«هيفاء عرعار» مخرجة تونسية شابة متخرجة من المعهد العالي للفنون السمعية البصرية (ISAM) دورة 2004 تتلمذت على يدي الأستاذ «إلياس الزرلي» والمخرج «النوري بوزيد». قامت بالعمل كمخرجة منفّذة ومخرجة مساعدة طيلة ست سنوات في قناة خاصة ثم بعثت شركة انتاج خاصة بها وأخيرا قامت باخراج سيتكوم «باب الحارة 2100» الذي عرض في شهر رمضان على القناة الوطنية الثانية ثم أعيد بثّه على القناة الوطنية الأولى. «التونسية» كان لها معها لقاء خاطف وفي ما يلي نصه: ما هو تعليقك على إتهامك برفض منح طاقم ممثلي سيتكوم «باب الحارة 2100» بقية مستحقاتهم المالية؟ إنه أمر مضحك... أنا مخرجة ولست منتجة العمل وقد نال الجميع مستحقاتهم المالية وبقيت نسب بسيطة للأيام الاضافية التي قمنا بتصويرها مع العلم أن بعض الأسماء مثل «ريم الزريبي» و«ريم عبروق» كانتا وراء تعطيل انتهاء السيتكوم في الآجال المحددة لعدم احترامهما الوقت لأهداف مادية صرفة!. هل لك مشكلة مع «ريم الزّريبي»؟ ليس لي مشكلة معها ولكن ربّما أزعجها كوني مخرجة صغيرة السنّ. فمنذ بداية التصوير وهي تسجل مؤاخذاتها على وجود بعض الأسماء في السيتكوم علاوة على عدم احترامها للوقت وطلبت منّي التخلّي عن بعض الأسماء إلاّ أني رفضت ذلك. هل أنت راضية عن أوّل عمل تخرجينه؟ لا يوجد عمل متكامل وربّما كان ينقص العمل «الحبكة الدراميّة» لأننا أردنا أن نقول كلاما كثيرا إلا أنّ الرسالة لم تصل كما يجب رغم أن أصداء السيتكوم خارج تونس كانت طيّبة جدّا وخاصة في المغرب العربي. في ظلّ أزمة الانتاج وإحتكار الأسماء المعروفة للأعمال الدرامية كيف وجدت «هيفاء عرعار» نفسها في هذا الميدان؟ أتيحت لي فرصة إخراج أوّل عمل تلفزي بالنسبة لي وقد حاولت أن أكون في المستوى مع أني صدمت بواقع ميدان الاخراج الذي تعطيه صحتك وحياتك في انتظار نتيجة غير مضمونة. أنا كمخرجة شابة نظر إليّ ك «فرخة» وقد تردّدت هذه الكلمة في غيابي عدّة مرات خاصة من قبل ممثلين كبار دون تعميم. ماذا أخذت من الجيل القديم في الاخراج وما الذي تلومينه عليه؟ تتلمذت على أيادي أساتذة مسرح وسينما أكفاء ومن بينهم المخرج «النوري بوزيد» وقد تعلّمت منهم الكثير والذي ألومه على الجيل القديم هو الوقوع في الذاتية ومعالجة العقد. يجب أن يقتنع الجيل القديم بأنه أخذ فرصته وليترك الأولوية للجيل الجديد لصنع سينما جديدة قادرة على اكتساح الأسواق والانتشار.. فلا ينقصنا شيء وهناك كفاءات مخزونة لم تنل حظّها بعد. هناك مخرجون في تونس لا يرون في المرأة إلا جسدا جميلا.. كيف تنظر «هيفاء عرعار» إلى المرأة؟ المرأة ليست جسدا فقط أو صورة جميلة ولكن إن كنّا مازلنا إلى حدّ الآن نتحدّث عن نظرة المخرج لجسد المرأة فذلك يعني أننا مازلنا بعيدين كل البعد عن الوصول الى المنشود. يجب أن نتجاوز مفاهيمنا الحسيّة للمرأة. بالنسبة لي إن قدّمت عملا واستوجب أن تتعرّى فيه المرأة لأن أحداث الفيلم تقتضي ذلك فسأقوم بتصوير المشهد ولكن بعيدا عن الابتذال. كيف تكون «المشاهد الساخنة» موظّفة في العمل السينمائي؟ إن المتفرّج ليس أبله فهو قادر على التمييز بين المشاهد المسقطة والمشاهد التي تخدم السيناريو والأحداث. ومع احترامي الشديد للمخرجين التونسيين فلم أشاهد أية لقطة «إباحيّة» وظّفت لخدمة الأحداث وإنما تبقى أهدافها تسويقية وتخدم الغريزة وقد كان بالامكان الاستغناء عن تلك اللقطات بالتلميح أو الاختصار. فقد عاش نزار قباني حياته كاملة واصفا أدق تفاصيل جسد المرأة ولكنه كان يتحدث عن المرأة الوطن وما أبعدنا عن ذلك. بعد تتالي الإعتداءات والضغوطات على مثقفي تونس هل يمكن القول إننا في طريق التحجير على الثقافة باسم الأصالة والأخلاق؟ نحن كمبدعين أصبحنا نتبع سياسة التجاهل كي نواصل العمل لأنه اذا ركزنا على الجزئيات فلن نستطيع التقدم. الابداع لا يقبل أية وصاية فهو خالد وأزليّ ومهما حاول البعض تكميم الأفواه تبقى الأعمال الهادفة شاهدة على صاحبها. ما هو حلمك؟ أحلامي صدمت بالواقع ولكن على الرغم من كل شيء مازلت أحلم بشركة انتاج ناجحة وانتاج على مدار العام. وأنا الآن بصدد درس فكرة مسلسل طويل في 60 حلقة بأقلام شابة ستمثل مفاجئة في الدراما التونسية.