منذ ما يزيد عن الشهر يشهد القطاع الصحّي بمدينة حاجب العيون, حالة كبيرة من الفوضى والتهميش وكذلك التسيّب الإداري, الشيء الذي أحدث ضجّة كبيرة في هذا القطاع الحيوي والهامّ في حياتنا اليومية، باعتبار أن الصحّة من المقوّمات الأساسية للحياة. وسبب الإضطراب الحاصل هو النقص الفادح في الإطار الطبّي بمستشفى حاجب العيون الذي من المفروض أن يعمل به ما لا يقل عن 7أطبّاء اختصاص طبّ عام، علما وأن أحدهم متواجد خارج حدود الوطن وقع إرساله في بعثة للتعاون الفني الخارجي منذ أشهر بعيدة، وحتى يوم الناس هذا لم تسع وزارة الإشراف إلى تعويضه لمعاضدة عمل زملائه، الذين يقدمون خدماتهم لما يزيد عن 50 ألف مواطن في دائرة ترابية تضمّ 10 عمادات مترامية الأطراف. ولكن الأيّام الأخيرة الماضية شهدت حالات من شطحات الاستهتار التي أصبح يقوم بها «البعض» من هؤلاء الأطبّاء, حيث عمد ثلاثة منهم إلى الخروج في إجازة مرضية دفعة واحدة, الشيء الذي أحدث تشويشا واضطرابا في سير العمل، الذي تأثر كثيرا لغياب هذه الإطارات الطبية التي سارعت بعد انتهاء آجال أجازتها المرضية إلى تجديد هذه الأجازات، وذلك في محاولة منهم للضغط على الإدارة حتى يقع تسريحهم للنقلة بالعمل في جهات أخرى. ولأن غياب هذه الإطارات الطبية قد طال أكثر من اللزوم, اضطرت ادارة المستشفى للإستنجاد بصفة مؤقتة بطبيبين من القيروان والشبيكة لتعزيز سير العمل بهذه المؤسسة الإستشفائية التي تعاني الكثير من النقائص الأخرى على غرار المعدّات والتجهيزات الطبية الضرورية بقسم الإستعجالي، مع نقص واضح في عديد الأدوية، اضافة إلى النقص الحاصل في أسطول سيارات الإسعاف التي أكل عليها الدهر وشرب ولم يقع تجديدها أو حتى صيانتها منذ زمن بعيد, مع التذكير أن مستشفى حاجب العيون لا يكتفي بتقديم خدماته الصحّية لمتساكني حاجب العيون فقط بل يتعدّى ذلك لتشمل خدماته كلّ من جهات أولاد الشيخ التابعة ترابيا لمعتمدية الروحية من ولاية سليانة، وجهات طرزّة والعين البيضاء التابعة لمعتمدية حفوز، وثلاث عمادات بمنطقة الأبيّض التابعة لمعتمدية جلمة من ولاية سيدي بوزيد. وعلى وزارة الصحة التحرّك بكلّ حزم ومسؤولية لوقف هذا النزيف من التصرفات غير الأخلاقية، وبالتالي التصدّي لظاهرة الإستخفاف بصحّة المواطن وهي الغاية والوسيلة التي يعمل الجميع على توفيرها في زمن أصبح الجميع مطالب فيه بمضاعفة بذل المجهود وخدمة المجموعة الوطنية بكلّ تفان واخلاص لا سيما في القطاع الصحّي.