تشهد تونس منذ 14 جانفي 2011 طفرة على مستوى الأغاني الملتزمة، أسماء جديدة ظهرت على الساحة وأخرى قديمة عادت للنشاط... هذه الموجة من الأغاني الملتزمة أو السياسية غطت على بقية الأنماط ولم يحافظ على مواقعهم إلا مطربو «الراب». وإذا كنا سجلنا عودة بعض الأسماء الى الساحة على غرار الزين الصافي ولزهر الضاوي ومجموعة «الحمائم البيض» التي لم تنقطع كليا على النشاط، وكذلك مجموعة «أولاد المناجم» و«البحث الموسيقي بقابس»... فإن الأيام الأخيرة أتت لنا بأخبار حول عودة مجموعة كان لها صيت في السبعينات وبداية الثمانينات على غرار «أصحاب الكلمة» ونجمها مقداد السهيلي. حول هذه العودة وأسبابها ومسائل موسيقية اخرى كان لنا هذا اللقاء مع الفنان مقداد السهيلي. هل صحيح أن مجموعة «أصحاب الكلمة» عادت للنشاط؟ نعم هذا صحيح ونحن نعمل منذ فترة لاعداد ألبوم العودة الذي سيكون جاهزا في الفترة القريبة المقبلة. ماهي دوافع هذه العودة؟ الحقيقة أن البادرة أتت من بعض العناصر القديمة لمجموعة «أصحاب الكلمة» على غرار زميلي رياض الصمعي وصديقي فوزي السهيلي، وفي الواقع كنت أفكر شخصيا في إعادة نشاط المجموعة بعد ما تابعت ما يقدم في مجال الأغنية الملتزمة. وما رأيك فيه؟ الأغنية الملتزمة ليست خطابا سياسيا، بل عملا ابداعيا وهو ما يتطلب توفير مكوّنات الأغنية من كلمات وموسيقى. وهذا غير متوفر في الأغنية الملتزمة المنتشرة اليوم؟ غير متوفر في أغلبها، فكلمات أغاني «الراب» مثلا تكاد تكون نثرية وبقية الأغاني الملتزمة إما ضعيفة على مستوى الكلمات أو على المستوى الموسيقي وهو ما يجعلها غير متوازنة فنيا. إذن، مجموعة «أصحاب الكلمة» ستطرح بديلا ابداعيا؟ هذا ما نسعى إليه، فنحن مجموعة موسيقية لنا تجربتنا في هذا المجال، ولسنا أيضا غرباء على الأغنية الملتزمة فنحن من الأوائل الى جانب مجموعة «ايمازيغن» و«الحمائم البيض». متى كان أول ظهور «لأصحاب الكلمة» وآخر ظهور؟ مجموعة أصحاب الكلمة تشكلت عام 1976 وتوقف نشاطها عام 1985 بأمر من وزارة الداخلية آنذاك... وصلنا تهديد جدّي إذا لم توقف نشاطنا... هل من تذكير ببعض أعمال المجموعة؟ لقد أصدرنا طيلة عشر سنوات من النشاط أربعة ألبومات تتضمن مجموعة كبيرة من الأغاني لشعراء أفذاذ وبعضها من تأليفي، من هذه الأعمال أذكر «المصبط» و«الكون فاني» و«الهجرة» و«مشايخ دوارنا» و«المال قليل» و«ما بقي في الدنيا» وغيرها من الأعمال التي لاقت نجاحا كبيرا. وهل ستعيدون تقديم هذه الأغاني؟ لا ليس كلها، في الوقت الحاضر سنعيد تقديم «المال قليل» و«ما بقي في الدنيا»، لكن بتوزيع بموسيقى جديد وتسجيل الحديث الذي يتماشى مع طبيعة السمع الحديث. وماذا عن أعمالكم الجديدة؟ نحن بصدد الاعداد لألبوم جديد يحمل عنوان «سيدي الرئيس» ويضم مجموعة من الأغاني الجديدة مثل «ساعدني نشري ثورة» و«جواب» و«أنا موش ثوري» و«سيدي الصحافي» و«انتخبوني أنا» و«ما تحكمنيش» وطعبا أغنية «سيدي الرئيس». وماذا عن العروض أم ستقتصرون على اصدار هذا الألبوم؟ لا نحن بصدد تجهيز عرض يحمل ذات عنوان الألبوم «سيدي الرئيس»، لكن العرض لن يكون جاهزا قبل شهر جوان المقبل باعتبار التصور الذي وضعناه للعمل وهو تصوّر يخضع لمقاييس أي عمل فني يحترم المتلقي. وهل ستكون الآلات المستعملة ايقاعية فحسب كما كان في الماضي؟ لا، هناك فرقة موسيقية متكاملة، هناك آلات مثل القانون والكمنجة والأورغ وطعبا آلات ايقاعية. برأيك، هل انتهى عهد الأغنية العاطفية أم أن الأغنية الملتزمة موضة وستختفي؟ لا، الأغنية الملتزمة ليست موضة وستستمر في ظل الحرية التي توفرت بعد 14 جانفي والأغنية العاطفية ستبقى إذا طوّرت خطابها، الساحة تتسع للجميع العاطفي والملتزم. وماذا عن مقداد السهيلي، هل سيقتصر على العمل مع «أصحاب الكلمة»؟ عملي لن يتوقف على المجموعة، عندي أعمالي الخاصة ومنها عرض «ارتجال» وهو من نوع الانشاد الصوفي الذي سأقدمه قريبا خارج حدود الوطن.