نشب يوم الجمعة وفي حدود الساعة السادسة بعد الزوال، حريق هائل بأحد المحلات السكنية بحي وسط المدينة بمعتمدية حاجب العيون, وقد أتت النيران على كامل محتويات وأسقف قاعة الإستقبال لصاحب البيت, الذي كان من ألطاف الله شاغرا من متساكنيه زمن الحادثة, وقد طالت النيران الأثاث والمعدات المنزلية داخل البيت الذي أكّد صاحبه السيد لطفي الحبلي (تاجر) انه غادره منذ قرابة العشر دقائق فقط, ولم يلحظ وجود أيّ خلل كهربائي أو ما شابه ذلك من شأنه التسبّب في الحريق الذي يعتبره عملا اجراميا, حيث يعتقد أنه بفعل فاعل ولعلّ ما يؤكد ذلك هو اندلاع حريق ثان ومواز بنفس الدائرة الترابية لا يبعد مسافة المائة متر عن الحريق الأوّل, وقد شمل ساحة كبرى معدّة لبيع وتجميع الأثاث المستعمل وهي فضاء محاذ لمعصرة زيتون كادت النار ان تأتي على جميع معداتها التقنية, وقد تجنّد جميع المتساكنين بحي وسط المدينة للعمل لاخماد النيران بوسائلهم التقليدية وسط أجواء كبيرة من الفزع بسبب طبقات الدخان الكثيفة التي غطت كامل سماء المدينة, الشيء الذي تطلب من الجميع الإسراع بقطع العدادات الكهربائية خوفا من أن تطال النار بقية المساكن المجاورة, وقد ناشدنا جميع الأهالي في معتمدية حاجب العيون ابلاغ استنكارهم من أعوان إدارة الحماية المدنية بالقيروان ,الذين حين وقع اشعارهم باندلاع الحريق وطلب منهم الحضور على جناح السرعة كانت اجابتهم بأنه حريق لايستحق التدخّل الفوري حسب المعاينة الأولية للجهاز الأمني بحاجب العيون , هذا مع الملاحظة أنه منذ قرابة الستة أشهر تمّ انجاز البناية الجديدة لإدارة الحماية المدنية بحاجب العيون, غير أن الإدارة لم تبدأ نشاطها العملي والذي تبقى الغاية منه التصدّي ومقاومة مثل هذه الحرائق, التي أدخلت حالة كبرى من الفزع في قلوب المتساكنين, والذين أجتمعوا بأعداد لمعاينة الحريقين وسط أجواء مشحونة وكبيرة من الغليان والتوتر, وبالتالي عدم الرضا عن الرّوتين الإداري لدى أجهزة التدخل وخاصّة منها تلك المتعلقة بالوقاية من الحرائق ..