تأجيل محاكمة العميد الأسبق للمحامين شوقي الطبيب إلى 12 فيفري المقبل    القصرين: سائقو التاكسي الفردي يجدّدون احتجاجاتهم للمطالبة بالترفيع في عدد الرخص    رسميا: نعيم السليتي جاهز للمشاركة في كأس أمم إفريقيا    تونس: كيفاش تستعدّ الديوانة التونسية لعطلة الشتاء ورأس العام    فيلم "هجرة" للمخرجة والكاتبة السعودية شهد أمين : طرح سينمائي لصورة المرأة وصراع الأجيال    بعد 13 عامًا..العثور على طائرة مفقودة في الهند    حزب التيار الشعبي يلتقي قيادات من حركات المقاومة الفلسطينية    وفاة رضيع نتيجة البرد القارس في خان يونس..#خبر_عاجل    زيلينسكي: روسيا تتهيأ ل"سنة حرب" جديدة في أوكرانيا    الحماية المدنية: 117 تدخّلا للنجدة والإسعاف بالطرقات خلال ال 24 ساعة الماضية    نهائي السوبر: الترجي ضد النجم – وقتاش؟ وفين تشري التذاكر؟    عاجل: منع جماهير منتخبات عربية وإفريقية من دخول مونديال 2026... وهؤلاء المعنيون    تفاصيل ممكن تغيب عليك كيف تكري دار...أهمّها إجراءات المغادرة والزيادة    تظاهرة كروية جهوية من 23 الى 26 ديسمبر 2025 بالمركز الثقافي والرياضي للشباب بن عروس    الجزائر: رحلات وهمية نحو تونس وعروض وهمية من وكالات أسفار    جمعية أجيال قصر هلال في جبل سمّامة: الجبل يحتفي بالدكتور فنطر    كوتش يفسّر للتوانسة كيفاش تختار شريك حياتك    تزايد حالات التهابات الأنف والأذن والحنجرة: تحذيرات من دكتورة تونسية    تأخير محاكمة الأزهر سطا    دار الصناعات التقليدية بالدندان تحتضن معرض "قرية وهدية" من 22 الى 30 ديسمبر الجاري    معهد الرصد الجوّي يكشف موعد وصول التقلّبات الجوّية    الملتقى الوطني للاتحاد التونسي لاعانة الاشخاص القاصرين ذهنيا من 19 الى 21 ديسمبر 2025 بمدينة سوسة    سيدي بوزيد: اضراب جهوي لأعوان الشركة الجهوية للنقل القوافل    لا تفوتوا نهائي كأس العرب لكرة القدم بين المغرب والأردن..موعد والنقل التلفزي..    فتح باب الترشح لجوائز الإبداع الأدبي والفكري والنشر لمعرض تونس الدولي للكتاب    المسرح الوطني التونسي يقدم سلسلة عروض لمسرحية "جرس" بداية من الجمعة 26 ديسمبر    ندوة حول اللغة العربية وتضافر الاختصاصات يوم 20 ديسمبر 2025 بالمكتبة الجهوية متعددة الوسائط بأريانة    خلال الملتقى الوطني للكورال بجندوبة.. مدرسة البراهمي تترشح للنهائيات الوطنية    الجامعة النيجيرية لكرة القدم توجه إتهامات خطيرة لمنتخب الكونغو الديمقراطية    الاولمبي الباجي يعزز صفوفه بمحرز بالراجح ومحمد علي الراقوبي    رحلات وهميّة نحو تونس: عمليّات تحيّل كبيرة تهزّ الجزائر    عاجل: الدولة تنظّم ''شدّان الصغار'' في الدار...وهذه أبرز الشروط    نائب بالبرلمان: تسعير زيت الزيتون عند 15 دينارا للتر لن يضرّ بالمستهلك..!    اختفى منذ أيام: العثور على جثة شاب متوفي وسط ظروف غامضة..    دراسة تحذر.. "أطعمة نباتية" تهدد صحة قلبك..تعرف عليها..    الستاغ: هاو كيفاش تتمتّع بإجراءات تسهيل الخلاص بداية من 22 ديسمبر    في المرتبة التاسعة: تونس تسجّل أضعف معدّلات الولادات عربياً    عاجل/ بداية من اليوم: تونس تدخل تحت تأثير منخفض جوّي قادم من الجزائر..    بطولة الكويت: طه ياسين الخنيسي ينقذ الكويت من الخسارة امام السالمية    عاجل/ رصدت في 30 دولة: الصحة العالمية تحذر من انتشار سريع لسلالة جديدة من الإنفلونزا    ولاية ثالثة لترامب.. "حديث" يثير عاصفة دستورية    التوقعات الجوية لهذا اليوم..    هدية أسطورية لميسي من ملياردير خلال زيارته الأخيرة إلى الهند    ترامب في خطابه إلى الأمة: الجيش الأمريكي هو الأقوى في العالم    الاتحاد الأوروبي يوافق على قواعد أكثر صرامة بشأن ترحيل طالبي اللجوء    ديوان الزيت يدعو المتدخلين في القطاع لطلب تخزين زيت الزيتون لدى الخواص    ليلة الأربعاء: سماء مغيمة وأمطار متفرقة في هذه المناطق    عاجل: دولة عربية تعلن عن احتمالية اضطرابات في الرحلات الجوية...والسبب الطقس    عاجل/ عامين سجن في حق هذا الفنان..    هام: منظمة الصحة العالمية تحذّر من الانتشار السريع لل Grippe    مستشفى شارل نيكول: نجاح أول جراحة الكلى الروبوتية في تونس    عاجل/ "الستاغ" توجه بلاغ هام للمواطنين..    صندوق النقد العربي: بورصة تونس تتصدّر البورصات العربيّة في ارتفاع القيمة السوقية    شيرين تردّ على ''الكلام الكاذب'' عن صحتها وحياتها    الدكتور محسن حمزة/طبيب ... شباب القرن الحادي والعشرين يريد خطابًا يُحاوره لا يُلقّنه    ندوة «الشروق الفكرية» .. الشّباب والدّين    د. الصحبي بن منصور أستاذ الحضارة الإسلامية/جامعة الزيتونة.. السّؤال خارج الخطاب التقليدي خطوة لفهم الدّين لا ابتعادا عنه    8 أبراج تحصل على فرصة العمر في عام 2026    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



ناطحات سحاب الذاكره الخالده : ... ماتُوا ولم تمُت فلسطين!!:د.شكري الهزَيل
نشر في الفجر نيوز يوم 22 - 04 - 2010

img width="84" height="107" align="left" src="http://www.alfajrnews.net/images/iupload/dr_shokri_alhouzayel.jpg" style="" alt="بادئ ذي بدء لا بد لنا ان نترحم على شهدا ء فلسطين كل فلسطين ونترحم على كل من ترك فلسطين مكرها وعاش ومات على ضفاف حلم العوده الى فلسطين,و لكل ابناء وبنات شعبنا من تركوا فلسطين شبابا وصاروا شيبا او رحلوا الى جوار ربهم في رحاب حلمهم العظيم,, لهم جميعا نقول انهم في حياتهم ومماتهم كانوا وما زالوا اعظم العظماء واصبر الصابرين على كل اشكال وانواع المجا زر الصهيونيه التي طالت بيت و جسد الفلسطيني وطنا ومهجرا ولكنها لم تطال روحه وعزمه العالي الجوده على العوده وان لم يتمكن هو نفسه مكَن الجيل القادم وما بعد القادم.... ايها المخيم الفلسطيني في الداخل والشتات : كُنت رمزا للنكبه وكنت حاضنا للثوره وكنت وما زلت مدرسة لاجيال ما بعد النكبه.... اليكَّ يا حاضن التاريخ الفلسطيني ..اليك واليكم كل التحيه الفوَّاحه بعبق فلسطين و اليكم انتم بالذات الشكر.. انتُم الذين ظللتُم قابضون في المخيم على ذكرى طبريا وصفد والطنطوره والشجره والبروه وحطين وحيفا ويافا وعسقلان والرمله ودير ياسين وبئر السبع و مئات المدن و القرى الفلسطينيه المهجره عام 1948 وما بعد ال 48 ... اليكُم كل التحيه والفخر لانكم احييتُم فلسطين وقراها ومدنها في مخيمات الذاكره الحيه وفي وجدان الاجيال الفلسطينيه وهاهم ابناءكم وبناتكم واحفادكم وشعبكم يحملون الرساله بكل امانه جيل بعد جيل يهتفون بخلود فلسطين... مات جيل النكبه ولكنه ترك فلسطين حية ترزق في وجدان الملايين من فلسطينيين وعرب ومسلمين وغيرهم من اصائل هذه الدنيا... مات جيل النكبه ولكنه خيَّب ظن وامل الصهيونيه وغولدا مئير حين قالت بعد النكبه عام 1948 " ان الجيل الفلسطيني الحالي الذي يسكن المخيمات سيموت في المهجر والاجيال القادمه ستنسى فلسطين" ...ماتوا لكنهم ابقوا فلسطين حيه وخالده في وجدان اكثر من عشرة مليون فلسطيني وملايين العرب والمسلمين.... ماتوا ولكنهم اصروا على ان تحيى فلسطين عبر الاجيال وان يبقى مفتاح الباب الصدأ يحمل رونق وعبق الوطن... جُودنا بوجودها وعُودنا من عودها وروحنا من روحها.... يا قاصف الجسد الفلسطيني بالقنابل والفوسفور تمهل.. تهوَّر.. اعصف اقصف.. افعل ما تشاء.. انت وانتُم من صهاينه و مشتقاتهم قصفت كل شئ واحرقتم الفلسطيني حيا,, لكنكم لم ولن تتمكنوا من قصف العقل الفلسطيني.......في جمجمة الفلسطيني والفلسطينيه ترعرعت وعشعشت وتوالدت وتكاثرت اجمل الاوطان.... عرس ام الاوطان وعرس ام العرائس الذي لم ينتهي ولن ينتهي الابتحقيق حلم الفلسطيني وولادته وانبعاثه في وطنه من جديد.... ربيع دائم هذا الحلم الفلسطيني واوراقه تأبى ان تصفَّر وما زالت خضراء منذ ما يزيد على ستة عقود... ربيع دائم ووجود خلودي هو وجود فلسطين في وجدان شعبها وامتها.... شعبها وشعابها وسهولها وجبالها وبحارها وبيداءها.....هناك وهنا وفي كل مكان ظل المخيم ذاكره حيه لا تموت... ظل الفلسطيني يحمل صندوق ذكرياته وقفل داره ويستمع لاخر طقة مفتاح في ظبَّة باب البيت العتيق في يافا وحيفا ودير ياسين وحطين وفي كل شبر في فلسطين ذكرى الدار والحاكوره والحوش والبياره والتين والزيتون وكروم العنب والدوالي... بين الدوالي والكرم العالي.. والبدر ايلالي....بدر فلسطين الذاكره والذكرى لم يغيب ولم ينسى الفلسطينيون وطنهم ولم يغرقوا في بحار اللجوء والغربه ويموتون وينسون كما تمنى عتاة الصهاينه, و فلسطين الفلسطينيه باقيه ما بقي التاريخ لابل ان فلسطين هي حلم كبير نمى وترعرع على ضفاف النكبه الى ان اصبح حلم شامخ كما هوالنخيل الشامخ ,, واسرائيل هذه التي تحتفل باستقلالها المزعوم على ارض فلسطين ماهي الا باطل وظلم ماضي وعابر....ظلم عابر وحلم باقي هو الحلم الفلسطيني الذي ترعرع في حوض وعلى ضفاف النكبه, وهاهُم الفلسطينيون بعد اثنان و ستون عاما على النكبه يصرون على مقولة ان الظلم ماضي والحق باقي... هاهم يُسيِرون مسيرات العوده الى مسكه والبروه وحطين وكل فلسطين... ا ليس في هذا الاصرار تكمن كل اسرار خلود فلسطين الخالده في وجدان الفلسطيني من المهد الى اللحد ومن النهر الى البحر ومن المحيط الى الخليج وعلى طول وعرض هذه الدنيا.. اينما حلَّ الفلسطيني حلت فلسطينه معه: قلبا وروحا ورمزا واسما وحضارة وما كلا ومشربا...كلها معاني ورموز تحمل اسم فلسطين!! نعم وانعِم واكرم....الفلسطينيون وطنا ومهجرا اصيبوا باجمل واروع انواع الجنون ولم تحبطهم ظنون الساقطين والمتأمرين والمحتلين... جنون حب فلسطين... مجنون ليلى .. ومجانين حب فلسطين الخالده... هؤلاء انجبوا البقاء وملايين من فرسان العوده االذين يمتطون خيل الحق والذاكره ولا يبالون لطيل المسافات والزمن......يسقط فارس ليحمل اخر راية الوطن.......وعندما شرَّد الغاصبون والمحتلون الصهاينه شعبنا من قراه ومدنه وارضه العامره بالحياه والحيويه ظنوا خاطئين اننا انتهينا وانتهى اسم فلسطين و كما قالت غولدا مئير انذاك ان جيل النكبه سيموت في المنافي والمخيمات والاجيال القادمه ستنسى فلسطين,,. رحلو الى جوار ربهم وماتوا ولم تمت فلسطين!... ولم تغرق غزه في البحر كما تمنى رابين ولم تحقق المجازر الصهيونيه اهدافها لا على مخيمات اللجوء في الخارج ولا في داخل الوطن الفلسطيني, وخاب ظن مئير وشارون ورابين واولمرت ونتانياهو وباراك وليفني واسراب المجرمين بحق الشعب الفلسطيني, حيث سطر الفلسطينيون بالدم واللحم وقوافل من المناضلين والشهداء, اروع ملاحم الوطنيه والانسانيه لتتواصل وتتعاقب الاجيال الفلسطينيه وطنا ومهجرا في الاصرار على تجسيد وتحقيق الحلم الفلسطيني,... حلم لايموت واصرار هائل تتلاقفه الاجيال الفلسطينيه بحتمية عودة فلسطين وعودة الحق الفلسطيني وعودة الخيول الفلسطينيه الى مرابطها وعودة اهل يافا وحيفا والرمله وكفر برعم وصفوريا واللجون وعسقلان وبئر السبع واسدود وصفد ومئات المدن والقرى الفلسطينيه المهجره,, عودتهم الى بلادهم السليبه.... الساقطون في اوكارهم يرونها خيالا و درب من دروب الوهم والجنون ونحن نراها واقع حاصل لمحصلة قادمه... طال الزمن ام قصر... ابت امريكا ام شاءت وشاءت الصهيونيه ام ابت.. فاوض الهالكون ام لم يفاوضوا... حاصر المتأمرون ام لم يحاصروا فلسطين...فولاذنا اقوى بكثير من فولاذهم... الفولاذ وصانع الفولاذ.... من هو الاقدر؟... الاقدر والاقوى هو قوة الحق الفلسطيني, وعليه ترتب القول لكل الهالكين والساقطين من فلسطينيين وعرب::: بِلُو ورق وثائقكم ومعاهداتكم الهالكه واشربو نخب حبرها..... حتى هذه المعاهدات لم يحترمها الكيان الغاصب وماهو جاري في القدس وكامل فلسطين لخير دليل على انهم جاءوا ليقتلعوننا وليس للعيش معنا!... وحتى لو افترضنا العيش معنا!!.. العيش معنا باي حق؟.. بحق القوه والاحلال والاحتلال او بقوة الحق؟... الحلم والحق الفلسطيني لن يموت ما زال وراءه مطالبا يقر بوجوده ولا يتوسله ويتسوله في تل ابيب وواشنطن وفي وكر شرم الشيخ وفي بحر وضفاف الهزيمه......الهزيمة والعزيمه!!.. الهزيمة هي من شيم فياض وعباس وعبد ربه ومبارك وطراطير امريكا واسرائيل... العزيمه هي كنز فلسطيني وعربي وشيمة تطبع طابع الفلسطيني الصابر واالمثابر منذ ستة عقود ونيف....ذاكرة الافق الشاسع والعمق الضارب جذوره في الارض الفلسطينيه!... ....ذاكرة الافق الشاسع اللتي تُناطح معاول الهدم الاوسلويه والكامب ديفيديه المتحالفه مع الصهيونيه....... ناطحات سحاب الذاكره الفلسطينيه:: هل لها ان تتأثر وتُهدَّم بمعاول اقزام التاريخ وطحالبه التي تحاول التعربش والدَّق والنقر على الحائط الخارجي لجدار الذاكره الفلسطينيه؟.... دُق وانقر::: غدا ستتسائل الطحالب المتعربشه لماذا لم يسمعنا احد؟... الجواب ببساطه: نحن كنا وما زلنا نقرع خزان الذاكره ولم نأبه لاصوات عابره... نحن هم انفسهم وسلالتهم الحاضره او القادمه من من سيقرعون جرس العوده.. .. و شتان بين قرع جرس العوده وبين دق ناقوس الخطر على العوده..!! ....هُم ارادوها معوَّلا يهدم ويدمر ويحاصر الوطن ليقطنون في قصور العار,,.. ونحن حولنَّاها الى سرح كبير يجول فيه الزعتر والزيتون ونشيد هنا باقون.. ورشة بناء اعدنا فيها تشييد البيوت والطابون الفلسطيني من طين وقش الارض الفلسطينيه في زمن شح فيه النفط العربي والدواء والغذاء عن ابناء وبنات واطفال غزة هاشم... الطابون الفلسطيني والنفط العربي الذي يملا كل مخا زن العالم الا انه يصبح عصيا ومحرما على غزه العربيه المسلمه....... الطابون والبابور والزعتر ونعمة الكرامه الفلسطينيه ام النذاله العربيه الرسميه؟... ايهما سنختار؟..... الجواب: ستجدونه في غزه والقدس و المخيم الفلسطيني وكل فلسطين.... تحية للشعب الفلسطيني والعربي في كل مكان ووطنا ومهجرا... وتحية لكل من يقف مع الشعب الفلسطيني من الامتين العربيه والاسلاميه.... نقول لكل من يقف مع الحق الفلسطيني ولا نثني ونعول على من يصمت صمت القبور على ظلم الشعب الفلسطيني.......... اليوم وبعد 62 عاما على ال نكبه : نقول ان سحاب ناطحات سحاب ذكرى فلسطين تملأ السماء وسحاب ذاكرتنا هو حصن فلسطين الخالده.... ماتو وعاشت فلسطين...... وحياكم الله اينما كنتم وتواجدتم!! *كاتب فلسطيني , باحث علم اجتماع, ورئيس تحرير صحيفة ديار النقب الالكترونية" /بادئ ذي بدء لا بد لنا ان نترحم على شهدا ء فلسطين كل فلسطين ونترحم على كل من ترك فلسطين مكرها وعاش ومات على ضفاف حلم العوده الى فلسطين,و لكل ابناء وبنات شعبنا من تركوا فلسطين شبابا وصاروا شيبا او رحلوا الى جوار ربهم في رحاب حلمهم العظيم,, لهم جميعا نقول انهم في حياتهم ومماتهم كانوا وما زالوا اعظم العظماء واصبر الصابرين على كل اشكال وانواع المجا زر الصهيونيه التي طالت بيت و جسد الفلسطيني وطنا ومهجرا ولكنها لم تطال روحه وعزمه العالي الجوده على العوده وان لم يتمكن هو نفسه مكَن الجيل القادم وما بعد القادم....
ايها المخيم الفلسطيني في الداخل والشتات : كُنت رمزا للنكبه وكنت حاضنا للثوره وكنت وما زلت مدرسة لاجيال ما بعد النكبه.... اليكَّ يا حاضن التاريخ الفلسطيني ..اليك واليكم كل التحيه الفوَّاحه بعبق فلسطين و اليكم انتم بالذات الشكر.. انتُم الذين ظللتُم قابضون في المخيم على ذكرى طبريا وصفد والطنطوره والشجره والبروه وحطين وحيفا ويافا وعسقلان والرمله ودير ياسين وبئر السبع و مئات المدن و القرى الفلسطينيه المهجره عام 1948 وما بعد ال 48 ... اليكُم كل التحيه والفخر لانكم احييتُم فلسطين وقراها ومدنها في مخيمات الذاكره الحيه وفي وجدان الاجيال الفلسطينيه وهاهم ابناءكم وبناتكم واحفادكم وشعبكم يحملون الرساله بكل امانه جيل بعد جيل يهتفون بخلود فلسطين... مات جيل النكبه ولكنه ترك فلسطين حية ترزق في وجدان الملايين من فلسطينيين وعرب ومسلمين وغيرهم من اصائل هذه الدنيا... مات جيل النكبه ولكنه خيَّب ظن وامل الصهيونيه وغولدا مئير حين قالت بعد النكبه عام 1948 " ان الجيل الفلسطيني الحالي الذي يسكن المخيمات سيموت في المهجر والاجيال القادمه ستنسى فلسطين" ...ماتوا لكنهم ابقوا فلسطين حيه وخالده في وجدان اكثر من عشرة مليون فلسطيني وملايين العرب والمسلمين.... ماتوا ولكنهم اصروا على ان تحيى فلسطين عبر الاجيال وان يبقى مفتاح الباب الصدأ يحمل رونق وعبق الوطن... جُودنا بوجودها وعُودنا من عودها وروحنا من روحها.... يا قاصف الجسد الفلسطيني بالقنابل والفوسفور تمهل.. تهوَّر.. اعصف اقصف.. افعل ما تشاء.. انت وانتُم من صهاينه و مشتقاتهم قصفت كل شئ واحرقتم الفلسطيني حيا,, لكنكم لم ولن تتمكنوا من قصف العقل الفلسطيني.......في جمجمة الفلسطيني والفلسطينيه ترعرعت وعشعشت وتوالدت وتكاثرت اجمل الاوطان.... عرس ام الاوطان وعرس ام العرائس الذي لم ينتهي ولن ينتهي الابتحقيق حلم الفلسطيني وولادته وانبعاثه في وطنه من جديد.... ربيع دائم هذا الحلم الفلسطيني واوراقه تأبى ان تصفَّر وما زالت خضراء منذ ما يزيد على ستة عقود... ربيع دائم ووجود خلودي هو وجود فلسطين في وجدان شعبها وامتها.... شعبها وشعابها وسهولها وجبالها وبحارها وبيداءها.....هناك وهنا وفي كل مكان ظل المخيم ذاكره حيه لا تموت... ظل الفلسطيني يحمل صندوق ذكرياته وقفل داره ويستمع لاخر طقة مفتاح في ظبَّة باب البيت العتيق في يافا وحيفا ودير ياسين وحطين وفي كل شبر في فلسطين ذكرى الدار والحاكوره والحوش والبياره والتين والزيتون وكروم العنب والدوالي... بين الدوالي والكرم العالي.. والبدر ايلالي....بدر فلسطين الذاكره والذكرى لم يغيب ولم ينسى الفلسطينيون وطنهم ولم يغرقوا في بحار اللجوء والغربه ويموتون وينسون كما تمنى عتاة الصهاينه, و فلسطين الفلسطينيه باقيه ما بقي التاريخ لابل ان فلسطين هي حلم كبير نمى وترعرع على ضفاف النكبه الى ان اصبح حلم شامخ كما هوالنخيل الشامخ ,, واسرائيل هذه التي تحتفل باستقلالها المزعوم على ارض فلسطين ماهي الا باطل وظلم ماضي وعابر....ظلم عابر وحلم باقي هو الحلم الفلسطيني الذي ترعرع في حوض وعلى ضفاف النكبه, وهاهُم الفلسطينيون بعد اثنان و ستون عاما على النكبه يصرون على مقولة ان الظلم ماضي والحق باقي... هاهم يُسيِرون مسيرات العوده الى مسكه والبروه وحطين وكل فلسطين... ا ليس في هذا الاصرار تكمن كل اسرار خلود فلسطين الخالده في وجدان الفلسطيني من المهد الى اللحد ومن النهر الى البحر ومن المحيط الى الخليج وعلى طول وعرض هذه الدنيا.. اينما حلَّ الفلسطيني حلت فلسطينه معه: قلبا وروحا ورمزا واسما وحضارة وما كلا ومشربا...كلها معاني ورموز تحمل اسم فلسطين!!
نعم وانعِم واكرم....الفلسطينيون وطنا ومهجرا اصيبوا باجمل واروع انواع الجنون ولم تحبطهم ظنون الساقطين والمتأمرين والمحتلين... جنون حب فلسطين... مجنون ليلى .. ومجانين حب فلسطين الخالده... هؤلاء انجبوا البقاء وملايين من فرسان العوده االذين يمتطون خيل الحق والذاكره ولا يبالون لطيل المسافات والزمن......يسقط فارس ليحمل اخر راية الوطن.......وعندما شرَّد الغاصبون والمحتلون الصهاينه شعبنا من قراه ومدنه وارضه العامره بالحياه والحيويه ظنوا خاطئين اننا انتهينا وانتهى اسم فلسطين و كما قالت غولدا مئير انذاك ان جيل النكبه سيموت في المنافي والمخيمات والاجيال القادمه ستنسى فلسطين,,. رحلو الى جوار ربهم وماتوا ولم تمت فلسطين!... ولم تغرق غزه في البحر كما تمنى رابين ولم تحقق المجازر الصهيونيه اهدافها لا على مخيمات اللجوء في الخارج ولا في داخل الوطن الفلسطيني, وخاب ظن مئير وشارون ورابين واولمرت ونتانياهو وباراك وليفني واسراب المجرمين بحق الشعب الفلسطيني, حيث سطر الفلسطينيون بالدم واللحم وقوافل من المناضلين والشهداء, اروع ملاحم الوطنيه والانسانيه لتتواصل وتتعاقب الاجيال الفلسطينيه وطنا ومهجرا في الاصرار على تجسيد وتحقيق الحلم الفلسطيني,... حلم لايموت واصرار هائل تتلاقفه الاجيال الفلسطينيه بحتمية عودة فلسطين وعودة الحق الفلسطيني وعودة الخيول الفلسطينيه الى مرابطها وعودة اهل يافا وحيفا والرمله وكفر برعم وصفوريا واللجون وعسقلان وبئر السبع واسدود وصفد ومئات المدن والقرى الفلسطينيه المهجره,, عودتهم الى بلادهم السليبه.... الساقطون في اوكارهم يرونها خيالا و درب من دروب الوهم والجنون ونحن نراها واقع حاصل لمحصلة قادمه... طال الزمن ام قصر... ابت امريكا ام شاءت وشاءت الصهيونيه ام ابت.. فاوض الهالكون ام لم يفاوضوا... حاصر المتأمرون ام لم يحاصروا فلسطين...فولاذنا اقوى بكثير من فولاذهم... الفولاذ وصانع الفولاذ.... من هو الاقدر؟... الاقدر والاقوى هو قوة الحق الفلسطيني, وعليه ترتب القول لكل الهالكين والساقطين من فلسطينيين وعرب::: بِلُو ورق وثائقكم ومعاهداتكم الهالكه واشربو نخب حبرها..... حتى هذه المعاهدات لم يحترمها الكيان الغاصب وماهو جاري في القدس وكامل فلسطين لخير دليل على انهم جاءوا ليقتلعوننا وليس للعيش معنا!... وحتى لو افترضنا العيش معنا!!.. العيش معنا باي حق؟.. بحق القوه والاحلال والاحتلال او بقوة الحق؟... الحلم والحق الفلسطيني لن يموت ما زال وراءه مطالبا يقر بوجوده ولا يتوسله ويتسوله في تل ابيب وواشنطن وفي وكر شرم الشيخ وفي بحر وضفاف الهزيمه......الهزيمة والعزيمه!!.. الهزيمة هي من شيم فياض وعباس وعبد ربه ومبارك وطراطير امريكا واسرائيل... العزيمه هي كنز فلسطيني وعربي وشيمة تطبع طابع الفلسطيني الصابر واالمثابر منذ ستة عقود ونيف....ذاكرة الافق الشاسع والعمق الضارب جذوره في الارض الفلسطينيه!...
....ذاكرة الافق الشاسع اللتي تُناطح معاول الهدم الاوسلويه والكامب ديفيديه المتحالفه مع الصهيونيه....... ناطحات سحاب الذاكره الفلسطينيه:: هل لها ان تتأثر وتُهدَّم بمعاول اقزام التاريخ وطحالبه التي تحاول التعربش والدَّق والنقر على الحائط الخارجي لجدار الذاكره الفلسطينيه؟.... دُق وانقر::: غدا ستتسائل الطحالب المتعربشه لماذا لم يسمعنا احد؟... الجواب ببساطه: نحن كنا وما زلنا نقرع خزان الذاكره ولم نأبه لاصوات عابره...
نحن هم انفسهم وسلالتهم الحاضره او القادمه من من سيقرعون جرس العوده.. .. و شتان بين قرع جرس العوده وبين دق ناقوس الخطر على العوده..!! ....هُم ارادوها معوَّلا يهدم ويدمر ويحاصر الوطن ليقطنون في قصور العار,,.. ونحن حولنَّاها الى سرح كبير يجول فيه الزعتر والزيتون ونشيد هنا باقون.. ورشة بناء اعدنا فيها تشييد البيوت والطابون الفلسطيني من طين وقش الارض الفلسطينيه في زمن شح فيه النفط العربي والدواء والغذاء عن ابناء وبنات واطفال غزة هاشم... الطابون الفلسطيني والنفط العربي الذي يملا كل مخا زن العالم الا انه يصبح عصيا ومحرما على غزه العربيه المسلمه....... الطابون والبابور والزعتر ونعمة الكرامه الفلسطينيه ام النذاله العربيه الرسميه؟... ايهما سنختار؟..... الجواب: ستجدونه في غزه والقدس و المخيم الفلسطيني وكل فلسطين.... تحية للشعب الفلسطيني والعربي في كل مكان ووطنا ومهجرا... وتحية لكل من يقف مع الشعب الفلسطيني من الامتين العربيه والاسلاميه.... نقول لكل من يقف مع الحق الفلسطيني ولا نثني ونعول على من يصمت صمت القبور على ظلم الشعب الفلسطيني.......... اليوم وبعد 62 عاما على ال نكبه : نقول ان سحاب ناطحات سحاب ذكرى فلسطين تملأ السماء وسحاب ذاكرتنا هو حصن فلسطين الخالده.... ماتو وعاشت فلسطين...... وحياكم الله اينما كنتم وتواجدتم!!
*كاتب فلسطيني , باحث علم اجتماع, ورئيس تحرير صحيفة ديار النقب الالكترونية


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.