اعتلت ليلة اول أمس الفنانة السورية أصالة نصري مسرح قرطاج رغم الحملات الفيس بوك التي شنت ضدها قبل أيام من موعد الحفل. حملات هددت فيها مجموعة غير معروفة من الشباب التونسي الفنانة اصالة نصري بالقتل ومقاطعة حفلاتها على اثر موقفها من النظام السوري والاحداث الساخنة في العالم العربي. افتتحت السهرة في حدود الحادية عشر ليلا وكان الحضور الجماهيري محترما وغنت الفنانة وجابت أركان الركح وأثبتت للجميع أنها «ياجبل مايهزك ريح». انبعثت موسيقى اغنية جديدة اعدتها هدية لسوريا وثوارها بعنوان «ثوار» عبرت خلالها اصالة نصري عن حبها لسوريا وتونس الخضراء نقطة انطلاق شرارة الثورات العربية. ثم غنت اغنية من ألبومها القديم بعنوان «لو تعرفوا بنحبكم ونعزكم كده إيه» ألقت بعدها الفنانة كلمة «أحيي كل شاب وصبية من ثوار سوريا وأنا راح أبقى وفية إليهم». ثم واصلت الغناء «اتفرج على نفسك» لكن الجمهو لم يتفاعل معها ولم يردد كلمات الاغنية مما دفعها للسؤال «صبايا ليش صوتكم واطي (منخفض)؟» ولإضافة شيء من الحيوية في السهرة طلبت الفنانة من الحضور اختيار الاغاني التي يفضلون الاستماع اليها فاتفقت الآراء على «آسفة» التي رقص عليها الجمهور وردد كلماتها ثم صفق طويلا. مزجت الفنانة بين أغانيها الجديدة والقديمة مثل «آه من عيناه» و «فات الوقت» و «احبك» و«اكثر» و«مشيت سنين» و«يامجنون» و«جاء تهنيني بعيدي» وأثثت حفلتها بأغنيتين من التراث السوري «يا طير طيري يا حمامة» و «يامال الشام». جو مشحون وحضور أمني مكثف وما لفت انتباهنا الحضور المكثف للأمن والحواجز الحديدية التي فصلت بين الركح والجمهور الجالس على المقاعد الامامية والهتافات التي كان يطلقها بين الفينة والأخرى شاب سوري ينادي فيها «الله وسوريا وأصالة وبس» وتأثرت الفنانة أصالة نصري الى حد البكاء ربما لتعاطفها مع القضية السورية أو لخوفها من الموت. كما حدث ايضا اشتباك بين شاب وخطيبته من الجمهور الجالس على المدارج واشتباك آخر بين رجلين تطلب تدخل رجال الامن. في نهاية السهرة اعتذرت اصالة عن اعتذارها في البداية للقدوم لتونس مشيرة الى أن ثقتها في الشعب التونسي ثابتة ولن تشوهها أية اشاعة من تلك التي جدت مؤخرا. وتمنت انه يطيل الله في عمرها لتتمكن من تربية ابنيها «آدم وعلي» وينصر الله تعالى شباب سوريا وحملت الفنانة أصالة العلم السوري على كتفيها ووقفت على يمين ويسار الركح ليلتقط لها معجبوها صورا تذكارية. وقالت الفنانة خلال الندوة الصحفية التي عقدتها انها مع الثورة السورية منذ اليوم الرابع الى آخر لحظة وانها تلقت نصائح من زملائها وزميلاتها بعدم التدخل في السياسية والتراجع عن الموقف الذي اتخذته بمساندتها لشباب الثورة. وتضيف أنها ستستمر في موقفها لأنها تعرضت في حياتها الى الاهانة ككل امرأة وفتاة سورية. وللاشارة فإن الفنانة أصالة تمنعت عن الاجابة على أسئلة تعلقت برأيها في من يقف وراء حملات التهديد التي شنت ضدها وعن تسرعها في اتخاذ موقف من الثورة السورية خاصة ان مصير هذه الثورة مازال مجهولا وطلبت من الصحافيين إلقاء اسئلة فنية. وعن جديدها تحدثت أصالة عن ألبومها والاغنية الطربية الطويلة «سنفل» التي ستصدر مع مناسبة عيد الفطر.