حافظت محطة الأرتال بتوزر على خصوصياتها كغيرها من المواقع الأخرى حتى يستمتع السياح بمكوناتها المعمارية وهي التي شيّدت منذ أكثر من قرن حيث يذكر أن مجيء القطار لأول مرة إلى توزر يعود إلى سنة 1903 ومنذ ذلك التاريخ شهدت هذه المحطة حركية متنامية على جميع الأصعدة إلا أن مردودية النقل الحديدي للمسافرين تقلص بصفة ملحوظة ليقع توقيف نشاطه سنة 1987 كيف لا وهو الذي كان يقطع مسافة الخمسين كلم الفاصلة بين توزر والمتلوي في أكثر من ساعتين ثم إن فيضانات 1990 تسببت في انهيار قنطرة القويفلة لتبقى ولاية توزر في عزلة عن بقية الجهات حديديا. وما كان للنقل الحديدي أن تعود له الروح لولا الإرادة السياسية الصادقة حيث تمت إعادة بناء قنطرة القويفلة وتنفيذ عديد الأشغال الأخرى على مستوى السكة الحديدية وترميم المحطة وإصلاح الجسور وغيرها من الإضافات التي مكنت من النقل الحديدي للبضائع ثم للمسافرين وكانت بمثابة البشرى لأهالي الجريد الذين انتظروا هذا الحدث سنوات عديدة، فاستعادت محطة الأرتال جانبا من حركيتها باعتبار أن النشاط اقتصر على سفرات تعد على الأصابع تربط بين توزر وتونس بما جعلها تعيش حالة الركود في بقية ساعات النهار دون أن يتم تعزيز النشاط بسفرات أخرى بين توزر وبقية المناطق المنجمية نظرا لوجود مئات العمال والموظفين أصيلي الجريد بجهة المناجم، هذا بالإضافة إلى السفرات التي يؤمنها النقل الحديدي كلما اقتضت الحاجة إلى ذلك. مطلوب ترسيم المحطة ورغم المجهودات التي بذلت والاعتمادات التي صرفت فإن هذه المحطة ما تزال بحاجة إلى التدخل لمزيد العناية ببنيتها الأساسية وهي تستدعي الصيانة والترميم على مستوى البناية والنظافة وبعث مساحات خضراء وإزالة الأطنان من الأتربة إذ هي الآن لا تشبه محطة للأرتال في شيء!!! فهل من تدخل عاجل لإعادة الروح لهذا المعلم خاصة وأنه أضحى مقصدا للمسافرين لاسيما السياح الأجانب ولم لا يقع تنشيطه وتكثيف السفرات في جميع الاتجاهات لو يتم المزيد من العناية بهذه المحطة وهل نرى في يوم من الأيام مجيء ووصول القطار السريع بمحطة توزر أم أنها ستبقى على حالها ترتع بها قطعان الماعز؟؟