توزر 13 مارس 2010 (وات)- تعتبر صناعة الآجر المعبأ الذي تختص بانتاجه منطقة الجريد من اقدم الحرف التقليدية التي حافظ عليها متساكنو الجهة مستغلين في ذلك وفرة الطين الأحمر كمادة أولية لصنعه. ويسمى الاجر التقليدي بالجريد ايضا ب"القالب" لسهولة تشكله الى قوالب صغيرة لا يتعدى وزن الواحدة منها 730 غرام. وتعمل الجهات المعنية على تثمين هذه الخصوصية المعمارية التي توارثتها الاجيال بالجهة وتوظيفها سياحيا. وقد ساهمت الظروف المناخية في اختيار اهل الجريد استغلال الآجر المعبأ في تغليف الجدران المبنية من الطوب وحمايتها اضافة الى اعتماده كأساس لنمط البناء، حيث يساعد "القالب" على عزل الحرارة بفضل لونه الأصفر المائل الى الابيض والمتناغم مع المكونات الطبيعية للجريد خصوصا النخيل والرمال. وتطور استعمال الآجر المعبأ ليصبح وسيلة تعبير وجداني من خلال تشكيل لوحات فنية بديعة، حيث تعتمده الهندسة المعمارية الخاصة بالجهة لتأصيل الزخارف الفنية النادرة على الجدران والواجهات. وتستقطب صناعة الاجر المحلي حاليا 56 حرفيا بمدينة توزر اضافة الى حرفيي مدينة نفطة. ويقدر حجم الانتاج الجهوي ب 560 ألف قطعة في الشهر يتم تصنيعها ب25 ورشة مختصة في خلط الطين ووضعه في القوالب وتجفيفه بالأفران. ويحرص الحرفيون على الحفاظ على الطرق التقليدية لصنع الآجر باعتبار فوائدها البيئية والجمالية إذ يتم خلط الطين الأحمر مع الطين الأبيض للحصول على عجين يوضع بعد ذلك في القالب ويتم تجفيفه في الهواء الطلق لمدة عشرة أيام في فصل الشتاء ويومين فقط خلال فصل الصيف. ويتم في المرحلة الأخيرة تجفيف "القالب" في فرن مخصص تبلغ طاقة استيعابه ما بين 10 و25 ألف قطعة. وتتميز زخارف الأجر التي يختارها العاملون في قطاع البناء بالجريد حسب المساحة الهندسية المخصصة لها، بتنوعها ما بين أطر للنوافذ والأبواب ولوحات منفردة على الواجهات او في شكل زرابي بمداخل المنازل والمباني.