يكتبها: جمال الكرماوي في كل يوم يشيع الفلسطينيون قطعا من لحمهم إلى القبور.. كل يوم يدفن الفلسطينيون قطعة من حلم كبير.. المشيعون الغاضبون يمشون خلف المسافر إلى الأبد.. «لا تتركوا الحلم يموت» وصية تتناقل من جيل إلى جيل.. هنا يمسك الميت بيد الحي ويمسك الحي بقبضة الرشاش.. هنا ينام الغضب بعين واحدة في حضن الثأر وينام الثأر في حضن الموت.. هنا.. يشيعون الشهداء بالزغاريد ويبكون على زيتونة اجتثت من رحم الأرض.. هنا تدق المسامير في اليد الممدودة كما دقت من قبل في معصمي عيسى.. ومازالت مريم تذرف الدمع إلى اليوم.. هنا رائحة الجنة.. هنا النفحات المحمدية هنا طيب وعبق الإسراء والمعراج.. هنا انشقت السماء ليصعد حبيب الله إلى المنتهى. لا تتركوا الحلم يموت.. صرخة تكتب كل يوم بالدم والدموع وها هي فلسطين الأرض الهاربة تبدو بعيدة بعيدة.. صارت مجرد خبر عابر في نشرات الأخبار العابرة.. هذا إن نشروا ولكن الأمة بترت منها ذاكرة.. صارت فلسطين موضوعا مزعجا للمستعربين.. «تشافيز» أكبر فلسيطنية من حكام العرب.. وبعض المستعربين أشد حقدا على فلسطين.. وها هو الظلم يزداد ظلمة عندما يحاصر آخر المرابطين في قلاع من طوب.. ومن حاصرهم؟ العرب المسلمون!!؟ العرب الذين مدوا أشقاءهم للذبح وساهموا في سلخهم.. فلسطين كانت أم القضايا.. وإسرائل أم «البلاوى» ولكن أنظر إلى الصورة.. ثبتها جيدا.. كل ما يحدث الآن في صالح إسرائل.. وأصدقاء إسرائيل مع العرب صاروا كثرا.. مستعدون للصفقات.. مستعدون لإسقاط «البنطلون».. أو رفع الدشداشة.. المهم يكفي من وجع رأس اسمه فلسطين.. وسنظل حاملين فلسطين وجع وجداننا رغم الفقر وقلة الحيلة إلى يوم القيامة.. حبا فيها ومزيدا من وجع الرأي للذين باعوها وفي رواية أخرى وأدوها.. وأخشى ما أخشاه هو أن يقول أولادنا ذات يوم.. فلسطين وين؟؟.