أعربت الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان، عن صدمتها البالغة إزاء قرار السلطات التونسية إلقاء القبض على”منوبية البوعزيزي” والدة “محمد البوعزيزي”، مفجر الثورة التونسية والربيع العربي، وذلك بزعم إهانتها لموظف حكومي. وطالبت الشبكة بالإفراج الفوري عن السيدة “منوبية” وإجراء تحقيق منفصل. وقالت الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان إن: “اعتقال والدة “البوعزيزي” بزعم إهانة موظف حكومي يقضي على الجزء المتبقي من وعود السلطات التونسية بتكريم أسر الشهداء الذين دفعوا الثمن الأكبر لأجل حرية الشعب التونسي”. وأضافت الشبكة “بعد كل التقارير التي تفيد معاناة أسر الشهداء ومصابي الثورة في الحصول على العناية اللائقة من الدولة، نفاجئ الآن باعتقال والدة مفجر الربيع العربي”. وبينما أكدت الشبكة على ضرورة أن يكون جميع المواطنين سواسية أمام القانون، دون تمييز، إلا أنها حذرت في ذات الوقت من أن يكون اعتقال السيدة “منوبية” هو محاولة لتصفية الحسابات مع رموز ونشطاء الثورة التونسية، الذين لاتزال بعض أجهزة الدولة الأمنية تكن لهم العدواة، لأنهم كانوا السبب في القضاء على غطرسة الأمن وأعوانه. وقالت الشبكة “الحادث ليس الأول من نوعه، فقد اعتقلت أجهزة مكافحة الإرهاب بطريقة مريبة، الناشط الثورية “عماد دغيج” من منطقة الكرم، بسبب تعليقات له على فيس بوك ضد أداء الأجهزة الأمنية”. وأكدت الشبكة أنه “في دولة القانون على كل مخطئ أن ينال عقابه، لكننا مندهشين للغاية للسرعة التي تم بها إلقاء القبض على السيدة “منوبية” وإيداعها في الحجز الاحتياطي رغم عدم ضرورة ذلك من وجهة نظر الكثيرين”. وقارنت الشبكة بين رد الفعل الصارم من الأجهزة الأمنية في تلك الواقعة المشوبة بالالتباس، وبين تراخيها الشديد في مواجهة هجمات بعض المتطرفين دينياً على أعمال فنية، ومبانٍ جامعية، في حوادث متفرقة كثيرة شهدتها مدن تونسية عدة خلال الشهور الماضية.