هل أتاكم حديث الساعة... تونس تفتح حدودها للمغاربيين بدون جواز سفر... بطاقة التعريف كافية... ولهم الحق في الشغل والتملّك والتصويت في الانتخابات البلدية... سبحان الله... البلاد فالسة والعاطلون عن الشغل قاربوا المليون ومع ذلك نجلب اليد العاملة... لنبدأ بالبداية: هل أن الظروف الأمنية في المغرب العربي تسمح بذلك.. هل ان بطاقة التعريف تسمح لنا فعلا معرفة الأشخاص...بالمعطيات من سوابق أو جرائم أو إرهاب... بلا قاعدة معطيات نفتح زوبعة الشهيلي على امتداد الحدود... ثم هل ثمة حاجة لجلب العملة وعندنا فائض في البطالة... العمال القادمون من الجيران سيعملون قطعا بأجرة متدنية... وإذا كانت متدنية فإنها ستضرب الذين يعملون وبما أن القوانين الشغلية لها قول فإن التشغيل الأسود أو السري سيغري الكثيرين ويصبح البشر عبيدا... لنفرض ان من تغريهم هذه «الطلعة» سيكون عددهم نصف مليون فحسب... هل هناك منظومة قانونية تحميهم... هل لهم الحق في الصحة والتداوى..وكيف سيندمجون في المجتمع وهم منافسون... هل سنبني لهم «قيتوات»... نحن احترنا في إيواء بضعة آلاف نفر أيام الحرب على ليبيا فما بالك بمئات الآلاف... شفطة واحدة تفرغ سوقنا من البصل والبيض والخضر وأخواتها.. أي هراء هذا الذي يحكي على حق التصويت... جرّب هذا في أوروبا وقلة من الدول عملت بها..غريب أمرنا... عفوا أمر حكّامنا ... هذه ليست قطر.. نزل 4 نجوم وعملة مستوردين... يعاملون معاملة العبيد ويطردون بأمر ممن سرقهم... هذه تونس... تونس الدولة منذ قرطاج... هذه تونس الكفاءات والاكتفاء الذاتي في كل الميادين... هل نداوي البطالة بمزيد العاطلين... ومن هي الدولة التي فتحت حدودها لبطاقات التعريف.. حدث هذا في أوروبا ولكن بعد ماذا؟ بعد وحدة عمرها 60 عاما... قرار الاتحاد لا يأتي بقانون فوقي وإنما بسلطة الشعب وتحتاج الى دربة ونسيج ماهر يؤلف شعوب المغرب العربي يبدأ بالشراكة وتبادل الخبرات وبوعي المواطن بأن مصلحته تكتمل في فضاء أرحب أي في سوق واسعة تتناغم بالاتفاق.. والبرامج الجماعية... لم يتحقق هذا عندما كانت منطقتنا آمنة... فما بالك اليوم والأرض مزروعة بالألغام والجار يراقب جاره ويتوجّس من عدم التنسيق... وليس في مقدورنا الآن حتى أن ننسق مقابلة كرة قدم بين دولتين جارتين وتحمّل تبعاتها الشعبية والأمنية... بالله عليكم اخمدوا هذه الأفكار النارية.. لأنها ليست الأولوية القصوى... وممهداتها غير موجودة أصلا... «حك راسك» بكل حرية ولكن لا تطلعوا علينا بقرارات يشيب منها الرضيع... مرحبا بالمغاربيين سيّاحا مبجّلين خاصة وأنهم عندما اطلعوا على هذا القرار في الصحف وضعوه في خانة الطرائف والنكت... المنكدة.. وبجاه ربي ماعادش «تحكوا رؤوسكم»...