ينفذها: رأس الحربة قد يبدو سؤال العنوان غامضا ولربما (كما يقول النهدي) يتقصّد التهكم والحال أنه لا يعني هذا أو ذاك.. وقبل الشرح والتوضيح سنحاول الإجابة عن سؤال افتراضي حول مواصفات البطل ومدى تأقلمه مع لَبُوس البطولة.. عادة، لا تؤول البطولات إلا إلى مستحقيها ممن بذلوا العرق والأرق ودفعوا من صحتهم وراحتهم وضحوا بمباهج الحياة المغرية، لذلك يحظى الأبطال بتقدير من حولهم اعترافا لهم بالتضحيات التي قدموها. ولأن الأمر على تلك الدرجة من العسر، فإن المضي على درب البطولات أعسر.. لذلك يحرص الأبطال الحقيقيون على مواصلة الجهد بل مضاعفته للحفاظ على المنجز فيما يعمد الأشباه إلى الاكتفاء بما تحقق والجلوس على ربوة الأوهام التي تزين لهم الاسترخاء والاستسلام.. وهذا يوصلنا إلى مربط الفرس أي لُب «الضربة» وأعني أبطالنا في الرياضات الجماعية وخاصة في كرة السلة وكرة اليد. لقد حققت السلة التونسية قفزة كبرى على سلم القيم الإفريقية بتتويجها بالتاج القاري، في حين أكدت نخبة كرة اليد سيطرتها على نخَب القارة السمراء.. هذان الإنجازان ساهما في نمو المزيد من الثقة في النفس وزرع التفاؤل بيننا بقدرة أبنائنا على الصمود في مبارزة نُخب العالم في الألعاب الأولمبية.. ولكن خابت الآمال واندثرت الأحلام. إننا لم نكن نحلم بالمعجزات أو هزم عمالقة العالم الذين سبقونا وبسطوا نفوذهم منذ عشرات السنين، ولكننا صُدمنا بهزال ما قدمه اللاعبون ضد منافسيهم الذين لا يفوقنا بعضهم إلا بالعزيمة والاندفاع وحب الانتصار.. ولئن نجد بعض الأعذار لمنتخب السلة الذي يبقى قادرا على التطور والتحسن، فإن منتخب كرة اليد شكل فعلا الصفحة السوداء لمشاركتنا في لندن. لقد بدا واضحا أن المدرب آلان بورت لم يدرك أن جيل حمام وتاج وحتى مقنم شارف على النهاية بعد أن حقق انجازات عديدة وأن طبيعة المرحلة تقتضي المجازفة وتمكين الجيل الشاب من فرص المشاركة، وقد أثبتت التجربة أن في شباننا من لا يقل شأنا عن الأسلاف. لقد خيب أبطال إفريقيا آمالنا وفي الآن أعطوا العالم صورة مشوهة عن قدرات أبناء القارة مؤكدين انتماء الرياضة الإفريقية إلى العالم.. العاشر.. وهذه نكسة حقيقية للكرة الإفريقية بعد أن حققت كرة القدم في قارتنا نجاحات كبرى بوّأتها مكانة خاصة على مستويي بطولة العالم والألعاب الأولمبية. لقد فزنا ببطولات «مغشوشة»- وأقصد الجانب الفني فقط لا غير- تحققت على حساب منتخبات متواضعة الامكانيات- بحكم خضوعها لعمليات تجديد أو انسحاب البعض الآخر منها.. صفعات موجعة لصفحة يجب طيّها مع توضيح أولوياتنا في اختياراتنا وطرق الاعداد والتكوين.. والنظر في مرآة واقعنا لنقدّر موقعنا.. وغدا ألاقيكم وأشد على أياديكم..