عينت كما هو معلوم هيئة الملعب التونسي المدرب غازي الغرايري ليكون بديلا لخالد بن ساسي الذي خيّر الاستقالة بعد هزيمة الفريق في اللقاء الأخير ضد النادي البنزرتي. «التونسية» حاورت المدرّب الجديد وأخذت رأيه في بعض المسائل: في البداية مبروك العقد الجديد مع «البقلاوة»؟ شكرا لك ولجريدة «التونسية» وأنا سعيد جدّا وأشكر هيئة الملعب التونسي على هذه الثقة الكبيرة وكل ما أعدهم به هو العمل والعمل من أجل إعادة ترتيب البيت والخروج من أزمة النتائج التي رافقت الفريق طوال هذا الموسم. ماذا عن تفاصيل العقد ومتى سيقع الإمضاء؟ حسب الاتفاق المبرم بيني وبين كمال السنوسي رئيس الجمعية فإننا سنلتقي اليوم لمواصلة الحديث في بعض الجزئيات وسنمضي بعدها العقد الذي سيمتد على مدة سنة رياضية قابلة للتجديد إذا ما سارت الأمور على الوجه المطلوب، العقد لايحتوي على شروط أو أهداف على اعتبار أن الجميع يعلم الوضعية الحرجة التي يعيشها الملعب التونسي والتي يشاركه فيها أكثر من فريق، وبالتالي فإن الهدف الأوّل هو ضمان البقاء وإنقاذ الفريق واحتلال مركز مشرّف يليق بسمعة الملعب التونسي. وما هي المرتبة التي ترضي الغرايري؟ إذا ما ألقينا نظرة على الجدول العام للترتيب فإننا نلمس تقاربا واضحا بين الفرق باستثناء المراكز الأربعة الأولى وهو ما يعني أن تحقيق فوز أو إثنين قد يحدث انقلابا في الترتيب وبالتالي فإنّ احتلال الملعب التونسي للمركز السادس أو السابع ممكن وفي متناول الفريق وهذا ما سنعمل على تحقيقه. أشرفت هذا الموسم على حظوظ الترجي الجرجيسي ولكنك خيّرت الخروج رغم النتائج الإيجابية، فما هي الأسباب؟ سؤال ممتاز لأنه سيترك لي الفرصة لتوضيح الأمور، فقد أشارت بعض وسائل الإعلام إلى أنّ إدارة الترجي الجرجيسي قامت بإقالتي والبعض الآخر ذهب إلى القول بأنّني لم أف بوعدي تجاه الفريق، وهنا أقول عندما تحوّلت إلى ترجي الجرجيسي فضلت التوقيع على عقد لمدة ستة أشهر تنتهي يوم 30 جوان الفارط رغم أنّ علي الوريمي طلب منّي التمديد قبل نهاية العقد بأكثر من شهرين ولكني رفضت ذلك لأنني كنت في حاجة إلى خوض تجربة آخرى لا سيما أنه كان بحوزتي بعض العروض. ولكن واحتراما لترجي جرجيسي اتصلت قبل أسبوعين من نهاية العقد بعلي الوريمي وأعلمته بأنني لا أستطيع المواصلة مع الفريق وطلبت منه أن يبحث عن مدرب جديد. وللأمانة فإن سي علي تقبل الأمر بكل روح رياضية وعلاقتنا ممتازة إلى اليوم وهو يستشيرني في بعض المسائل التي تخص الفريق والعلاقة تحولت إلى علاقة صداقة أكثر منها علاقة رياضية، الغرايري مدرّب واضح لا يستطيع أن يعمل في فريق وهو منشغل بمناقشة عروض أخرى. تحدثت عن العروض، لو تعطينا لمحة عنها؟ العروض التي كانت بحوزتي هي بالأساس عروض من البطولة الإماراتية حيث عملت لمدة ثلاث سنوات متتالية تمكنت خلالها من تكوين شبكة علاقات كبيرة، وصرت أحظى بتقدير الجميع هناك وهو ما يجعلني مطلوبا دائما. في البداية كنت على وشك التعاقد مع الشارقة الإماراتي ولكن الأمور لم تتم، وتم الاختيار على فوزي البنزرتي. بعدها تلقيت عرضين من فريقين ينشطان بالدرجة الثانية الإماراتية ولكننا لم نصل إلى أرضية تفاهم بسبب الأمور المادية، كما أنني خيّرت الاستقرار في تونس والقرب أكثر من عائلتي لأنني تعبت من الغربة. نأتي الآن إلى الاتصالات مع الملعب التونسي؟ الاتصالات مع الملعب التونسي انطلقت قبل مقابلة الترجي الجرجيسي والنادي الإفريقي والتي خضناها يوم 8 جويلية وطلبوا مني تدريب الفريق، ولكنني طلبت بأن يؤجلوا الأمر إلى حد إنهاء التزامي مع الترجي الجرجيسي كما أنني أعلمتهم بأن لدي ّ بعض العروض من الخليح وطلبت منهم أن يبحثوا عن أسماء أخرى، يعني أنني كنت واضحا مع هيئة السنوسي إلى أبعد الحدود. وبعد أن سقطت صفقة تحوّلي إلى الإمارات عاودت هيئة الملعب التونسي الاتصال بي وتام الاتفاق بسرعة. ولكن هناك من قال بأنك عرضت نفسك على الفريق؟ هذا الأمر لا أساس له من الصحة، لأن قناعات وتربية غازي الغرايري لا تسمح له بذلك، وليعلم الجميع أنه ما تزال بحوزتي بعض العروض، أنا أحترم نفسي وأدرك جيّدا إمكانياتي ولذلك لن أسمح لنفسي بعرض خدماتي على أحد. كما تعلم قبلت الإشراف على الملعب التونسي وهو في وضعية حرجة، وهذا يزيد في صعوبة مهمّتك؟ لنتفق أولا على أن الملعب التونسي ليس الفريق الوحيد الذي يعيش هذه الوضعية فأكثر من تسعة فرق تعيش الحالة نفسها، الملعب التونسي فريق كبير بمسؤوليه ولاعبيه وكذلك بجمهوره وهو قادر بالتالي على الانتفاضة وضمان البقاء بكل سهولة وأنا مطمئن من هذه الناحية فنتيجتان أو ثلاث إيجابية تكفي لتفادي شبح النزول. على ذكر الرصيد البشري، هل تراه كافيا لكسب الرهان؟ الرصيد البشري للملعب التونسي كغيره من الفرق فيه لاعبون متميّزون وفيه كذلك من هو ليس في ححم الفريق، ولكن لا بدّ أولا من القيام بعملية تقييم شاملة وسأقوم بمشاهدة بعض المباريات للفريق حتى نحدّد بالتشاور مع الهيئة المديرة القائمة النهائية للاعبين الذين سيواصلون المشوار معنا، ومهما يكن من أمر فإنني أعتقد أنه بمزيد العمل وخاصة الاستقرار على المستوى الذهني للاعبين بإمكان الفريق تجاوز هذه المرحلة. حسب رأيك ما هي الأسباب التي أدت بالفريق إلى هذه الوضعية؟ الأسباب متعدّدة لعلّ أبرزها التغيير المستمر للمدربين فعلى حدّ علمي فأنا المدرّب الخامس الذي يتولى الإشراف على الفريق في 24 لقاء، وهذا أمر يعيق تطور الآليات داخل الفريق، إضافة إلى عدم توفر مناخ جيّد للعمل، وكذلك النقص الواضح في الرصيد البشري. وماذا عن الانتدابات الجديدة؟ الانتدابات مطلوبة طبعا وقد تحدّثت مع كل من كمال السنوسي ورؤوف قيقة بشأن المراكز التي تحتاج إلى التدعيم، وأكيد أننا سنعيد الحديث مجددا في هذا الموضوع ولكن كما تعلم فإن مسألة الانتدابات تبقى رهينة الموارد المالية للفريق وكذلك قدرة الهيئة على تجديد عقود بعض اللاعبين وتسديد مستحقات البعض الآخر، ولكن وحسب ما لمسته من خلال المقابلة الأولى فإن هناك استعدادا من الهيئة للقيام ببعض التعزيزات الضرورية التي تستحقها لبناء فريق متناسق وقادر على ضمان البقاء والانطلاقة القوية في المواسم القادمة. وهل اقترحت بعض الأسماء؟ أسماء.. لا.. ولكن تحدثنا بشأن المراكز التي تحتاج التدعيم على غرار حراسة المرمى، وخط الدفاع والهجوم ولكن خلال هذا الأسبوع ستتوضح الرؤية بعد أن تحسم الهيئة الأمور الإدارية المتعلقة بتحديد القائمة النهائية للاعبين الذين سيواصلون المشوار مع الفريق. وماذا عن الطاقم الفني الذي سيعمل معك؟ لم أحدّد ذلك بعد ولكن لديّ بعض الأسماء التي سأطرحها على الهيئة لأنني أودّ العمل مع أناس أعرفهم ويعرفونني حتى يحصل التناسق والتفاهم، ولكن هذا سيكون طبعا بالتشاور مع الهيئة ووسننظر في إمكانية الإبقاء على بعض العناصر من الجهاز القديم وذلك سيكون استنادا إلى مؤهلاتهم وكذلك للموارد المالية للجمعية. ومتى ستباشر العمل؟ سيكون ذلك انطلاقا من الأسبوع القادم وهناك إمكانية لتأخير موعد انطلاق البطولة إلى بداية شهر سبتمبر، ومهما يكن من أمر فإنّ التمارين ستنطلق ابتداء من الأسبوع المقبل. كلمة لجماهير الملعب التونسي؟ الملعب التونسي فريق كبير ويشرّفني أن أكون مدرّبا له وهو يملك جمهورا كبيرا أدعوه إلى مواصلة الالتفاف حول فريقه، ومن جهتنا سنعمل على إسعادهم وتحقيق البقاء ضمن الكبار، وأكيد أن القادم سيكون أفضل.