رغم شح الأخبار حول ما جرى في الجنوب التونسي حيث قصف جيشنا الباسل قواعد تدريب عسكري لمجموعات مسلحة فإن المواطن لم يتفاجأ لا بشح الأخبار ولا بالحدث نفسه.. فشح الأخبار في مثل هذه الأوضاع مفهوم أمنيا وعسكريا ما دامت الأحداثيات متواصلة.. أما الحدث نفسه فإنه كان مستنبطا في ذهن التوانسة.. خاصة وأنه لا يمر يوم دون أن نسمع فيه خبرا عن القاعدة في بلاد المغرب العربي.. هم هناك يتجولون بين كثبان الرمال.. استعدادا «للفتوحات» وأسلمة المسلمين.. طبعا الرد لا يكون بالسلاح وحده وإنما بوحدة الجبهة الداخلية.. أمننا القومي فوق كل الخلافات ولذلك آن الأوان أن يتوقف «الكرطوش» اللغوي بين الفرقاء وأن نتخلى عن التهويل والاتهامات التي لا تمحي آثارها.. وأن نتبادل الرؤى لا «الثلب».. تراشح الأفكار بهدوء الواثق بنفسه تزرع الطمأنينية في البيوت والنفوس وتقلص التوتر الذي يحطم أعصاب المتابعين.. تونس.. إنها مبادرة الاتحاد التي لاقت ترحيبا مبدئيا من كل الفاعلين من أحزاب ومجتمع مدني.. كرطوش في الجنوب لن يعطل المسار الذي اخترناه.. يد تبني ويد تقاوم.. إلى أن نبلغ شاطئ السلام.. لنكفّ عن الكلام الذي صار ثرثرة.. لنكف عن الرجم بالصواريخ.. لنكف عن استنقاص الآخر.. لنكف عما يزرع الفرقة.. قليل من الكلام.. قليل من التصريحات وكثير من العمل.. وإلا سيقال عنا إننا رسبنا في الديمقراطية لأن حجتنا السب أو الصراخ لا المنطق والرأي السديد.. وهذا لباس الدكتاتورية النائمة داخلنا..