تميزت المدينة العربي بطابع تقليدي ابدع البناؤون في ترصيفه مستعملين «القالب» أو الآجر المحلي المصنوع من الطين ولاعداد «القالب» تم تركيز بعض الافران داخل الواحات حيث يقع في البداية خلط الطين ويوضع في حوض لمدة 24 ساعة ليكتمل ويصبح على شكل عجينة ثم يوضع في قوالب صغيرة من الخشب في اشكال هندسية ويرش. القالب بالرماد حتى تجف العجينة ثم توضع بعد ذلك في الكوشة اي الفرن الذي يحتوي على 30 الف «قالبة» علما بأن الكوشة تبنى في شكل اسطواني توضع في اسفلها فواضل النخيل من «جريد يابس» ضلاع وهو ساق الجريدة وجذوع النخل الميت» وتبقى النار موقدة في الكوشة لمدة ليلة كاملة حتى ينضج القالب فيصبح لونه احمر وهو مطلوب للزينة والزخرفة فالقالبة الحمراء تستعمل لتشكيل لوحات هندسية تتخلل القالب الأصفر المائل الى البياض الناتج عن وجود مادة الجير في تركيبة. القالب» ويستعمل القالب عادة في تغليف الجدران التي يصل عرضها بين 50 و80صم وهي طريقة الأجداد لمنع تسلل البرد شتاءا وارتفاع درجة الحرارة صيفا فيساهم القالب بذلك في تعديل الحرارة المرتفعة فيصبح المسكن مكيفا ورغم اندثار هذا الطابع المعماري في أكثر من الأحياء وخاصة الجديدة منها فإن المدينة العربي وبفضل تدخلات لجنة صيانة المدينة وبلدية المكان ومندوبية السياحة مازالت تحافظ على طابعها التقليدي وقد تفنن البناؤون في ترصيفه في أشكال هندسية وقد اثبتت التجارب ان حائطا من القالب بعرض 14 صم يستطيع مقاومة حريق مدة ساعتين في حين لا يستطيع حائط من الاسمنت وبنفس السمك ان يصمد اكثر من ساعة وهذا يعود الى طريقة اعداد القالب والمادة الاولية التي صنع منها والتي تتلاءم مع الظروف المناخية بالمنطقة مع العلم وأن عديد المواطنين خيروا نقل «القالب» النفطي الى حيث يقطنون بالشمال والساحل والوسط حتى خارج الحدود لزخرفة واجهات محلاتهم هذا ما أسر لنا به احد أصحاب أفران اعداد القالب. كما تستعد المدينة لإعادة فتح مدرسة الفن المعماري والمحافظة على التراث لتكوين الطلبة في قطاعات الصناعات التقليدية والمنتوجات الحرفية والبناء التقليدي وتطوير انتاج الآجر. والأكيد أنه بعودة الروح للمدرسة ستتحقق الاهداف التي بعث من اجلها مشروع احياء مدن الواحات وقد علمنا أنّ اتفاقية درست بين جامعة قرطاج وجامعة قفصة لتفعيل المشروع وفتح أبوابه للطلبة من خلال تربصات في مختلف الاختصاصات.