لقد شرفنا الله بالإنتماء إلى دينه، و ما الدين عند الله إلا الإسلام، و احتضنتنا المساجد و جمعتنا أهداف سامية سمو قيم الإسلام وسماحته، و أولى تلك الأهداف نشر قيم الحرية و الإخاء و العدل و المساواة، و رفض و مقاومة الإستكبار و الظلم و الإستبداد. و شاء الله أن أختلف مع إخواني في أسلوب العمل و الأداء، فمارست قناعتي خارج التنظيم، و تحملت مسؤوليتي كاملة لوحدي في محاكمة عسكرية جمعتني مع خيرة شباب الحركة، و رغم ما نالني من سوء تقاذفته عليّ ألسن إخواني و أنا في سجني، شهد جلادي قبل إخواني أن ما تعرضت له من تعذيب و تنكيل أشرفت فيه على الموت مرارا و لم يكرمني الله بالشهادة، كان أقسى فصول التعذيب التي يمكن أن يشهدها رجل في مخافر أمن الدولة و لم يمت، والله وحده العالم بصدق و إخلاص من اختارهم للعمل في سبيله. آلمني السوء الذي أصابني من إخواني، لكن لم و لن أحقد على أحد منهم. لأن رجائي أن ينفع الله بكم البلاد والعباد في أي موقع كنتم، كما هو رجائي أن ينفع الله بي كل موقع حللت به مرابطا في سبيله، لاعتقادي أنني رجل أحمل بذرة خير أنى وجدت الأرض الصالحة لبذرها بذرتها و لا أبالي لمن تلك الأرض أو لمن ستعود ثمارها، فكفاني الأجر و المثوبة عند الله، أنا أراني رجلا ربانيا و لست حزبيا. و لا يمنعني هذا أن أبارك خطاكم و أدعو الناس للإلتفاف حولكم و حول كل من حمل همّ الإسلام و المسلمين. كما أدعوكم لأن تراجعوا كثيرا من مواقفكم و تعدّلوا ما أراه انحرافا عن النهج الإسلامي الأول الذي تبايعنا عليه. و أن توالوا إخوانكم العاملين في الحقل الإسلامي من الحركات و الأحزاب من غير حركة النهضة، فؤلئك هم أولياؤكم و صحابة دربكم درب الإسلام لا غير. لقد ترشحت لانتخابات المجلس الوطني التأسيسي في قائمة مستقلة محاولة مني للتذكير بأن الخطاب المنادي بالحل الإسلامي ما زال قائما حتى يمكّن الله لدينه ولعباده الصالحين. فلا شيء في هذه الدنيا، لا جاه و لا سلطان و لا غرب و لا شرق يمكن أن نبدل من أجله ولاءنا و تحالفنا. بارك الله خطاكم و أخلص نيتكم لخدمة الإسلام والمسلمين. و أؤكد لكم أننا حماة لظهوركم عند النوائب، و أيدينا مع أيديكم ضد كل ما يهددكم و يهدد المد الإسلامي. أسأل الله أن لا يجعلنا فتنة للمتربصين بالمشروع الإسلامي، و أن يقونا فيه حتى لا نرى قويا غيره. محمد الحبيب الأسود