هو فنان مختلف... غاضب... صاحب مواقف ناقد لوضع الفنانين ومدافع عنهم... هو فنان مكتمل ومطرب وملحن وشاعر غنائي.. ضيفنا اليوم هو الفنان «مقداد السهيلي» الذي قرر الخروج من صمته واختار أن تكون «التونسية» منبرا له فكان لنا معه الحوار التالي: مقداد السهيلي هل أنت «موش ثوري»؟ يبتسم فناننا ثم يقول: بلى أنا ثوري... ولكني انتقدت في أغنية «أنا موش ثوري» من ركب على الثورة ولبس قناع المعارضة. وقد قررت أن أصمت سنة بعد الثورة ثم أغني عنها. لماذا رفضت المشاركة في عرض افتتاح مهرجان قرطاج؟ كفانا من التكريمات فلقد مللنا من ذلك! وأنا شخصيا لا أشارك في عرض لا يخصني وهذا لا يستنقص من قيمة الرموز الفنية الكبيرة التي تركت مخزونا ضخما والواجب علينا ان نترك نحن بدورنا مخزونا للأجيال القادمة. ويستدرك فناننا ثم يتساءل: هل نحن نعيش عصرا «أبيض» أم نحن عاجزون عن التعبير عما نعيشه الآن؟ فمن غير المعقول أننا الى حدود سنة 2012 مازلنا نكرم للمرة الألف عمالقة الفن التونسي. ما هي نظرتك لنقابة المهن الموسيقية بعد ان كنت كاتبا عاما سابقا فيها؟ إن مفهوم النقابة عند الفنان التونسي لا يزال مغلوطا فهو يعتبر أن النقابة مجرد مكان يجتمع فيه مع الفنانين ولا يعلم ان النقابة جعلت للدفاع عن حقوقه ..وهذا حقا أمر سخيف.. لو عرض عليك هذا المنصب من جديد.. هل توافق؟ لن أوافق أبدا فقد خرجت من أطر النقابات ولن أعود اليها لأني بعد عملي في النقابة لمدة أربعة أشهر لمست نكرانا للجميل بل وصل الأمر ببعض الفنانين الى إثارة الإشاعات التي تمس من شخصي. هذا يعني أنك قاطعت النقابات؟ لم أقاطعها فقد زرت مؤخرا نقابة الفنانين المحترفين ووجدت خورا في النظام الداخلي وأعدت صياغة هذا النظام. مقداد السهيلي مختلف عن الآخرين، هل لأن الاختلاف يصنع التميز أم هو اختيار شخصي؟ لا هذا ولا ذاك... انا بطبعي مختلف ولم أقصد الاختلاف والكثيرون ينقدونني لأني مختلف ويدعون أني أكرههم وأنا أجيبهم بأن قلبي لا يعرف الكره ولكن مشكلتي أني لا أعرف كيف أجامل ولا أستطيع فعل ذلك فما ألاحظه أقوله بعفوية ومن واجبي كفنان نقد ما ألمسه من خور داخل الساحة الفنية. كيف ترى الساحة الفنية في تونس اليوم؟ إن الساحة الفنية في تونس في غيبوبة تامة يحذوها جو من المجاملات السخيفة والبروتوكولات المغلوطة التي لا تهمني بقدر ما تهمني جودة العمل واتقانه. مقداد..هل هو إنسان عدائي؟ يبتسم فناننا ثم يقول: وهل ترينني كذلك؟!... ان بعض من في قلوبهم مرض اتهموني بالتعالي والعدائية والشدة في غير موقعها وهذا ليس صحيحا ولست صاحب عداوة مع الفنانين فقد يغضب البعض مني لأني أضع اصبعي دائما على موقع الألم فلا يروق هذا للبعض ويتخذونني عدوا لهم. هل أنت فنان مدعوم... ماديا؟ لي سنة وشهران انتظر ملف الدعم من وزارة الثقافة وأود ان أخبرك اني لا أنتمي لأية شركة انتاج وألبومي الجديد «سيدي الرئيس» مازال معلقا في انتظار الدعم وفيه أناقش مسائل حينية لا تحتمل الانتظار أكثر وأهم عناوين الألبوم، «أنا موش ثوري» و«سيدي الرئيس» و«مساج للبوعزيزي» و«انتخبوني أنا» و«المجلس التأسيسي» و«قناة الجزيرة» وغيرها. ما رأيك في «الراب التونسي» وهل تفكر في «ديو» مع أحد فناني الراب ان اقترح عليك ذلك؟ أنا أؤمن بهذا الفن وقد دافعت عنه عندما كنت كاتبا عاما في نقابة المهن الموسيقية وسعيت لكي تكون لفناني الراب حقوق وبطاقات احتراف إلا أن بعضهم ركبه الغرور وأصبح يدعي أن «الراب» هو من جلب الثورة..وعلى العموم ان اقترحت عليّ تجربة «ديو» مع أحد الفنانين فلي احترازات حيث يجب ان يكون هناك اجتهاد في النص والفكرة والايقاع. ما جديدك؟ لقد قمت باعادة «مجموعة أصحاب كلمة» من جديد لا سيما ان تاريخها النضالي يشهد لها فقد انطلقت منذ السبعينات وقد قمنا بإعادة تسجيل بعض الأغاني واضفاء روح التجديد عليها على مستوى الايقاع والتوزيع مثل «الماء القليل» و «الهجرة»... مسك الختام...ما هي نشاطاتك الصيفية؟ سيقتصر نشاطي على شهر رمضان الكريم حيث سأقوم بجولة داخلية وأخص جريدتكم بتواريخ حصرية لعروضي: ففي 28 جويلية سأقوم بافتتاح مهرجان توزر ويوم 3 أوت سأقوم بافتتاح مهرجان قبلي ولي عرض في مهرجان تطاوين يوم 9 أوت. ومن المنتظر ان أقوم بجولة في أوروبا لعرض الموسيقى الصوفية بعنوان «عرض ارتجال».