص 5،6 مليون دينار منها 2،2 مليون دينار لهذه السنة وفي قطاع التكوين المهني خصصت الدولة 2 مليون دينار تنفق منها 800 ألف دينار هذه السنة...أما في ما يتعلق بالقطاع الخاص فقد تحدث الوزير المكلف بالملف الإقتصادي رضا السعيدي وأشار إلى أن الجهة بحكم طابعها الفلاحي فمن الضروري إرساء منظومة صناعية على علاقة مباشرة بتحويل المنتوجات الفلاحية خاصة وأن باجة تعتبر جهة مفضلة لدى المستثمرين لمناخها الأمني وكذلك لوفرة منتوجاتها الفلاحية وأضاف الوزير رضا السعيدي أن هناك 7 مناطق صناعية مبرمجة للإنجاز بالجهة على مساحة 95 هكتار ستكون مفتاحا لخلق الإستثمارات والمصانع التي ستفتح آفاق التشغيل وأضاف أن إنجاز المناطق الصناعية بمختلف معتمديات الولاية يتطلب رفع كل العراقيل التي قد تواجه هذه المهمة خاصة فيما يتعلق بالتصفية العقارية للأراضي المبرمجة كما أضاف أنه تم تخصيص 2 مليون دينار لتهيئة المناطق الصناعية بالجهة ودعم بنيتها التحتية...أما كاتب الدولة للفلاحة حبيب الجملي فقد أكد أن الحكومة الحالية تعمل على إعادة قطاع الفلاحة إلى مكانته الطبيعية بعد أن همّش على إمتداد عقود ماضية بما جعل متساكني الأرياف يعتبرونها مرتبطة بالفقر والبؤس وأضاف أن الفلاحة تعد قطاعا مشغلا متى حضيت بالعناية والدعم اللازم وأكد كاتب الدولة أنه تمّ تخصيص 41 مليون مليون دينار لقطاع الفلاحة في جهة باجة ستنفق منها 20 مليون دينار خلال ما تبقى من سنة 2012 من خلال مشاريع حماية مصبات الأودية التي تتطلب مبلغ 5،7 مليون دينار بالإضافة إلى تأهيل المناطق السقوية كما تم توفير 22 مليون دينار لتنمية 8 معتمديات بالشمال الغربي و7 مليارات لمشاريع التنمية الغابية.... وتم بعد عرض جملة المشاريع فسح المجال للحاضرين للتدخل وإبداء الرأي فإختلفت التدخلات وكانت الأجواء داخل القاعة بين مستقرة أحيانا ومتوترة أحيانا أخرى قبل أن يتحوّل الوفد الوزاري لزيارة مصنع السكر والإطلاع على دراسة توسعته ثم التحوّل لأحد الضيعات الفلاحية لإعطاء إشارة إنطلاق موسم الحصاد.
