أكد الشاذلي العياري الذي عينته رئاسة الجمهورية لتولي منصب محافظ البنك المركزي التونسي خلفا لمصطفى كمال النابلي، أنه فوجئ وصدم ، مثل بقية النواب، بوثيقة القرار الجمهوري التي تتضمن قرارا بتعيينه. وقال العياري ل«التونسية»: «تلقيت دعوة ملحة من السيد مصطفى بن جعفر لحضور جلسة المجلس الوطني التأسيسي التي خصصت لمناقشة القرار الجمهوري لتعيين المحافظ الجديد للبنك المركزي وبعد أن تم التنسيق مع رؤساء الكتل طلب مني إلقاء كلمة حول الخطوط والتوجهات العامة في السياسة النقدية خلال الفترة المقبلة.» وعبر العياري عن استيائه من هذه الوثيقة قائلا « كانت تحمل أخطاء كثيرة أبرزها أنها تحمل تعيينا وليس مشروع قرار وهو أمر غير جائز لأن الكلمة الاخيرة للمجلس التأسيسي، كما أن تاريخ الوثيقة أثبت ان البنك المركزي، خلال الفترة الماضية، كان على رأسه محافظون وليس محافظ واحد.» وأضاف العياري أن تراكم الاخطاء الادارية والاخلالات الاجرائية جعل النواب يردون الفعل بتلك الطريقة العنيفة لكن هذا الأمر لا يبرر ردة فعلهم غير الحضارية. وأكد العياري أنه سيعمل على المحافظة على استقلالية البنك المركزي وأنه سيتم فتح جميع الملفات إن تمت الموافقة على تعيينه موضحا أن الاستقلالية في المجال الاقتصادي لا تعني احتكار السلطة بل على العكس يجب على جميع السلط التحاور والتشاور بشيء من التحفظ لا أن تكون كل المسائل على قارعة الطريق. ورفض العياري تقييم آداء النابلي خلال الفترة الماضية قائلا: «سمعت خطاب النابلي في التأسيسي بكل تمعن لكنّي امتنع عن التعليق الى حين دخولي الى البنك ( ان تم ذلك) قصد الوقوف على حقيقة الأمر». غير أن العياري أشاد بمحافظ البنك المركزي السابق مؤكدا أنه رجل اقتصاد بامتياز وهو يكن له كل التقدير والاحترام مشيرا إلى أنه كان من أفضل طلابه في الجامعة وهو من أرسله الى أمريكا لإتمام دراساته العليا.