مازالت تداعيات المداهمة التي شنتها فرقة الأبحاث الديوانية مؤخرا على مقرّ شركة «كاكتوس برود» بالبحيرة وعلى استوديوهاتها بأوتيك وكذلك الزيارات التي أجريت على مكاتب إدارات بعض المستشهرين المتعاملين مع «كاكتوس برود» تثير الكثير من الجدل والحيرة والتساؤلات خصوصا وأنّ هذه المداهمات تمّت في زمن يعرف بذروة المنافسة التلفزية حول نسب المشاهدة وحصص الإشهار... «التونسية» بحثت في القضية وتمكنت من الحصول على عديد المعطيات الموضوعية والشهادات التي نسوقها عبر هذا التحقيق... التحريّات هي موضوع محضر أبحاث عدد 334 من سنة 2011 والتي تمت مباشرتها على اثر احالة الوزارة الاولى تبعا لمحضر جلسة العمل الوزارية المنعقدة بتاريخ 15 جويلية 2011 والقاضية بالنظر في الوضعية القمرقية لمؤسسة كاكتوس وقد تبين أن مؤسسة «كاكتوس برود» تتولى إنتاج برامج تلفزية وتسوقها لدى مؤسسة «رامبو ميديا تونيزيا» وهي مؤسسة غير مقيمة مقرّها كائن ب2915 شارع أوغلي تاون رود 1585 نيويورك 19713 الولاياتالمتحدةالأمريكية ويتمثل نشاطها في إسداء خدمات اتصالات. رامبو ميديا تونيزيا تتولى بث هذه البرامج على القناة الفضائية «التونسية» الراجعة لها بالنظر وهي قناة تبّث من الخارج. وجاء في محضر البحث أنّ «رامبو ميديا تونيزيا» تخصّص مساحات إشهارية لفائدة شركة «كاكتوس برود» التي تستغلها لتمرير ومضات اشهارية لمنتوجات تونسية على تلك القناة الأجنبية التي تحمل اسما تجاريا بعنوان «التونسية» وعليه تصبح «كاكتوس برود» مدعوة إلى الاستظهار بعائدات عمليات بيوعاتها من البرامج التلفزية والإشهارية بالعملة الصعبة وهو ما لم تنجزه كما انها لم تتقدم بما يثبت تسوية وضعيتها الصرفية. وقد أفادت التحريات التي أنجزتها فرقة الأبحاث الديوانية أن مؤسسة كاكتوس برود مازالت تسوّق منتوجاتها لنفس الحريف المشار إليه ولمزيد التحرّي في العمليات المنجزة بين المؤسستين وتحديد أرقام المعاملات بينهما وعملا بمقتضيات الفصل 62 من مجلة الديوانة الذي ينصّ على أنه يمكن لأعوان الديوانة الذين لهم صفة الضابطة العدلية ان يطالبوا في نطاق وظائفهم بالاطلاع على جميع الدفاتر والوثائق والمستندات المتعلقة بالعمليات التي تخصّ مجال عملهم لدى كلّ الأشخاص الطبيعيين والمعنويين المعنيين بصفة مباشرة أو غير مباشرة بعمليات منتظمة أو غير منتظمة داخلة في مشمولات نظر إدارة الديوانة تقرّر إجراء مراقبة معمّقة لحسابات هذه المؤسسة وذلك بالاطلاع على وثائق المحاسبة التي تخصّ نشاطها وكذلك مراقبة أنشطة حسابات أنشطة المؤسسات التي تتداخل في نشاطها,وقد تمّ التنسيق في الغرض بين إدارة الأبحاث الديوانية وإدارة الحرس الديواني لتكوين فرق عمل مشتركة عهدت لها بمراقبة نشاط هذه المؤسسات حيث تمّ تعيين فرق عمل تولّت انجاز هذه المهمة. وحيث أن القنوات التلفزية «التونسية» يفترض أن تكون مستغلة من طرف شركات تونسية الجنسية مقيمة صرفيا ومتحصلة على ترخيص نهائي أو مبدئي لاستغلال قناة تلفزية كما انه من المعلوم أن الشركة المستغلة لترددات قناة التونسية تسمية وليس قانونا ليست متحصلة على ترخيص نهائي ولا مبدئي لاستغلال قناة تلفزية إذ هي إمّا شركة أجنبية و إما شركة غير مقيمة والملاحظ أن 100 في المائة من الومضات الإشهارية التي يتم تمريرها على شاشة قناة التونسية تتعلق ببضائع وخدمات يتمّ إنتاجها محليا على أن يتم خلاصها بحكم استغلالها من طرف قناة أجنبية بالعملة الصعبة وتأسيسا على ذلك فان المستشهرين التونسيين ووكالات الإشهار التي تمثلهم مطالبون بالاستظهار برخصة تحويل من البنك المركزي لأن الدفع مقابل فواتير أو عقود الإشهار بالعملة الصعبة أو بالدينار القابل للتحويل يبقى خاضعا وجوبا لترخيص مسبق من البنك المركزي. هذه بعض المآخذ التي جاءت في تحريّات فرقة الأبحاث الديوانية التي تعرّضت كذلك إلى موضوع «القلابس» التي يقع استغلالها عبر شركة «كاكتوس برود» والتي تقول بعض المصادر أنه لم يقع توريدها حسب ما يقتضيه القانون أي أنّه وقع إدخالها على خلاف الصيغ القانونية...» و أفادت نفس المصادر أن شركة «رامبو ميديا تونيزيا» هي على ملك المدعو باسكال بيرو وقد يكون سامي الفهري شريكا له في هذه المؤسسة باعتباره صاحب ملكية الاسم التجاري لقناة التونسية. المآخذ التي يمكن أن يلام عليها المتصرف القضائي الذي يتولى تسيير الشركة المذكورة إن ثبتت هي عدم الاستظهار بما يفيد خلاص المعاليم الديوانية عند توريد «القلابس», وتوّلي شركة «كاكتوس برود» التعاقد كوكالة إشهار مع مستشهرين وشراء مساحات إشهاريّة من قناة أجنبية لفائدة منتوجات تونسيّة دون الاستظهار بما يفيد حصولها على رخصة لممارسة نشاط الاشهار و إذن من البنك المركزي لتحويل أموال إلى شركة «رامبو ميديا تونيزيا» مقابل شراء مساحات إشهارية . وحتى إن ثبت بأن تنظيم عمليّة بيع و شراء المساحات الإشهارية بين «كاكتوس برود» ورامبو ميديا تونيزيا يتم عبر «التقاصص» في الديون أي أن شركة رامبو ميديا التي تدير قناة التونسية تتولى خلاص بعض مستحقاتها من خلال بثّ الومضات الاشهارية مقابل حصولها على انتاجات صالحة للبثّ من انتاج كاكتوس برود فهو تعامل إن ثبت مخالف للقانون... وقد تبيّن أن المنتوج التلفزي المسوّق من طرف «كاكتوس برود» إلى شركة رامبو ميديا تونيزيا تمثّل في الانتاجات التالية : برنامج «رفعت الجلسة» ومسلسل «مكتوب» وسلسلة «بنت ولد» و«شبيك لبيك» وبرنامج «عندي ما نقلك» وجميعها من انتاج شركة سامواري برود لسامي الفهري وسلسلة «لاباس» من انتاج «نوت فاوند» لنوفل الورتاني وسلسلة «التمساح» من انتاج «في برود» لمعزّ بن غربية «التونسية» حاولت تناول آراء جميع المحيطين بالقضيّة وكشف مدى صحّة الاتهامات التي كانت وراء الهجوم «الديواني» على مؤسسة «كاكتوس برود». المتصرفة القضائية إلهام الترجمان: لا أملك الصفة للادلاء بأية توضيحات المتصرفة القضائية إلهام الترجمان الممسكة بمقاليد تسيير مؤسسة كاكتوس رفضت حين اتصلنا بها الخوض في الموضوع وامتنعت عن مدّنا بأية توضيحات معتبرة على لسانها أنها لا تملك الصفة للإدلاء بأية معلومات تتعلّق بما يحدث داخل الشركة... سامي الفهري: معاملاتنا قانونية وأثبتوا العكس الطرف الرئيسي في هذا الموضوع سامي الفهري شدّد على أن كلّ العقود التي أبرمتها شركة «كاكتوس» تمتّ عن طريق المتصرف القضائي وبإذن من القاضي المراقب مضيفا أن كل المعاملات المالية وغير المالية الراجعة بالنظر إلى الشركة قانونية مائة بالمائة.وفي ما يتعلّق بشركة الإنتاج «رامبو ميديا تونيزيا» ذكر الفهري انه لكّل شركة اسم تجاري واسم قانوني وفي ملف الحال فان «التونسية» هي الاسم التجاري بينما «رامبو» هو الاسم القانوني... بالنسبة لكل اللغط الذي يحوم حول موضوع القلابس أكّد سامي الفهري أن ما يروج حول توريد القلابس على خلاف الصيغ القانونية لا أساس له من الصحّة وان القلابس دخلت التراب التونسي بطريقة قانونية وأَضاف سامي بأنه يرفض الدخول في بعض الجزئيات والتفاصيل مكتفيا بالقول إن معاملات «كاكتوس» سليمة وقانونية داعيا المدّعين إلى إثبات العكس. معزّ بن غربية: أتعامل مع «كاكتوس» بمقتضى إذن قضائي أمّا معزّ بن غربية صاحب شركة الإنتاج «في برود» والذي ينتج حصّة «التمساح» التي تبثّ على قناة التونسية منذ بداية شهر رمضان فأفادنا بأنه يتعامل مع شركة «كاكتوس» بمقتضى أمر قضائي صادر عن قاضي مراقب مضيفا أنه غير معني بغير الأمر الذي بحوزته والمسلّم من طرف القاضي المراقب بعنوان قبول شراء حلقات السلسلة الهزلية «التمساح». نوفل الورتاني : أرفض التعليق يقول نوفل الورتاني صاحب شركة الإنتاج «نوت فاوند» التي تنتج برنامج «لاباس» الذي يبثّ كذلك على قناة «التونسية» إنه يتعامل مع شركة «كاكتوس» في إطار قانوني بحت... وقد رفض الخوض أكثر في هذا الموضوع واكتفى بالقول انه يعتقد أن «كاكتوس» ما كانت ستعود لبثّ حصّة «القلابس» إذا كانت وضعيتها غير قانونية مضيفا أنه يرفض التعليق على ما جاء في محضر تحريّات فرقة الأبحاث الديوانية...