ياحاجب الحلم زرناك على عجل / كرم الضيافة بالإرساء يغرينا فهذه عينكم بالزيتون تكتحل / تغازل المشمش والرمّان والتّين بمثل هذه الأبيات الشعرية تغنّى العديد من الشعراء بمدينة حاجب العيون, الذين زاروها حاملين في جرابهم الشعرى أحلى القصائد وأبهى الأناشيد, والتي سحرتهم بطقوسها وسواقيها الهامسة لا سيما وهي المدينة التي يمكن لها أن تمنح زائريها تأشيرة العبور الى بساتين الفرح, فكتبوا لها قصائد الحبّ والوفاء على غرار كل من الشعراء محمد السويسي وعمار شعابنية وعلي خشارم والمنصف الوهايبي وعبد المجيد فرحات ورابح المجبري ,وغيرهم كثيرون ممّن طرّزوا عباءة الشعر بأحلى الكلمات وأشهاها التي حمّست ذات مرّة أعضاء المجلس البلدي لتوثيقها من خلال نقشها على رخامية تتوسّط مدخل المدينة. وقد زاد في جمالها تركيزها على جنبات معلم جودة الحياة الذي انجز سنة 2007 بتكلفة جملية تقدّر ب 21,240 ألف ينار, عبر الطريق الوطنية عدد3 ولكن من المؤسف أن نشاهد اليوم الوضعية السيئة جدا التي أصبح عليها هذا المعلم الرمز, الذي يعطي صورة أولى للزائر الى المدينة التي فقدت بريقها ورونقها وذلك بعد الاعتداء الصارخ على هذا المعلم, الذي طالته أيادي العابثين وذلك في غياب مراقبة الجهاز الإداري المسؤول عن ذلك, لاسيما وقد صرفت من أجله أموال عمومية طائلة وكان من الأجدر صيانته ومزيد العناية بالحديقة التي تحيط به ,مع العمل على غراستها بانواع مختلفة من الأزهار وتركيز المزيد من أعمدة الإنارة بمفترق الطريق حتى تكون خير باقة يستقبل بها زائر مدينة المياه. فمتى تتحرّك الجهات المسؤولة لتنفض الغبار عن هذا المعلم الجمالي, وتعيد إليه بريقه؟