وزّع حزب التحرير في عدد من مساجد البلاد- وهو مثال آخر على عدم تحييد بيوت الله وتوظيفها في الدعاية السياسية- إثر صلاة العيد بيانا بعنوان "ومن أعرض عن ذكري فإنّ له معيشة ضنكا" تحصلت التونسية على نسخة منه تضمّن دعوة المسلمين لإقامة الخلافة الراشدة على منهاج النبوّة ونبذ النظام الجمهوري الكافر والإعراض عن الدولة المدنية العلمانية التي ظلمتهم عقودا طويلة . وورد في البيان أن فكرة سيادة الشعب" ضالة مضلّة وان النظام الجمهوري هو الذي حارب الإسلام والمسلمين فمزّق وحدتهم وشتّت شملهم بالمكر والدسائس " ووصف البيان الزعيم بورقيبة بالهالك ، ويعمّق هذا البيان الصادر عن حزب التحرير في عيد يفترض أن يكون فرصة للمّ الشمل وتوحيد الصفوف، مخاوف كثيرين من الأحزاب ذات النزعة الدينية باعتبار خطابها المزدوج، فحزب التحرير تحصل على تأشيرته من حكومة مدنية وقبل الانخراط في المسار الديمقراطي ولكنه في المقابل يهدف إلى إلغاء الدولة المدنية بل والتخلص من فكرة الدولة القطرية(بتسكين الطاء) بإقامة الخلافة الراشدة، وهو مفهوم فضفاض يحتاج إلى تحديد مفهومي، ففي ظل الخلافة الراشدة قتل الفاروق عمر بن الخطاب وبعده علي بن أبي طالب كرّم الله وجهه ثم عثمان بن عفان رضي الله عنهم جميعا .... وقد أفادنا الأستاذ(المحامي) جمال الدين بوغلاّب أن فكر حزب التحرير انقلابي ولا يؤمن بالديمقراطية ويسعى إلى الاستيلاء على الحكم بالاندساس في صفوف الجيش والأمن مذكّرا بمحاكمات قيادات الحزب ومنخر طيه في الثمانينات ومن أبرزها آنذاك العربي البنيسي .