في مثل هذا الفصل تدخل الدّول المتقدمة في نوع من السّبات السياسي.. فترة هدوء ينصرف فيها السّاسة والمواطن إلى الاستجمام والرّاحة.. إنّها استراحة المحارب.. وهناك في تونس.. تُرسل الشمس ألسنة اللّهب ولا مفرّ ويرتفع الصّخب لنسمع العجب.. رياح الشهيلي السياسي زادت حدّة.. «إضراب» في القصر.. تصريحات نووية في كل اتجاه استقالات محسوبة.. تصريحات متضاربة.. حول فتح الحدود والحريات الخمس ثم تكذيب وكأنّ شيئا لم يكن.. وحديث عن جواز ديبلوماسي لرئيس حركة النهضة.. دون غيْره من رؤساء الأحزاب.. وماذا عن محافظ البنك المركزي.. وعن تعليقات جيران تونس حول فتح الحدود دون تنسيق وهذا من شأنه أن يثير الانزعاج ويعكّر صفو العلاقات الطيبة منذ عقود غير أن بعض التصريحات التي تفتقد البعد الديبلوماسي مازالت تعمل على تهرئة حبل الإخوة.. ومفهوم الدولة وسيادة الدول.. والوزراء يرتادون الاستديوهات التلفزية والإذاعة أكثر من حضورهم في مكاتبهم أو في الميدان.. هناك فائض من الكلام المشحون بالحقد ورفض الآخر.. وإطفاء النار بالنار.. في الأثناء في هذا الصيف المعطّل للراحة بسبب النّاموس وأكوام القمامة التي اجتاحت الأحياء.. دول الغرب لها نواميسها.. وتونس لها «ناموسها» الذي ينبح ويعضّ.. دخان في الهواء الملوث.. إحراق المزابل من قبل المواطنين زاد الطين بلة.. ينام أو لا ينام؟!.. والأفضل أن لا ينام «بمساهمة الناموس» حتى يرى إلى أين تسير بلادنا...