من المنتظر ان يتم خلال الساعات القادمة الإعلان عن التحوير الوزاري الذي أشار إليه رئيس الحكومة حمادي الجبالي وهو تحوير سيكون في إطار إدخال النجاعة الفنية على عمل الحكومة وإعطاء جرعات تنفس لبقية الوزراء باعتبار أن سهام النقد طالت العديد منهم نتيجة عدم قدرتهم على فض الاشكاليات وعدم تفاعلهم الإيجابي مع متطلبات حكومة في زمن الثورة لا سيما في اتخاذ القرارات وتلبية طلبات شعبية ملحة. وفي هذا المجال من المنتظر أن يغادر السيد حسين الديماسي وزير المالية الحالي نتيجة رغبة أبداها هو للخروج – منذ مدة- وكذلك لمساهمته الفعالة في تعطيل اتفاق الزيادات في الأجور في قطاع الوظيفة العمومية حيث أبدى رفضا قطعيا لأية زيادات مما جعله يصطدم عديد المرات بالنقابات – أصدقاء الأمس- ورفض إمضاء اتفاقات مما تسبب في عدة إضرابات كان من الممكن تلافيها . وسيكون السيد رياض بالطيب وزير الاستثمار والتعاون الدولي من الوزراء الذين من الممكن إعفاؤهم نتيجة عدم وضوح الرؤية بخصوص الاستثمارات الخارجية وتراجع تصنيف تونس الإنمائي بسبب سوء التعامل مع وكالات الإنماء التي قدمت إلى تونس . وستكون وزيرة البيئة السيدة مامية البنّا من الوزيرات المهددات بالخروج من الحكومة لعدة أسباب تخص تراجع البيئة السليمة في البلاد كما يتم الحديث عن خروج محتمل للسيد سليم بن حميدان من وزارة أملاك الدولة لعدم القدرة على استرجاع الأملاك المنهوبة وعدم تسوية ملف الأملاك المصادرة كما قد يتمّ الاستغناء عن كل من السادة عبد اللطيف عبيد وزير التربية نتيجة ما وقع في امتحانات الباكالوريا ومحمد الأمين الشخاري وزير الصناعة بسبب الاشكاليات الحاصلة مع عدد من الملفات إضافة إلى الإشكاليات المتعلقة بإبنه المحال على القضاء لاعتدائه على طالبة كما قد يغادر السيد المنصف بن سالم وزارة التعليم العالي بحثا عن النجاعة نتيجة التوترات الحاصلة بينه وبقية الأسرة الجامعية . كما سيكون السيد عبد الوهاب معطر وزير التشغيل من الوزراء المعنيين بالإقالة نتيجة غياب النتائج لحد الآن داخل وزارته والتوتر المتواصل مع العاطلين عن العمل ومع النقابات إضافة إلى فشل الندوة الوطنية للتشغيل . وقد تتوجه رئاسة الحكومة إلى اختيار وزراء من التكنوقراط لإكمال مشوار التسيير الوزاري قبل الوصول إلى الانتخابات والانتهاء من كتابة الدستور، لكن هل تنجح هذه التغييرات في إضفاء النجاعة على عمل الحكومة أم ستواصل في تذبذب اختياراتها مما قد يجدد الاحتجاجات على أدائها.