وجّهت هيئة الترجي الرياضي دعوة إلى نظيرتها في النجم الرياضي الساحلي لحضور مباراة نصف النهائي لدوري أبطال إفريقيا.. وقد استجابت هيئة رضا شرف الدين لهذه الدعوة من خلال موفدها زهير هنية الناطق الرسمي لنجمة الساحل. هذه الحركة تبدو في ظاهرها بسيطة وعادية، وهي كذلك إذا أخرجناها من سياق الأجواء الخاصة والسائدة بين أنديتنا، ولكنها تشكل في الحقيقة استثناء جميلا يعكس التوجه الجديد الذي يريد مسؤولو الناديين العريقين توخّيه في علاقاتهما. إننا نتذكر جميعا تلك المناوشات التي كانت تحدث بين الطرفين بأشكال مختلفة وقد تحوّلت في بعض الأحيان إلى حروب معلنة أدت في النهاية إلى القطيعة بين المسؤولين والأحباء من الشقّين.. ونتذكر أيضا بعض الأحداث التي رافقت تلك الحقبة السوداء بمناسبة اللقاءات الكروية بين فريقي الترجي والنجم وحتى خارج تلك الأطر.. فحادثة «هرقلة» بين مجموعات الأنصار مازالت في الذاكرة. وإن نظرة موضوعية فاحصة تين أن الأمور ما كانت لتصل إلى تلك الدرجة القصوى من الاحتقان لولا عمليات التمهيد التي تولاّها بعض المسؤولين في الشقّين. لقد دأب هؤلاء على تكريس حجة القوة ما أدى إلى تجاذبات انطلقت على المستوى الشخصي ليلحق «طشّها» الناديين ولا عبيهما وأحبائهما.. كان الصراع مفتوحا بين الأشخاص وتواصلت محاولات ليّ الأذرع من هذا وذاك على الميدان وخارجه إلى أن حدثت القطيعة التامة وتحولت اللقاءات الرياضية بين الطرفين إلى مواجهات حامية تهدد أمن المواطنين!.. لهذا أرى في الحركة البسيطة التي قام بها حمدي المدب تجاه نظيره رضا شرف الدين جملة من الدلالات النبيلة التي تتقصد بالدرجة الأولى مد اليد لطي الصفحة واستعادة الثقة وإرساء قواعد للتعامل الرياضي النقي الذي لا تشوبه منغصات العنجهية والتكبر الزائفين.. وقد جاء رد مسؤولي النجم في مستوى تلك الحركة ومدّوا بدورهم الأيدي لخطّ صفحة جديدة ناصعة في علاقات الناديين. وفي هذا دلالات ودروس وعبر، نتمنى أن تترسّخ على أرض الواقع خيارا وممارسة وألا تكون مجرد حركة ظرفية عابرة، من جهة، ومن جهة أخرى ننتظر من رؤساء وهيئات بقية أنديتنا أن ينسجوا على هذا المنوال وأن يجانبوا الوقوع في مثل ما وقع فيه بعض الذين لم يقدّروا المسؤولية وساهموا بسلوكهم وتجاوزاتهم في إذكاء مشاعر الضغينة والتفرقة بين أبناء هذا الوطن.. ولقد تألمنا لمحاولة البعض إنتاج هذا التمشي مجددا من خلال أقوال وأفعال تحيل إلى الممارسات ذاتها التي يرفضها مجتمعنا التوّاق إلى المزيد من التراحم والتلاحم.. شكرا لمسؤولي الترجي والنجم.. وفي مثل ما أتوه فليتنافس المتنافسون!.. .. وبالصدق ألاقيكم وأشد على أياديكم..