تشهد مختلف مراكز البريد في جهة سيدي بوزيد هذه الأيام حركة نشيطة وذلك بسبب توافد أعداد كبيرة من الحرفاء للقيام بمختلف العمليات والخدمات البريدية التي اشتدّت ذروتها قبل العودة المدرسية والجامعية والمتمثلة في خلاص فواتير استهلاك الماء والكهرباء وأجور الموظفين والمتقاعدين والمعوزين والآلاف من عملة الحضائر وغيرهم من الذين يتمتعون بهذه الخدمات البريدية لانعدام المؤسسات البنكية بمناطق عديدة من الجهة. هذه الخدمات المتنوعة، ولئن بدت متطورة في مختلف الجهات التونسية من حيث السرعة والجودة والبنية الأساسية، فإنها مازالت دون المستوى في مراكز عديدة بالولاية ولعلّ أبرز النقائص تتمثل في عدد أعوان الشبابيك الذي لا يتجاوز العونين مهما كان الاقبال حيث لا يستطيع العونان في أغلب الأحيان تلبية كل الخدمات وهذا ما تسبّب في الاكتظاظ اليومي على المراكز والازدحام والفوضى وخاصة إذا امتلأت قاعات الانتظار التي لا تتوفر بداخلها المقاعد اللازمة بسبب محدودية مساحاتها وخصوصا في الأيام التي يقبل فيها المسنون وعملة الحضائر في وقت واحد. هذه المكاتب زيادة عن ضيق غرفها، فإن بعض تجهيزاتها من مكيّفات وحواسيب وآلات الفاكس بدأت تتقادم ولا تؤدي وظائفها كما ينبغي لذلك فإنه أصبح ضروريا على الجهات المعنية أن تشخص حالات المراكز البريدية واحدة واحدة وتحاول تجهيزها بالمعدّات والاطارات الكافية ومحاولة توسعة الفضاءات اللازمة للحرفاء والرواد وتطوير مكوّناتها بصفة عامة وذلك لمواكبة الثورة المعلوماتية والاتصالية وإرضاء الحريف وعدم انهاك الأعوان العاملين بهذه المؤسسات.