لم يمرّ اللقاء الأخير بين النجم الساحلي والترجي الرياضي وما صاحبه من أحداث عنف وشغب دون أن يخلف جملة من التداعيات أفرزت قرارا وزاريا صادما لفئة من الجماهير الملتزمة والمتعطشة لعودتها الى المدارج وتفعيل العمل بنظام الويكلو في ما تبقى من مشوار البطولة، على خلفية الاجتياح الجماهري لملعب سوسة في ليلة كانت بحق ليلة تأبين الكرة التونسية بعد أن دقّ أنصار الشغب ومتعاطوه آخر المسامير في نعشها ونسجت فئة ضالة خيوط كفنها التي اعتقدنا واهمين بأن تشكل ثوب عرس كروي بأقدام محلية. «التونسية» فتحت الملف واتصلت بالبعض من ممثلي الأندية لرصد انطباعاتهم حول ما جدّ من أحداث وما تبعها من قرارات. سمير يعقوب (نائب رئيس النادي البنزرتي): (كان من الأجدر ان يكون القرار جماعيا) طبعا نحن نستنكر ما حدث من أحداث عنف صاحب لقاء النجم والترجي في المقابل أرى أنه من الظلم والتعسف أن تتحمل بقية الأندية رفقة الملتزمين من أنصارها وزر شرذمة خارجة عن القانون ولا تعترف بالمواثيق الرياضية. من جهة أخرى، وبالرغم من إلزاميّة القرار الذي اتخذته وزارة الاشراف بالعودة الى اعتماد نظام «الويكلو» في ما تبقى من مشوار البطولة، فإننا كنا نمنّي النفس أن يقع التشاور مع بقية الأطراف المؤثثة للمشهد الرياضي بخصوص اصدار قرار أحادي الجانب بمثل هذا الحجم. منصف السلامي (النادي الصفاقسي): (ما حدث في سوسة مخطط له مسبقا»، كتونسي قبل أن أكون رئيسا لجمعية أقول إن ما حدث ليلة السبت الماضي في سوسة من أحداث شغب لا يشرفنا بالمرة وأخجل في الآن ذاته من ترويج صور العنف المصاحبة عبر الشاشات الأجنبية، علما وأنني على اعتقاد راسخ بأن تلك الأحداث كان مدّبرا لها مسبقا اذا ما وضعنا في الاعتبار كمية الحجارة التي كانت متواجدة بمدرجات الملعب. من جهة أخرى، وجب التفكير بجدية في الأخذ بالمقترح الذي سبق وأن تبنيته منذ بداية الموسم بايقاف نشاط البطولة الى حين السيطرة نهائيا على غول الانفلات الحاصل في ملاعبنا. والدعوة الى تفعيل الويكلو برأيي يبقى حلا منقوصا اذا ما اعترفنا بأن المباريات دون حضور جمهور تبقى بلا طعم ولا معنى. جلال الغربي (الأولمبي الباجي): (ربّ ضارّة نافعة) حقيقة نأسف للأحداث الأليمة التي رافقت لقاء النجم والترجي، وكل ما نتمناه ألا تتكرر مثل هذه السيناريوهات مجددا. جماهير النجم أفسدت علينا فرحة العيد وقطعت كل المجهودات التي بذلناها من أجل اعادة الروح للمدارج الشيء الذي دفع بوزير الشباب والرياضة الى أخذ قرار باستكمال ما تبقى من عمر البطولة دون حضور الجمهور وذلك دون استشارة رؤساء الأندية. من جهتي أعتبر القرار في محله تجنبا لتكرار ما حدث خصوصا وأن الرهان سيكون على أشده في الثلث الأخير من مشوار البطولة سواء في ما يتعلق بصراع البقاء أو التتويج. لقد أعددنا العدة لاستقبال جماهيرنا من خلال نخبة من الأنصار لكن أحداث سوسة أسقطت تحضيراتنا في الماء علما وأن الأولمبي الباجي سيكون من أكبر المتضررين سيما وأننا نستقبل الترجي الرياضي وما يعنيه ذلك من انعاش «لكاسة» الجمعية. الهادي البنزرتي (رئيس ودادية رؤساء الأندية): (قرار «الويكلو» هروب من المواجهة) موقف الودادية واضح ولازالت متمسكة به وهو رفض قرار «الويكلو» الذي اعتبره شخصيا نوعا من أنواع الهروب من مواجهة المشكل الأساسي والعمل على اتخاذ تدابير عملية من شأنها أن تحول دون استمرار ظاهرة العنف. من جهتنا اقترحنا مشروعا يعنى بمقاومة العنف شبيها بالذي نجح في القضاء على مجموعات «الهوليغانز» وننتظر تطبيقه على أرض الواقع دون اللجوء الى الحلول الضعيفة. أنيس بن ميم (الملعب التونسي): (لا مجال لعودة الجماهير في غياب أطر قانونية واضحة) ما جاء في تصريح الوزير طارق ذياب بخصوص اعتماد الويكلو، هو قراءة منطقية للأحداث وعودة الجماهير الى الملاعب تستوجب أطرا قانونية واضحة تمهد لها كإحداث بطاقات تعريف رياضية تسحب من أصحابها في حال ارتكابهم لتجاوزات بعينها، الى جانب زرع كاميرات مراقبة داخل المدارج ودونها فإن «الويكلو» لن يكتب له أن يرفع عن ملاعبنا طوال السنوات القادمة. فإذا كانت الدولة تولي اهتماما بكرة القدم فما علينا الا أن تسعى جاهدة الى المعالجة الجذرية لهذا المشكل والا فإنه من الأجدر أن نوقف نشاط البطولة بصفة نهائية، فما الفائدة من لعب مسرحية دون جمهور، وما الفائدة من أموال تصرف وتضحيات تقدم لتأتي بعض العناصر وتفسد علينا متعة الاستمتاع بتفاصيل اللعبة الأولى في تونس. رياض بنّور (الترجي الرياضي): (ما حدث في سوسة نتحمل مسؤوليته جميعا) قبل البدء وجب أن نصارح أنفسنا بحقيقة تحملنا لمسؤولية ما حدث بملعب سوسة جراء تصريحات بعض المسؤولين المغذية لروح الكراهية والفرقة ودعم التفرقة الجهوية أما بخصوص قرار «الويكلو» فأعتقد أنه لا خيار ولا بديل عنه، ومن ينتقده من ممثلي الأندية فليأتينا بالبديل، لأن الظرف الراهن أظهر حقيقة عدم أهليتنا بلعب المباريات بالجمهور، ففي سوسة كنا على بعد شعرة من أحداث بور سعيد. ماهر بن عيسى (مستقبل المرسى): (لا علاقة لاحداث سوسة بقرار الوزير) في البداية، لا يسعني إلا أن أعبر عن عميق استيائي من أحداث ملعب سوسة التي لا تشرفنا كتونسيين، في المقابل أعتقد أن قرار الوزير لا علاقة له بالأحداث التي رافقت لقاء النجم والترجي. ناهيك وأن عودة الجماهير الى الملاعب كانت مقررة مع انطلاق الموسم القادم. من جهة أخرى لا يمكن برأيي الحديث عن عودة جادة للجماهير دون اتخاذ قرارات صارمة واجراءات عملية استباقية كنا قد طالبنا بها في ودادية رؤساء الأندية والمتمثلة أساسا في إحداث بطاقة تعريف رياضية تمكننا من الوقوف على هوية المتجاوزين للقانون. أحمد بلّي (الاتحاد المنستيري): (ايقاف البطولة أفضل من مواصلتها) تابعت بكل أسف ما جد من أحداث رافقت لقاء السبت الماضي بين النجم والترجي وأعتقد أن الأمن وجب أن يتحمل مسؤولياته كاملة وفق دعم صلاحياته، أما المعالجة الحينية باعتماد «الويكلو» في غير الأطر الرادعة تبقى أحد الحلول المنقوصة ومن الأفضل أن نوقف نشاط البطولة بدل من أن نستكملها.