يكتبها: جمال كرماوي الكبس يجيب.. مقولة شعبية لم تسقط بالتقادم...والدليل هو انطلاق حملة «اكبس» برعاية حزب النهضة .. حملة خالية من النيكوتين.. لأنها مفلترة...هناك من يقول ان الحملة جاءت من القيادة الى القاعدة.. بعد تكاثر الاحتجاجات في البلاد والقيادة تنسبها لشباب النهضة... لأنهم يرغبون في النقاش ولهم رأي في الأداء الضعيف للحكومة.. الحملة لها أهداف محددة أولها التحكم في الحساسية المفرطة تجاه الاعلام.. واعتبار كل ناقد هو ضد النهضة ومن هو ضد النهضة فهو ضد الاسلام.. وبالتالي فان النهضة تحاول ان تغير الصورة التي صنعتها التصريحات والاخطاء والتضارب وخصوصا «الاستكبار» وجعل الشرعية حزام أمان ودرعا لايخترقه النقد «لأنها أقوى حكومة في التاريخ».. وهذا ما زاد في نفور البعض.. ولهذا نشهد حراكا نقديا من أطراف النهضة وغيرها.. والمستهدفون هم الوزارء.. لم «تعد النهضة أقوى حكومة في التاريخ»..والانسان خطاء..أو غير كفء ولو كان نسيبا او حسيبا.. «اكبس» من أهدافها أيضا التأكيد على أنها ساهمت في الثورة.. وذلك بدفع الشباب الذي يحرسها إلى الصدارة إعلاميا وميدانيا ولكن الخطر هو أن يقع انزياح نحو تأسيس قد يفهم من قبل المعارضة على أنه «الحرس الثوري» على شاكلة ايران.. في اعتقادي تبخرت الترويكا وهاهي النهضة تعول على نفسها وتستنبط برامج تسويق سياسي وهذا من حقها حتى تتلافى الاخطاء السابقة وتضع رجليها على الارض.. النهضة الآن في سباق مع الزمن خاصة امام تشكل جبهات عديدة للاستحقاق الانتخابي.. والسباق يحتاج الى حكمة وتوازن.. لأن القوة الهادئة هي التي تمنح المواطن الثقة.. وليست التصريحات النارية او التنكر العنيد لاستحقاقات الثورة اجتماعيا واقتصاديا وسياسيا او العمل على تغيير المشهد المجتمعي بطرق ملتوية تخلط الدين بالسياسة.. وتدخلنا في نقاشات وجدال لا يؤدي الا الى الصدام وسوء الفهم.. حملة «اكبس» جاءت متأخرة نسبيا ولكن هذا خير من ان لا تأتي أبدا.. لأن كل حزب مطالب بأن يراجع نفسه.. ويقرأ جيدا الخارطة البشرية والثقافية فما بالك بحزب ماسك بالسلطة .. والسلطة لا تعني التسلط وضرب التونسي بالتونسي والحال ان هذا المجتمع متجانس على مرّ العصور دينيا ومذهبيا.. وعندما تصان الحريات فان الشعب لا يحتاج الى وكلاء بينهم وبين الدين. .ثم ان هذا الدين يسري في شرايينا وقلوبنا فكيف يحول الى عنوان الفرقة بسبب المغالاة والتكفير واعتبار المعارض عدوا.. أو زنديقا...