تمر الأيام وتتشابه في مركب الملعب التونسي، والغريب أنه لا جديد يذكر ولا قديم يعاد في ظل غياب شخص قادر على أخذ القرارات الحاسمة. فرئيس الجمعية بات مغلوبا على أمره مع تواجد أكثر من «لوبي» يريد سحب البساط من تحت قدميه والاستحواذ على مقعد الرئاسة.. وعدم الاستقرار الإداري وغياب القرارات الحاسمة والخوف من تحمل المسؤولية كلها عوامل قد تجعل من مستقبل الفريق مجهولا خاصة وأن الوقت يمر بسرعة ودار لقمان على حالها. فإلى حد اللحظة لم يحسم ملف المدرب الجديد ولم يفتح ملف تجديد العقود ولم يقع ضبط قائمة المنتدبين ولا يزال ملف تسوية أجور اللاعبين معلّقا. فمتى يتحرك الساهرون على الفريق؟ لخبطة كبيرة أشرنا في أعدادنا السابقة إلى أن الأمور الإدارية لفريق الملعب التونسي ليست على ما يرام في ظل التنافس والتناحر من أجل البروز واحتلال المراكز الأمامية ما أثر كثيرا على أداء الهيئة المديرة وجعلها تقف عاجزة عن تحمل مسؤولياتها في هذا الظرف الصعب. العشوائية في العمل والتلكؤ في أخذ القرارات باتا السمة المميزة لهيئة كمال السنوسي وهو ما قد يعجل برحيلها مع التطور الكبير الذي عرفته المعارضة لسياساتها. وفي ظل نفاذ صبر الأحباء الذين ضاقوا ذرعا بغياب الشخصية القادرة على ضبط إيقاع قاطرة الملعب التونسي والوصول بها إلى بر الأمان. كان من المنتظر أن تعقد الهيئة المديرة اجتماعا عشية الأمس للتشاور وأخذ القرارات بشأن المسائل العالقة. ولكن الاجتماع تأجل إلى عشية اليوم وهذا يدل على اللخبطة التي باتت تميز عمل الإدارة وعدم التناغم بين جميع مكوناتها. نقطة إيجابية في ظل الموجات السلبية التي باتت الهيئة المديرة للفريق تصدرها لأحباء الفريق في الآونة الأخيرة، يمكن أن نسجل لها نقطة ضوء إيجابية حيث تفطنت هيئة السنوسي أخيرا إلى مسألة تحديد اسم المدرب الجديد يبقى من مشمولات أهل الاختصاص. وهو ما جعل أحد أعضائها البارزين يتصل باللاعب السابق للفريق عبد الحميد الهرقال وبطلب منه تكونت لجنة فنية تعهد لها مسألة انتداب المدرب الجديد. الهرقال بدأ اتصالاته وقد علمنا أنه سيشكل رفقة هشام النصيبي أضلع هذه اللجنة ومن المنتظر أن يكونا قد التقيا عشية أمس لوضع برنامج عمل وضبط قائمة المدربين القادرين على إخراج الفريق من هذه الوضعية الصعبة وحسب المعلومات التي بحوزتنا فإن القائمة تضع اسمين لا ثالث لهما الأول هو مدرب الترجي الجرجيسي الذي يحظى بإجماع كبير داخل الهيئة لكيون الربان الجديد للفريق ولكن هذا متوقف على رغبة المعني بالأمر وقبول عرض «البقلاوة» والتي أبدت استعدادها لتلبية طلبات الغرايري من حيث الجراية (قرابة 10 آلاف دينار) وكذلك من حيث القيام بالانتدابات اللازمة. هذه الفرضية الأولى ولكن في صورة فشل الصفقة فإن الإسم الثاني المرشح هو المدرب كمال الشبلي المعروف كذلك بشخصيته القوية وقدرته على فرض الانضباط الذي ينقص المجموعة. مصدر من اللجنة الجديدة أكد لنا أن القرار النهائي لن يتجاوز صبيحة اليوم وأن الحسم في اسم المدرب الجديد لا يجب أن يتأخر أكثر لأن التأخير لا يقدم مصلحة الفريق.وينتظر أن يكون هشام النصيبي المدرب المساعد للوافد الجديد.. مهما كان إسمه. لِمَ لا..؟ ظاهرة غريبة تميز بعض الفرق التونسية وخاصة الملعب التونسي ألا وهي عدم منح الفرصة لأبناء النادي للبروز وقيادة الفريق. فالأسماء المطروحة الآن لأخذ المقاليد الفنية للفريق ليست أكثر كفاءة من الفنيين الموجودين ألا يمكن لهشام النصيبي أو الخميري أو كاسيدي أو وحيد الحيدوسي أن يقودوا الفريق؟ هل تنقصهم الكفاءة أم ماذا؟ ولكن يبدو أن قنديل «باردو» «لا يضوي إلا على البراني» في حين أن قدر أبناء النادي أن يبقوا خارج دائرة الاهتمام أو على أقصى تقدير أن يلعبوا دور «الكومبارس» على غرار ما حدث سابقا مع كاسيدي أو حاتم الميساوي وما قد يتكرر مع هشام النصيبي.