السلامي" «طيّح قدر» السوسيوس ..ولا يرغب في مغادرة ال" C.S.S "رؤوف النجار" هو رجل المرحلة في النادي
حاورته: سهام العيادي
كان الحوار الذي أجرته «التونسية» مع السيد جمال العارم في عدد البارحة مشحونا بكثير من الألغاز المتعلقة بعائلة النادي الصفاقسي والظروف العصيبة التي يعيشها في الفترة الاخيرة، الامر الذي استوجب جزءا ثانيا نحاول من خلاله مزيد البحث مع ضيفنا في عديد النقاط التي مرت بين الجمل بلا تدقيق فلا يمكن الحديث عن النادي الصفاقسي مع السيد جمال العارم دون الاشارة الى «الرئاسات الثلاث» ممثلة في الهيئة المديرة ولجنة الدعم و«السوسيوس»، كان لابد ايضا من التعرض لما يعرف بقضية المركّب الذي اعتبره البعض حلا ماديا في حساب النادي واعتبره آخرون مشكلا طالما أسال لعاب الذين مروا على التسيير والذين يرغبون في التربع على سدة النادي في المستقبل. جمال العارم واصل في هذه الحلقة كشف حقيقة ما يجري وما سماه بمغالطات المنصف السلامي من اجل استبعاد الرموز الحقيقية التي تمتلك حلولا ناجعة تمكن النادي الصفاقسي من العبور الى شط الامان. جمال العارم فتح ملفات اخرى اكثر خطورة مسكوتا عنها... تحدث عن رؤوف النجار وما يمتلكه من قدرة على النهوض بفريق النادي الصفاقسي ...تحدث مرة اخرى عما تعرض اليه تحت عناوين الثورة ...تحدث بألم وحرقة عن خالد القبي ولم يخف استغرابه مما تعرض اليه دون سواه. هذه أبرز الملفات وغيرها كانت محور الجزء الثاني من حوارنا مع العارم واليكم التفاصيل. هل أن دعم القدماء كفيل بتحقيق التوازن المالي ؟ لابد من مراجعة المصاريف قبل الحديث عن الدعم، ان الفترة الحالية تميزت ب «الهبلة» وكثير من سوء التصرف لهذا لابد من البحث في طرق انجع للتسيير وحسن التدبير والقضاء تماما على المصاريف الخيالية التي تخصصها النوادي عادة لفروع الاكابر في اختصاص كرة القدم... لابد من التعويل على تصورات جديدة. ان النادي الصفاقسي كان سباقا في ايجاد مقترحات عملية تخفف اعباء المصاريف عن هيئة النادي وذلك بإحداث «السوسيوس» وهم الآن يوفّرون ما يقارب 300 الف دينار سنويا وبإمكانهم ان يوفروا المزيد إذا وجدوا الدعم الكافي. إنّهم يقومون بعمل جبار ويسهرون على تقديم العون وكان بالإمكان ان يكون العطاء افضل لو وجدوا التشجيع ولكنهم للأسف الشديد كانوا ضحية الجحود و«الضرب وتطييح القدر» مع الرئيس الحالي المنصف السلامي. لقد زاروني منذ مدة قصيرة في مكتبي بالعاصمة ولاحظت عليهم الاحباط والقلق في حين كانوا يتقدون حيوية ونشاطا... لقد انطفأت تلك الشعلة، الشيء الذي حز في نفسي وآلمني كثيرا... ألا ترى ان الاختلاف بين الرئيس الحالي و«السوسيوس» سببه التفويت في جزء من «المركب» في حين ان الحلول انعدمت لتجاوز الضائقة المالية؟ لماذا التفويت في جزء من المركب وهل نصلح الخطأ بخطإ؟ لماذا لا يتم فتح تحقيق في عملية بيع «ابوكو» وملابسات الصفقة عوضا عن البحث عن الحلول السهلة؟ ... وكأني بك سي جمال تلمح الى شيء ما؟ لقد أساؤوا التعامل مع الملف وإن المبلغ الذي تحصل عليه وكيل الاعمال كبير والطريقة التي تحصل بها على نسبته من الصفقة غريبة وغير عادية بالمرة وتثير الشكوك والشبهة...هناك عديد الاسئلة تنتظر اجابة واضحة ولا اريد الحديث في المزيد من التفاصيل. من يتحمل المسؤولية؟ الفراغ. ومن خلقه ؟ المنصف السلامي في جانب كبير ... سي جمال هناك رغبة من البعض في عودة العارم بعد انسحاب السلامي وتحدث البعض عن التسيير الثنائي بين رؤوف النجار وجمال العارم ...ما رأيك في هذا المقترح ؟ رؤوف النجار يستجيب لمواصفات المسؤول العصري فقد سبق له ان تولى رئاسة الجامعة التونسية لكرة القدم كما كان لفترة وزيرا للرياضة وهو لاعب كرة قدم قديم بالنادي الرياضي الصفاقسي وبالتالي فهوخبير بهذا العالم وعلى بينة بكل ما يدور داخل وخارج اسوار النادي وأينما حل ترك أطيب الانطباعات، وعليه فالنادي الصفاقسي في حاجة الى خدماته وقد بادرت باقتراح اسمه لأن وجوده كمشرف عام للفريق من شانه ان يساهم في تحقيق التوازن المفقود في الفترة الاخيرة ولكن لم أتحدث عن التسيير الثنائي لان وجودي الى جانب ال «سي اس اس» ليس مرتبطا بصفة أو مهمة داخل التركيبة الادارية فانا لن أتوانى لحظة عن تقديم العون والمساعدة كلما اقتضى الظرف ولكن بمفردي لا استطيع ان استجيب لتطلعات الجماهير العريضة التي تأمل في رؤية فريقها في افضل حالاته ولكن اؤكد ان على الاسرة الموسعة للفريق ان تتحد وتضع اليد في اليد وتطوي صفحة الماضي بكل ما تحتويه من سلبيات لبناء مستقبل يكون افضل من الحاضر، وأنا على استعداد تام للعمل مع كل الاطراف بما فيها السيد المنصف السلامي والجلوس معه على الطاولة نفسها ونترك التصويت هو الفيصل في حالة اختلاف وجهات النظر والآراء . ان ال «سي اس اس» ليس في حاجة الى رئيس يتفرّد بالرأي بل في حاجة الى مجموعة من الاداريين القارين والمسؤولين المدعمين والاحباء الاوفياء ومشرف عام يسهر على شؤون النادي . كما انه لا بد للجماهير ان تتحلى بالصبر لان النادي في حاجة الى تخطيط واضح على المدى البعيد وليس في حاجة الى توليفة «العارم النجار» انه حل وقتي وانا لا أؤمن بهذا بالمرة... أتعتقد ان الوضع صعب جدا ولا بد من التدخل العاجل؟ ان انقاذ الفريق رهين توضيح الامور لان المنصف السلامي على عكس ما يعتقده الكثيرون لا يرغب في مغادرة النادي. وانا على يقين أن الرجل لا يريد التخلي عن الرئاسة وتأكد ذلك في الاجتماع الاخير لهيئة الدعم على اثر ما بدر من رئيس هيئة الاحباء فتحي اللوزي الذي فاجأني بتصرفه لأن علاقتي به بعيدة كل البعد عن الخلافات والمصادمات ولكن بعد ان تداولت وسائل الاعلام خبر عودتي لرئاسة الفريق كمرشح وحيد بعد انسحاب المنصف السلامي تحرك البعض للإساءة الى شخصي دون ان تكون بيننا عداوات سابقة. إنّي خبير بهذا العالم فلست دخيلا على الميدان الرياضي وأنا على علم بكل ما يدور في الكواليس وما يحاك خارج اسوار النادي. إنّ تجربتي الآن أصبحت كبيرة بعد ان قضيت 30 عاما في عالم الكرة وعليه فأنا اعرف جيدا كيف توظف المليشيات والعصابات لخدمة طرف على حساب طرف آخر. وفي الاجتماع الاخير لهيئة الدعم سبق ان اتصلت بي مجموعة من الاحباء الموالين للسلامي لاستدراجي لمعرفة حقيقة رغبتي وما يجول في خاطري بشأن رئاسة الفريق ... لقد برزت نوايا المنصف السلامي في الاستضافة الاخيرة على قناة «حنبعل» في احد البرامج الرياضية حين ذكر اسم لطفي عبد الناظر اعترض على ذلك بتعلة ان مصلحة ال« سي. اس اس» تقتضي وجود رئيس مقيم في صفاقس وان يتفادى في المستقبل التعويل على اسم من الأسماء التي سبق لها أن ترأست الفريق في حين نسي انه لا يستجيب لكل المقاييس المذكورة آنفا عملا بالمثل الشعبي « حلال عليك حرام عليه» ... ان المنصف السلامي يرغب في مواصلة المشوار أو يطمح في منح الفرصة مثلا لعماد المسدي أو اسم اخر يرشحه هو لأخذ المشعل... ان وضع النادي سيئ للغاية ولكني لست صاحب القرار حتى افرض الحلول كما ان جمال العارم ليس هو نفسه جمال العارم الذي ترأس سابقا النادي الصفاقسي باعتبار ان مشاغل الحياة أصبحت كثيرة ومثيرة وتغيرت الطموحات بتغير الوضع، وعليه رئاسة النادي ليست من طموحاتي على خلاف مطمح ابني في الترجي ... ان حبي للنادي الصفاقسي لا حدود له، عشت مع هذا الفريق اجمل فترات حياتي وهوجزء مني وبالتالي لن اتردد في دعمه ماديا ولكنّي لا ارغب في رئاسة النادي ... انت ضد سياسة الاقصاء إذا وتريد ان يكون التسيير جماعيا؟ بالفعل في اعتقادي هو الحل الانسب لمصلحة النادي ولا أؤمن بسياسة التهميش صلب العائلة الواحدة. لقد سبق أن حصلت مناوشة بيني وبين احد المدعمين الكبار للفريق في احد الاجتماعات بسبب تغييب البعض من احباء ال«سي اس اس» لأني أرفض الاقصاء وبالتالي فان النادي الصفاقسي مطالب بأن يشرك كل أبنائه ويدافع عنهم في كل الحالات وهنا اريد ان افتح قوسا. فقد صرحت رئيسة اتحاد الصناعة والتجارة اثر الثورة بأنها لا تدافع عن رجال الاعمال المتهمين بسرقة الضرائب حينها تحولت الى مكتبها وطالبتها بحدة بضرورة الدفاع عنهم والوقوف الى جانبهم والذود عنهم لا ان تتنصل من المسؤولية وتتنكر لهم. على ذكر وداد بوشماوي، ماهي تأثيرات الثورة على جمال العارم رجل الاعمال ؟ لم اكن احلم بهذه الثورة وسعادتي كانت كبيرة بها. لقد منحتنا الحرية التي كانت مسلوبة ولم أتخيل لحظة ان نعيش هذا الوضع . ان ما حدث في تونس شيء جميل ولكن للأسف الشعب التونسي لم يحسن استغلال وتوظيف هذه الثورة فقد اضعنا كثيرا من الوقت ودخلنا في صراعات داخلية ومجانية وحسابات ضيقة حادت بنا عن الطريق السليم. وهنا اريد ان اشير الى ما حدث مع خالد القبي ليس دفاعا عن الشخص لاني لا علم لي بتفاصيل وحيثيات الملف وثقتي كبيرة في القضاء التونسي لإعطاء كل ذي حق حقه ولكن لا اعتقد انه الشخص الاقرب الى بن علي اوالى ليلى الطرابلسي ليقضي الصيف الثاني على التوالي وراء القضبان وداخل السجن. صدّقيني «قلبي يوجعني» واكرر اني لا اشك بالمرة في نزاهة القضاء ولكن اؤكد ايضا ان «ثورتنا ما مشاتش نظيفة»... لقد كان لثورتنا اشعاع خارجي كبير واصبحنا مثالا يحتذى به وتعاطف الجميع معنا وارادوا تقديم العون والمساعدة ولكننا لم نحسن استغلال ذلك واضعنا الكثير من الفرص التي كان من الممكن ان تكون مفيدة للمجتمع التونسي باختلاف مستوياته... لقد حان الوقت لطيّ صفحة الماضي دون المساس بالأرشيف أو حرق الدفاتر ولكن المصلحة العامة تقتضي تأجيل المحاسبة الى وقت لاحق في انتظار تجاوز المشاكل الاجتماعية والاقتصادية التي يعاني منها المواطن التونسي فلابد من التعجيل بإيجاد الحلول قبل فوات الاوان وتكون المحاسبة في اوانها وبطريقة حضارية ... هل تعرضت الى مضايقات؟ هناك قضية رفعت ضدي وعلى اثرها تم منعي من السفر لفترة ولكن تواصلت الابحاث في فحوى الدعوى من قبل قاضي التحقيق وفي خاتمة الابحاث تم رفع قرار تحجير السفر. وبالمناسبة اشكر القضاء الذي اتسم بالاستقلالية والحياد ولكنّي مررت بفترة اقل ما يقال عنها صعبة لاني انتظرت كثيرا حتى استرد حقوقي ... ان رجال الاعمال في تونس بإمكانهم افادة هذا الوطن العزيز وهم شاعرون بجسامة المسؤولية ومستعدون للقيام بواجبهم كلا من موقعه وفي مجاله ولكني اؤكد اننا كنا نجهل الواقع المرير الذي تعيشه مجموعة من التونسيين فقد كانت الصورة التي تروج مختلفة تماما عن الصور التي نشاهدها الآن تقريبا يوميا ولكن لابد ان نفتح صفحة جديدة نقطع فيها مع الماضي بأشكاله ونمنح رؤوس الاموال واصحاب الاعمال الفرصة لتقديم يد المساعدة من خلال الاستثمار داخل الجهات ونرجئ محاسبتهم الى وقت لاحق فلا مفر من ذلك باعتبار ان ممتلكاتهم وارزاقهم في تونس فحتى في صورة الهروب الحل يكون في المصادرة وبالتالي فلنفكر في العمل والحلول الجادة في الوقت الراهن دون التفكير في اشياء اخرى اعتبرها صراحة ثانوية ولا تفيد اي طرف ... لقد كانت الجرأة مفقودة في الفترة السابقة ولا اخجل من الاعتراف بذلك ولم يتجرأ اي كان على مواجهة دكتاتورية بن علي ولكن حان الوقت لإصلاح ما يمكن اصلاحه خدمة لهذا الوطن...ولكن ما يقلقني ويؤلمني في نفس الوقت هو الاحساس بان الحكومة الحالية لا ترغب في التعويل على أبنائها رغم وجود الكفاءات والاطارات السامية التي يمكنها ان تساهم ولو بالقليل في تغيير الصورة القاتمة التي اصبحنا نحملها عن واقعنا المعيش. إن هذا البلد لم يبنه بن علي بل عول على الطاقات التونسية وهي من أسست لهذا البلد الجميل أتذكر جيدا انه في الخامس عشر من جانفي يوما فقط بعد الثورة كان التونسي باختلاف شريحته العمرية وجنسه ومكانته الاجتماعية يعمل على قدم وساق في مختلف المؤسسات ولم يتوقف لحظة عن اداء واجبه ليتواصل نسق الحياة كما عهدناه. ان هذا يعتبر مؤشرا ايجابيا ينم عن عقلية المواطن الايجابية ورغبته في العطاء والعمل ولكنه في نفس الوقت في حاجة الى شحذ الهمم والدعم واعتقد انه لا بد من الشراكة التونسية التونسية وهي في اعتقادي الحل الامثل لتجاوز هذه المشاكل التي برزت في الاونة الاخيرة بعد تفاقم البطالة وغلاء الاسعار وارتفاع نسبة الفقر ...ان التفكير في احداث المصانع ليس الحل الانجع لان مثل هذه المشاريع تتطلب كثيرا من الوقت في حين ان الوضع يستدعي الحلول العاجلة وعليه لابد من التركيز على المشاريع الصغيرة والفلاحة وغيرها من المشاريع التي بإمكانها ان تحد بسرعة من نسبة البطالة ... اني على استعداد لتقديم العون ولكن لابد ان نحس بان الدولة تشد على أيدينا خصوصا وان تونس تعج بأصحاب الافكار ورجال الاعمال الناجحين ويصل عددهم الى خمسة آلاف تقريبا ... كلمة الختام؟ أحلامي كثيرة ولكنها قريبة من الواقع وسهلة المنال اذا ما تضافرت الجهود وتوحدت الصفوف. اني احلم بأن أرى المنتخب التونسي في الأدوار الأولى بمختلف المسابقات القارية وأتمنى رؤيته في افضل المراتب وبطلا لإفريقيا خارج الديار حتى نعطي بذلك فكرة ناصعة عن الرياضة التونسية والمسؤولية هنا كبيرة ملقاة على عاتق وزارة الشباب والرياضة لوضع برنامج مدروس على المدى البعيد نحقق من خلاله كل هذه الاهداف والاحلام ... أتمنى كل الخير للنادي الرياضي الصفاقسي واحلم بان ارى الجميع يدا واحدة لمصلحة وحيدة هي مصلحة ال«س آس آس» واني متفائل خيرا بالمستقبل نظرا لوجود الكفاءات وايضا الاحباء الصادقين الذين بإمكانهم ان يفيدوا النادي... وفي الختام اريد ان اعرج على موضوع الوضع العام في تونس لأؤكد انه رغم كل المشاكل فان تونس بخير. لقد ارتفعت مداخيل مجمع العارم بشكل ملحوظ بعد الثورة وسارت الامور بالنسبة لي على احسن ما يرام وهذا مؤشر ايجابي يجعلنا نتفاءل خيرا بالمستقبل.