سوق الحوت درة مدينة صفاقس ورمز أرض ارتبط تاريخها بالمراكب والسفن والصيد الوفير.والحوت يمثل طبقا أساسيا على مائدة الصفاقسي.وحتى من لم يجد في جيبه مالا فلا بد له ان يعبر سوق الحوت حتى يملأ انفه ورئتيه من رائحة السمك العبور من «سوق الحوت» اصبح عادة متأصلة في اجندة الصفاقسي فما بالك في شهر رمضان الكريم حيث يصبح للسمك مذاق آخر وطعم آخر و يصبح له سلطان له على الأفئدة ولا تخلو منه مائدة و ثلاجة.و كما ان لكل مدينة هوسها وعاداتها في شهر رمضان فإن للعائلة الصفاقسية ولع «بالحوت المالح» و«الشرمولة». وهي العادة الصفاقسية ليوم عيد الفطر المبارك وتبعا لذلك لا يقتصر سوق السمك وخاصة في النصف الثاني من شهر رمضان على بيع السمك الطازج فقط وانما سيتصل ايضا بيع الأسماك المجمدة المعدة للتمليح. ومن أجل مد القارئ بما يتصل بالاستعداد لبيع الحوت المالح وما يشهده من كثرة اقبال ومن اجواء تضفيه عليها حناجر «الدلالة» الذين يقومون ببيع الاسماك المملحة بالمزاد و«كل قدير وقدرو فاتجهنا الى سوق السمك بصفاقس حيث التقينا بنورالدين مطيبع وهو تاجر أسماك فقال لنا ان الحوت المستورد لم يوزع بعد فهو عادة ما يروج في النصف الثاني من شهر رمضان اما الموجود الآن فهو سمك بلدي من جرجيسوصفاقس.وهو متوفر في هذه الفترة بكميات محدودة. وحتى الاسماك المثلجة فهي منتوج تونسي. و«الحوت المالح» عادة أصيلة منذ القدم كما توفر من مصاريفها لتشتري كبش عيد الاضحى فهي كذلك توفر العائلة الصفاقسية وتدخر بعض المال لتشتري الحوت المالح والطريقة الصحية والسليمة هي شراء الحوت البلدي وتقوم بتمليحه بمفردك في المنزل والأنواع التي يتم استهلاكها هي: مناني أبيض (30 د كغ)- مناني أحمر(25 د كغ) -مناني ذيب (22 د كغ) مناني حلوف(18 د كغ) الشلبوط (20-25 د كغ) الفأر (12-15 د كغ) القاروص (30-40 د كغ) البوري (20-25 د كغ) الأحناش (25-35 د كغ). حدثنا نور الدين المطيبع «إن أسعار السمك ترتفع في رمضان لأن العرض قليل والطلب يتضاعف وهناك إقبال على الشراء خاصة ( الفأر) لنوعية لحمه وعدم ارتفاع ثمنه مقارنة بأسماك أخرى. البيع الموازي فظاهرة تفشت بكثافة منذ الثورة أضرت بتجارة السمك لأنها بقيت دون رقابة ومتابعة من الاطار الصحي فهناك من هو بحار وتكون سلعته «بلدية» وهناك من يشتري الحوت المثلج المستورد و يبيعه على انه بلدي لذلك يجب على المواطن أن يكون واعيا ويشتري من اصحاب الطاولات المعترف بهم حتى لا يقع في مكروه ويضر بنفسه صحيا وماديا». ويضيف محدثنا: «جرت العادة في السنوات الفارطة ان تتم مراقبة الحوت من طرف فريق طبي ( طبيب من الصحة ومساعدين ) وفريق من البلدية (3 اعوان) وذلك في الميناء ثم تكون هناك مراقبة اخرى في السوق.لم تكن طرق دخول الحوت المالح مراقبة في السنة السابقة لكن هناك بوادر ومؤشرات تحسن هذه السنة وعادة ما نستورد الحوت المجمد من موريتانيا وسلطنة عمان وليبيا واليمن والمغرب اي الدول التي يقترب معدل صرف عملتها من الدينار التونسي الا حوت «الباكالاو» فيتم استيراده من النرويج».