عقدت اليوم جمعية "احباء قدماء الزيتونة" و "الجمعية الوسطية للتوعية و الإصلاح" بدار الجمعيات القرانية قرب جامع الزيتونة بالقصبة للتحسيس بأهمية إعادة التدريس في جامع الزيتونة و فوائده و تقديم لمحة تاريخية عن الجامع و اهم رموزه , و انطلقت تحت شعار " ندعم اعادة التعليم الاصلي بجامع الزيتونة " و " اثبت التاريخ ان ملوك أوروبا و امراءها كانوا يدرسون بالزيتونة " . و اشرف على الندوة الشيخ " محمد بالحاج عمر " رئيس احباء قدماء الزيتونة و الشيخ "عادل العلمي" رئيس الجمعية الوسطية للتوعية و الإصلاح و عضو المجلس الوطني التاسيسي " فرج بالحاج عمر " . اكد العلمي خلال مداخلته ان جامع الزيتونة هو صمام امان الهوية الاسلامية و الخصوصية التونسية لشعبنا موضحا ان جامع الزيتونة اكبر من تونس و فسر ذلك بان علماءه دخلوا البلدان الأوروبية و غزوا افريقيا و اثروا في هذه الدول بفضل علمهم و فكرهم المستنير , مبينا ان المشرفين على جامعة القرويين الدينية بمدينة فاس المغربية اضافة الى أعضاء من جامع الأزهر الشريف هم أبناء جامع الزيتونة المعمور. و ابرز العلمي ان جامع الزيتونة تم تشييده منذ ما يزيد عن 14 قرنا و قال : " ان الذين يدعون الى انشاء مدارس في تونس لا مستقبل لهم , و الافضلية تبقى لجامع الزيتونة المعمور " مضيفا " ان الزيتونة مثل الذهب مقارنة بالمعادن الاخرى " . كما شدد العلمي على ضرورة التمسك بخصوصياتنا التونسية قائلا : " تونس كالزيتونة لا شرقية و لا غربية و لها خصووصياتها و مميزاتها و تراثها الحافل بالانجازات ". و طالب جميع المتدخلين بضرورة التعجيل باعادة التعليم الزيتوني نظرا لما يكتسيه من اهمية بالغة خاصة من ناحية تكوين الكوادر و الاطارات الفقه الاسلامي و علماء الدين و في هذا الاطار اوضح العلمي ان هناك تخاذلا كبيرا بخصوص اعادة التعليم الزيتوني و اشتكى من سياسة المماطلة التي تنتهجها بعض الاطراف حيال هذا الامر و نبه الى خطورة هذه المسالة قائلا : " انحرف المسار عن السكة الصحيحة و الوضعية غير مقبولة" و حث الجميع على التدخل السريع وفق ما تقتضيه مسؤولياتهم امام ربه للتعجيل بعودة التعليم الزيتوني قائلا : " قبل الثورة كنا نقول ان بن علي قمعنا و شتتنا اما اليوم و بعد هذا الفتح العظيم ماذا سنقول لرب العالمين حيال هذا الموضوع " و انتابته نوبة من البكاء شديدة . و في سياق اخر قال العلمي عن مسالة فرض الدين الاسلامي بالقوة و العنف قائلا : " لن نقبل بفكرة فرض الاسلام بالحديد و النار " و اقترح ان يتحلى المسلم بروح الاخلاص و الوفاء و الصدق لإرضاء رب العالمين . تهميش الزيتونة و من جانبه اوضح الشيخ محمد بالحاج عمر ان جامع الزيتونة شهد فترات انتكاسة و تحديدا بعد الاستقلال حيث عملت الانظمة السابقة على تهميش دوره و استبداله بمؤسسات تعليمية اخرى اقل اهمية و نجاعة منه . و انتقد الحاضرون طريقة تعامل "حسين العبيدي" امام جامع الزيتونة السابق مع الايمة و المشايخ الذي طالت يداه حتى وزير الشؤون الدينية, و بينوا ان العبيدي كان يريد ان يحتكر كل الوظائف و ان يشرف على كل الملتقيات .