سيكون أنصار النجمة السّاحليّة على موعد هذه اللّيلة في تمام الساعة العاشرة مساء مع كلاسيكو تونسي بطعم الرّهان الإفريقي بين الغريمين التقليديين النجم الساحلي والترجي الرياضي بمركب أولمبي سوسة. الجمهور الوافد بشدة على مدرّجات مسرح اللقاء وفق أرقام التذاكر النافذة من شبابيك البيع والمقدّرة ب 9200 تذكرة دون اعتبار الدعوات المجانيّة لأصحاب السّيادة والنفوذ، يطمح في رؤية هلال النجم ورصده من أعلى ربوة بوجعفر عابرا لسماء أولى الخطوات نحو المربّع الذّهبي، في انتظار أن تستجيب الاقدام وتحضر « القرينتة» المطلب الاساسي في مقارعة أبناء شيخ الاندية الطامح بدوره في تعزيز رصيده من النّقاط. من جهته يدرك المدرّب منذر كبيّر معنى أن يتعثّر بملعب سوسة ويقضي على مطامع الأحبّاء وتطلعها لإنشاد أروع ترانيم المدارج بكبرى العناوين وأغلظها « الليلة عيد .. الليلة عيد»، ويعي أكثر من غيره بضرورة حزم الحقائب ورصّها مسبقا إذا ما رامت الصافرة الإفريقية أن تطلق آخر صيحاتها بزفير أبناء باب سويقة، دقائق قبل أن يطفئ مركّب سوسة أضواءه الكاشفة معلنا عن أفول بريق النجمة السّاحليّة. كبيّر آثر هذه المرّة أن يعمل في صمت ويقطع مع تقاليد عقد ندوة صحفيّة لما قبل المباراة، إيمانا منه بأن الكلام لن يفيد بقدر افادة الأقدام داخل الميدان، واستجابة الابدان في احترامها للرسم التكتيكي وإملاءات الإطار الفنّي وفق ما تقتضيه مجريات اللقاء. فهل تستجيب الكتيبة السّاحليّة لمطمح الحناجر بالتغنّي « اللّيلة عيد .. اللّيلة عيد» ؟ وحدها صافرة النهاية ستقرأ الخبر اليقين في ظل مواجهة من حديد. غيابات بالجملة وتكتّم على التشكيلة يبدو أن النّجم الساحلي قد اخطأ ضالّته في منح حامد النمّوشي تأشيرة العبور الى مركّب سوسة، ولم يهتد إلى ابرز عناوين مقدمه لغاية السياحة الإستشفائيّة والتّداوي من إصابة قديمة على حساب خزينة النجم المثخنة بالجراح اصلا. النمّوشي سيكون مرّة أخرى أبرز المتغيبين كعادته، وسيتواصل احتجابه لمدّة ثلاثة أشهر بالتّمام والكمال جرّاء انتقاله لفرنسا على خلفيّة خضوعه لتدخّل جراحي عاجل على مستوى أسفل ساقه اليمنى حسب تأكيدات طبيب النجم الدكتور سامي بن يحي. في المقابل سيكتفي مصعب ساسي بالمتابعة من أعلى المدارج لدواع تأديبيّة بعد جمعه لإنذارين، في حين يغيب الجزيري عن تشكيلة الفريق لدواع صحّية. من جهة أخرى لا يزال الغموض يرافق الأسماء المؤثّثة للتشكيلة الأساسيّة، وإن لاح الإجماع حول بعض المراكز بمقتضى ثقل حجم اصحابها، فإن الثابت والأكيد أن القائمة الإسميّة في مواجهتها لكبرى العناوين الرياضية لهذه الليلة ستشهد عديد المتغيّرات وفق ما سبق من تصريحات منذر كبير في الساعات القليلة الماضية. مونغولو .. الورقة الضّاغطة أظهر اللاعب جوستان مونغولو طيلة فترة التحضيرات من الإمكانيات الفنيّة والبدنيّة ما يؤهّله لاقتلاع مكان في تشكيلة النجم السّاحلي، إلا أن المدرّب منذر كبيّر كثيرا ما كان له رأي آخر، مبقيا على إصراره بعدم تشريكه ولو بصفته الاحتياطية. جماهير النجمة الحمراء لم تكتف هذه المرّة برصد الاختيارات وانتظار القرارات، وسارعت بشنّ هجمة إستباقيّة تريد من خلالها فرض منغولو على قائمة كبيّر إعتقادا لما وصفته بالظّلم المسلّط عليه وفق ما أظهره من فنّيات عالية طيلة مشوار الاستعدادات لما تبقى من حفظ ماء وجه النجم. في المقابل يبدو كبيّر في حيرة من أمره بخصوص إيجاد مخرج لرغبته الملحّة في منح فرصة أخرى للمخضرم دوس سانطوس صاحب الكيل الوافر من الانتقادات، بالنّظر لما أفرزته آخر استنتاجات الحصص التدريبيّة الأخيرة، وبين تشريك الرّاغب في تغيير الأجواء بعيدا عن القلعة السّاحليّة لمجد الشهودي. رضا شرف الدّين متفائل لم يخف القائم الأول على الشّأن الإداري للنجمة السّاحليّة السيّد رضا شرف الدّين في لقاء هاتفي جمعنا به تفاؤله بنتيجة اللقاء وقدرة ابنائه على اقتلاع نقاط الفوز، بالنظر لما وصفه بالأجواء العالية التي صاحبت المجموعة خلال تحضيراتها، والروح القتالية التي باتت تنتظر موعد الليلة لتبصم على عودة النجم الى سالف عهده. « الكبار» في الموعد علمت « التونسيّة» أن المنصّة الشرفية لمركّب سوسة ستشهد تواجد البعض من كبار النجم ممن تداولوا على سدّة رئاسته، استجابة لدعوة كان قد وجهها رضا شرف الدين بمعية طاقمه الإداري في محاولة للم شمل العائلة الكبرى، وحاجة النادي لالتفاف رجاله في مثل هذا الظرف بقطع النّظر عن قيمة الرّهان.