كشفت النتائج الأولية للدراسة المتعلقة بتأثير تعصير القطاع التجاري على سلوك المستهلك، والتي قام بها مؤخرا المعهد الوطني للاستهلاك شملت 1500 أسرة من إقليمتونس الكبرى ينتمون إلى شرائح اجتماعية مختلفة أن ٪58 من المستجوبين يقتنون حاجياتهم من المساحات التجارية الكبرى والمتوسطة في حين لا يرتاد ٪24 من العينة هذه الفضاءات لأسباب متعددة من أهمها عدم امتلاك وسائل نقل وتفضيل التجارة الصغرى. وتتصدر الأسعار والجودة وتجمع المحلات وتنوع البضائع في نفس الفضاء قائمة الأسباب المشجعة لارتياد الفضاءات الكبرى حسب الدراسة إذ يرتاد ٪24.7 من المستجوبين هذه الفضاءات بسبب مستوى الأسعار الذي يعتبر معقولا أو مناسبا و٪20.4 بسبب جودة البضائع وسلامتها و٪23 بسبب تجميع المشتريات وتنوع العرض. في حين يرى ٪47.1 من مرتادي المغازات الكبرى أن هذه الفضاءات ساهمت في الترفيع من نفقاتهم ويرى ٪52.9 أنها لم تؤثر عليها. وأفرزت هذه الدراسة أن المواد الغذائية من أهم المواد التي يتم اقتناؤها من المساحات الكبرى بنسبة ٪51 والملابس والأحذية ٪27 ومواد التنظيف ٪47 والتجهيزات الكهرومنزلية ٪43 والتجهيزات الإعلامية ٪39 وهو ما يدلّ على تواصل إقبال المستهلك على التجارة الصغرى والتجارة المختصة التي تعتبر قادرة على منافسة التجارة الكبرى. وفي ما يتعلق بالنفقات الإضافية التي ساهمت فيها المغازات الكبرى شمل الترفيع المواد الغذائية بنسبة ٪20 واللباس بنسبة ٪14 والتجهيزات المنزلية بنسبة ٪26 والتجهيزات الإعلامية بنسبة ٪21 ومواد التنظيف ٪20 ومواد الصحة الجسدية ٪22. أما بالنسبة إلى سلوك المستهلك فقد أكدت الدراسة أن ٪70.3 من المستجوبين يعدون مسبقا قائمات لشراءاتهم ويُحدّد ٪58.3 منهم سقفا للنفقات بينما يضطر ٪76.6 إلى اقتناء حاجيات لم يكونوا بحاجة إليها وأن أسباب اقتنائهم لهذه المواد يعود إلى انخفاض الأسعار أو إلحاح الأطفال أو لتلبية رغبة ملحة أو تحت تأثير الإشهار التجاري . وقد خلصت الدراسة إلى جملة من الاستنتاجات أهمها أن ٪42 من المستجوبين لا يرتادون المساحات التجارية الكبرى وهو ما يدل على أن التجارة الصغرى ما زالت تحافظ على مكاسبها المرتبطة خاصة بأوقات العمل والقرب من المستهلك ونوعية الخدمات المسداة والعادات الشرائية.