محمد شكري الميعادي أستاذ شاعر وناقد يتولّى حاليا رئاسة اتحاد الكتاب التونسيين فرع توزر ... «التونسية» استضافته في غمرة الإعداد للدورة 32 للمهرجان العربي للشعر الحديث بالجريد المزمع تنظيمها من 18 إلى 21 أكتوبر الجاري بصفته الكاتب العام لجمعية المهرجان والمسؤول عن الإعلام بالمندوبية الجهوية للثقافة بتوزر فكان الحوار التالي: ما هو جديد الدورة 32 لمهرجان الشعر العربي الحديث بالجريد؟ من أهم مميّزات هذه الدورة أنّها تمثل النسخة الدولية الأولى في تاريخ هذه التظاهرة العريقة، حيث يواكبها هذه السنة عدد من الشعراء والنقاد من مناطق مختلفة من الوطن العربي. فضلا عن المشاركات الأوروبية وهذا يعتبر ثمرة أولى من ثمرات فكرة إخراج المهرجان من مظلة هيئة مكلفة بالإشراف عليه إلى مظلة جمعية تشرف على إعداده وتنظيمه سعيا إلى تدويله وتطويره .وقد وضعت الجمعيّة التي أطلقت على نفسها اسم جمعية المهرجان العربي للشعر الحديث بالجريد برنامجا طموحا وأهدافا سامية سنعمل على تنفيذها بالتعاون مع وزارة الثقافة وبقية فعاليات المجتمع المدني .سواء داخل منطقة الجريد أو خارجه باعتبار أنّ هذا المهرجان هو مهرجان كلّ التونسيين وليس حكرا على جهة بعينها .ولاشكّ انه ستكون لهذه التظاهرة بحجمها الحاليّ انعكاساتها الطيّبة على مستويات عديدة انطلاقا من المستوى التنموي إلى السياحي فضلا عن أبعادها السّياسيّة إذا ما وضعناها في سياقها الزمني، حيث تختتم فعاليات المهرجان يوم 21 أكتوبر أي قبل يومين فقط من موعد 23 أكتوبر هذا الموعد الذي حاولت بعض الأطراف أن تصوّره على أنه قيامة سياسية. فحضور مجموعة من أهمّ أدباء الوطن العربي وإقامة المهرجان في هذه المرحلة فيه دلالات على أنّ تونس ستظلّ في نظر العالم بلد الحضارة والسّلم والحوار وهذا طبعا تأويلي الخاصّ لعلاقة الحدث بالمناسبة . ماهي المقاييس التي وقع اعتمادها لدعوة ضيوف المهرجان؟ بالإمكان القول أنّ المقاييس التي نجتهد في اعتمادها لاختيار الضيوف يمكن حصرها في ثلاث نقاط رئيسيّة وهي أوّلا القيمة الإبداعية لانتاجات الضيوف ومدى توفّر شروط الحداثة فيها ثانيا إعطاء الأولوية للشعراء الذين عانوا من التجاهل على امتداد السّنوات المنقضية سواء لأسباب سياسية أو لعدم انخراطهم في لعبة المحاباة وفي منظومة ميليشيات الارتزاق داخل السّاحة الأدبية، وثالثا سنحرص ما استطعنا على أن نفتح المجال لمبدعين على أهمّية نصوصهم ظلّوا منسيين ومغمورين ولا تتاح لهم فرص المشاركة في المنابر الوطنية المهمّة التي نحاول اليوم تحريرها من قبضة كبار المقاولين . أين حضور الرّبيع العربي في مهرجان الجريد؟ في ما يتعلّق بحضور الّربيع العربي في هذه الدورة أرى أ نّ الدورة في حدّ ذاتها ربيع عربيّ فهي تستلهم محورها العام من الرّوح الثورية في نصوص الشابّي .حيث تحوّل نصّ شاعرنا المتغنّي بالإرادة الى نشيد رسميّ يدوّي في كلّ السّاحات والميادين على ألسنة الجرحى والشهداء الثائرين من أجل الكرامة والحرّية .وحول الدعوة الى فكّ الارتباط بين تظاهرتنا الأدبيّة والشابّي يمكن القول أنّنا لسنا من اختار العودة الى الشابّي. إنّما هو من عاد إلينا من عليائه ليدعونا إلى الخروج من حفر الخنوع والاستسلام الى فضاء أرحب هو فضاء التحرّر والانعتاق . هل هناك صعوبات تعترض عمل جمعية المهرجان ؟ حول هذا السؤال سوف لن أتوغل في الإجابة لأنّني قرّرت أن يكون الجواب في مستوى الإساءة التي استهدفت الجمعيّة و المهرجان معا من أصحاب القلوب المريضة. ولاشكّ أن الردّ عليهم لن يكون أقلّ من إنجاح هذه الدورة وكلّ هذا يزعجهم ورغم ذلك سنجد أعذارا لهم فمنهم مرضى القلوب ومنهم المختلّون عقليّا ومنهم الحاقدون المتقاعدون من العطاء والمقالون ومنهم قدامى المتمعّشين ومنهم باعة الذمم , ومنهم الخطّاؤون التوّابون وغير التوّابين ومنهم دون ذلك , أمّا أنا فأكتفي بقول الشابّي : انّي أقول لهم ووجهي مشرق / وعلى شفاهي بسمة استهزاء إن المعاول لا تهدّ مناكبي / والنّار لا تأتي على أعضائي فارموا الى النّار الحشائش والعبوا / يامعشر الأطفال تحت سمائي