تونس «الشروق»: قدّم الفنان مقداد السهيلي استقالته إلى مكتب النقابة التونسية للمهن الموسيقية وذلك بعد أيام قليلة من انتخابه كاتبا عاما لهذه النقابة... هذه الاستقالة مرّت مرور الكرام ولم تحدث جدلا، وذلك على عكس استقالة أسامة فرحات النقيب الأسبق للموسيقيين، فما الذي دفع بمقداد السهيلي إلى تقديم استقالته، هل هو خلاف داخلي بين أعضاء المكتب؟ أم هو خلاف مع سلطة الإشراف وعراقيل حالت دون قيامه بإنجاز مشاريعه؟ للإجابة عن هذه الأسئلة اتصلنا بالنقيب المستقيل الفنان مقداد السهيلي فكان هذا الحديث: استقالتك من الكتابة العامة لنقابة الموسيقيين كانت مفاجأة ولم ننتظرها؟ كانت مفاجأة أيضا بالنسبة لي، لم أكن أنتظر أن أضطر إلى تقديم استقالتي بهذه السرعة، لأنه كانت لي مشاريع طموحة وإنجازات لصالح المنتسبين للنقابة بل لكل الموسيقيين لكن لم يكن بإمكاني المواصلة. لماذا؟ هل سلطة الإشراف لم تتجاوب مع مقترحاتك وعجزت عن تحقيق ما خططت له؟ لا بالعكس وجدنا كل التجاوب من وزارة الثقافة وبدأنا معها مرحلة جديدة للنهوض بالقطاع وإعادة هيكلته على أسس صحيحة والوزارة تقبّلت كل مقترحاتنا وتبنتها، لم يكن لنا أي إشكال مع سلطة الإشراف. ما سبب الاستقالة إذن؟ شخصيا لا أستطيع العمل في أجواء غير نظيفة ووسط تجاذبات بين التكتلات، أنا متطوّع لخدمة القطاع وليست لي مصالح شخصية بل بالعكس وجودي في النقابة أبعدني عن مهنتي الأصلية كموسيقي. وهل ثمّة تكتلات داخل نقابة الموسيقيين؟ يؤسفني القول إن ما يحدث في الوسط المسرحي يعيشه قطاع الموسيقى. ماذا تعني؟ هناك تكتّل من خريجي المعهد العالي للموسيقى يريد السيطرة على النقابة وعلى القطاع عموما، و«ربي يعينهم» أنا لا أستطيع العمل في مثل هذه الأجواء نحن أسرة واحدة لا فرق بين خريجي المعهد العالي والمحترفين الذين أعطوا الكثير للموسيقى التونسية عموما، لكن هذا الرأي لا يروق لهم، لذلك فضّلت الانسحاب. وهل احتفظت بعضويتك في النقابة؟ لا استقلت من الكتابة العامة ومن النقابة ولم يعد لي بها علاقة. النقابة احتجت على برمجة الفنان لطفي بوشناق في افتتاح ليالي قرطاج، ما رأيك في هذا الاحتجاج؟ من مبادئ النقابة أنها تدافع عن كل المنتمين إلى القطاع، وهذا الاحتجاج هو ضرب لأحد زملائنا، ومن المؤسف أن تبادر نقابة الموسيقيين بالاحتجاج على فنان، فهل لطفي بوشناق الوحيد الذي ناشد والبقية كلهم من الثوار؟ هذه مهزلة. بعد الاستقالة من النقابة ما مشروعك حاليا؟ أنا بصدد الإعداد لألبوم غنائي جديد يضم مجموعة من الأغاني (8 أغاني) وهي جاهزة حاليا وتنتظر التسجيل. وما الذي تنتظره لتدخل الاستوديو؟ التمويل، أنا بصدد البحث عن مموّل لهذا المشروع أي الشركة التي ستتبناه، وإن شاء الله يتم ذلك في أقرب وقت ممكن. والمهرجانات هل فكّرت في الترشح لها؟ طبعا، وقدمت مشروعا جديدا لعرض غنائي متكامل لمهرجان الحمامات الدولي وأنا بصدد انتظار الرد. عودة إلى النقابة، هل ترى أنها في الطريق الصحيح؟ لا مستقبل لهذه النقابة وهذا ما ستثبته الأيام، أقول هذا ليس لأنني استقلت، أو لأنني الوحيد القادر على إنجاحها ولكن العقلية التي تسود داخلها لا يمكن أن تذهب بها بعيدا، أرجو أن أكون مخطئا.