فاجأ رضا بلحاج الناطق الرسمي ل «حزب التحرير»، في حواره التلفزي مع نوفل الورتاني، في برنامج «لاباس» الجميع بوضوح كلامه وحِدَّته خاصة في ردوده على مواقف الشيخ راشد الغنوشي ولطفي زيتون من حزب التحرير. ففي رده على تصريح الغنوشي ل «الجزيرة نات» «أنا نقيض فكرهِ (حزب التحرير)، أين كانوا زمن المخلوع ؟، إنهم مشبوهون ويسيئون للإسلام»، قال بلحاج في الفصل الأول العام من إجابته حرفيا «الاختلاف يكون بين فقيه وفقيه وليس بين زنديق مارق عن الدين وفقيه وهناك اختلافات داخل المنظومة الإسلامية ستظل الى يوم الدين.» ولا نعرف المقصود مباشرة بهذا الموقف مع أن السؤال كان مباشِرا عن الغنوشي؟. أمّا في الفصل الثاني الخاص من الإجابة، فقد كان بلحاج أوضح في كلامه قائلا أن موقف الغنوشي كان نشازا حتى داخل حركة «النهضة» واعْتُبِرَ شاذا ومقرِفا. مضيفا أن حزب التحرير لم يهادن أبدا أي نظام لكن الغنوشي ولرغبته في التموقع، يبحث عن ترضية الغرب مع أن الإسلام هو الإسلام وليس فيه أنواع كمفهوم الإسلام «لايت» الذي يروّجون له الآن. وفي رده على تصريح لطفي زيتون القائل بأن حزب التحرير قدّم تنازلات لاحترام مدنية الدولة من أجل الحصول على الترخيص، تحدّى بلحاج أيّا كان أن يثبت ذلك، مشيرا إلى أن التنقيحات المطلوبة كانت ذات صبغة شكلية إدارية بحتة، كما ذكّر برفض الحزب لورقة الترخيص بالطريقة التي اقترحها المرزوقي والغنوشي وهي « نعطيهم الترخيص ثم نرى». و استطرد في القول أن ما أعاده من لندن هو ما جعله اليوم قادرا على الكلام. والذي يتحدث بهيبة وذمة الدولة «أذكّره بأنني أتكلم الآن في ذمة الثورة». و عن مشاركة الحزب في الانتخابات، أكّد بلحاج أنه لا يتصوّر مطلقا أن يضع يديه على القرآن (كما يفعلون الآن) ليقسم على الحكم بغير القرآن في إشارة للقوانين الوضعية. وعن موقفه من الراهن السياسي، أضاف بلحاج للوصف الذي قاله البارودي «جمهورية الموز» قائلا «بل هي جمهورية الهندي!». الأكيد أن هذه التصريحات للناطق الرسمي لحزب التحرير لن تمرّ دون تبعات هائلة خاصة في علاقة الحزب بحركة «النهضة».